جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة في أديس أبابا.. محللون: لقاء اليوم تمهيد للاجتماع التساعي المقبل ومقدمة لمراجعة الإشكاليات والوصول إلى تفاهم.. واستمرار الحوار بين الدول الثلاث مطلوب
خبير سياسي:
مفاوضات سد النهضة اليوم مقدمة لمراجعة الإشكاليات والوصول إلى تفاهم
منى عمر:
مفاوضات سد النهضة اليوم تمهيد للاجتماع التساعي المقبل
دبلوماسية
سابقة: استمرار المفاوضات والحوار بشأن «سد النهضة» ضرورة للتفاهم
وصف
دبلوماسيون وخبراء بالشأن الإفريقي الجولة الجديدة من مفاوضات سد النهضة اليوم السبت في
أديس أبابا بأنها تمهيد للاجتماع التساعي المقبل ومقدمة لمراجعة الإشكاليات
والوصول لتفاهم في القضايا العالقة، موضحين أن المفاوضات والحوار المستمر بين مصر
وإثيوبيا والسودان مطلوب.
وتشهد العاصمة
الإثيوبية أديس أبابا اليوم مفاوضات ثلاثية بحضور وزراء ري كل من مصر والسودان وإثيوبيا،
بحضور اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة، حسم الخلافات المتعلقة بالتقرير الاستهلالي
الذي أعده المكتب الاستشاري الفرنسي، ومن المقرر أن يعقد اجتماع تساعي منتصف الشهر
الجاري بحضور وزراء خارجية ورؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث.
تمهيد
للاجتماع التساعي المقبل
السفيرة منى
عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، قالت إن جولة مفاوضات سد النهضة
اليوم في أديس أبابا هي تمهيد للاجتماع التساعي في منتصف الشهر الجاري بحضور وزراء
الري والخارجية ورؤساء مخابرات الدول الثلاث، مضيفة أن نتائج اللقاء اليوم ستعرض في
الاجتماع المقبل لتقرير سيناريوهات المفاوضات خلال الفترة القادمة.
وأوضحت عمر في
تصريح أدلت بها لـ"الهلال اليوم"، أن المفاوضات مستمرة وتحتاج إلى قدر كبير من المرونة
من كل الأطراف لتجاوز أي خلافات في الرؤى بين الدول الثلاث، مضيفة أن مصر تذهب ولديها
استعداد للتفاهم حول النقاط العالقة في القضايا الخلافية وهو أمر يحتاج للموافقة الإثيوبية
على التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري.
وأكدت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس السوداني بعد الإضرار بحصة مصر من المياه
هي تصريحات تتكرر بشكل دائم لتأكيد الحفاظ على مصالح الدول الثلاث، مشيرة إلى
أن نية الأطراف كلها في الاتفاق والتفاهم والموافقة على التقرير الاستهلالي تجعل نتائج
الاجتماعات مختلفة عن الاجتماعات السابقة.
مراجعة
الإشكاليات والوصول إلى تفاهم
قال الدكتور
رمضان قرني الخبير بالشؤون الإفريقية، إن مفاوضات سد النهضة معقدة وتحتاج إلى تفاهمات
سياسية كبيرة وتأتي اليوم بعد قيادة سياسية إثيوبية جديدة تحاول إثبات نفسها للداخل
بإتمام المشروعات التنموية، مضيفا أن جولة المفاوضات اليوم بحضور وزراء الري هي مقدمة
لمراجعة بعض الإشكاليات الفنية والوصول إلى توافقات وتفاهمات خاصة بالتقرير الاستهلالي
للمكتب الاستشاري الفني الدولي.
وأكد قرني، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الجولة الحاسمة في المفاوضات هي التي ستعقد بحضور وزراء
خارجية وأجهزة مخابرات الدول الثلاث الشهر المقبل، مضيفا أن العامل السياسي هو الحاسم
وأن الوصول إلى توافقات سياسية سيسهم في تحريك الملف الفني.
وأوضح الخبير بالشؤون الإفريقية أن البارز في الجولة اليوم هو التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي
بعدم الإضرار بحصة مصر من المياه وتأكيد الرئيس السوداني عمر البشير تفعيل اتفاق المبادئ
الموقع بين الدول الثلاث في الخرطوم، مضيفا أن الاتفاق يركز على آلية إدارة السد وسنوات
ملء الخزان والتخزين، مشيرا إلى
وجود فرصة للمفاوضات بين قادة الدول الثلاث على هامش القمة الإفريقية نصف السنوية في
موريتانيا يونيو المقبل بعقد قمة ثلاثية ربما تسهم في حلحلة المفاوضات والوصول إلى
تفاهمات سياسية، مضيفا أن المعول الأساسي في المفاوضات هو الاجتماع التساعي المقبل.
وأضاف الخبير
بالشأن الإفريقي أنه يجب أن تكون هناك رؤية إثيوبية مختلفة لقضية حقوق مصر من المياه
ووضع ضمانات مكتوبة تضمن حقوق مصر، مؤكدا أن اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث ربما يكون
مقدمة لمثل هذه الضمانات المكتوبة.
استمرار
المفاوضات ضرورة
بينما قالت
السفيرة سعاد شلبي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، إن استمرار المفاوضات
والحوار بين مصر وإثيوبيا والسودان ضرورة وأمر مطلوب للوصول إلى تفاهم بشأن ملف سد
النهضة، مضيفة أن الظروف والمعطيات تتغير مع كل جولة للمفاوضات وهو الأمر الذي يتطلب
آلية مختلفة للتشاور والمرونة من كل الأطراف لتحقيق المصلحة النهائية.
وأوضحت شلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن جولة المفاوضات اليوم بحضور
وزراء ري الدول الثلاث هي نواة للاجتماع التساعي المقبل بحضور وزراء الخارجية ورؤساء
أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، مشيرة إلى أن التقارب على المستوى السياسي بين مصر
وإثيوبيا بعد انتخاب رئيس وزراء جديد مطلوب وسيحقق تقدما في هذا الملف.
وأكدت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية أن نجاح
المفاوضات يتوقف على الموافقة على التقرير الفني للمكتب الاستشاري الدولي الذي ارتضت
الدول الثلاث اللجوء إليه وكذلك مرونة كل الأطراف، مضيفة أن التقرير الفني سيوضح الحقائق
وتأثير السد على دولتي المصب مصر والسودان.