رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«عفيفي»: شيخ الأزهر قدم علاجًا لواقع العالم البئيس في جولته الآسيوية

7-5-2018 | 15:36


قال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حرص في جولته الآسيوية التي زار فيها أكبر 3 دول إسلامية وهي إندونيسيا، وسنغافورة، وبروناي، على التأكيد على الكرامة الإنسانية والعيش المشترك، وضرورة تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية.

ولفت إلى أن زيارة الإمام الأكبر جاءت لتلك الدول في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العالم خاصة في ظل انتشار التطرف والإرهاب الذي أهدر الكرامة الإنسانية من خلال استباحة القتل والذبح والحرق وامتهان إنسانية الإنسان.


وأضاف عفيفي، أن رسائل الإمام الأكبر  كانت واضحة في هذه الدول الثلاث، حيث أكد على دور الأزهر الشريف في حماية الكرامة الإنسانية من خلال بيان احترام الإسلام لكرامة الإنسان، ولأصول العيش المشترك بين الناس – مسلمين وغير مسلمين – هذه الأصول التي تقوم على الأخوة الإنسانية (لتعارفوا) مع وجود الاختلاف الكوني، فقد شاء الله تعالى أن يخلق الناس مختلفين في الأديان والأعراف واللغات، هذا الاختلاف الذي يُعد سنة إلهية، إلا أنه لا يمنع من التعايش السلمي المشترك، وهذا بيان قوي على طبيعة العلاقة بين الناس التي تقوم على التآلف والتعارف، رغم وجود الاختلاف في العقيدة والمذهب والثقافة، وغير ذلك، وقد رفض الإسلام أيّ محاولة لحمل الناس على دين واحد، حتى لو كان الإسلام، لأن الله منح الإنسان حرية الاعتقاد.

 

وأشار الأمين العام إلى أن الإمام الأكبر أكد في رسائله لشعوب هذه الدول، وللعالم أجمع على أن العلاقة بين المختلفين الذين يملكون حرياتهم، ولا يصح أن تكون علاقة صراع ومغالبة، لأن علاقة الصراع تهدف إلى القضاء على الآخر، والإسلام لا يريد ذلك، لأنه أسس الحياة على التعاون والتكامل، وليس على سفك الدماء واغتيال عقائد الناس أو سفك دمائهم.

وتابع عفيفي قائلا إن الإمام الأكبر برهن على التاريخ الُمشرِّف للمسلمين وكيف تعاملوا بالحسنى مع غيرهم واحترموا حق الآخر في العيش الكريم، كما استنكر الإمام القول بأن علاقة المسلم بغير المسلم أو الكافر هي: علاقة الدم وبين رؤية الأزهر الشريف ومنهجه في هذه القضية من خلال أبواب الفقه التي تؤكد أن علة القتال في الإسلام ليست هي الكفر، وإنما هي العدوان على المسلمين، وأن الحرب في الإسلام استثناء واضطرار، ونهى الله المسلمين عن التجاوز فيها؛ لأن الإسلام دين الرحمة التي شملت العالمين.

ولفت إلى أن الإمام الأكبر أكد في كلماته على الأخوة الإنسانية بين بني الإنسان وبين أهمية استعادة معاني تلك الأخوة الإنسانية لإطفاء نيران الحروب، والحيلولة دون تجارة السلاح، واستغلال الشعوب الفقيرة واستنزاف ثروات الدول، مؤكدا على أهمية الوعي بالتاريخ سواء من خلال أهمية معرفة حقيقة تاريخ المسلمين بغيرهم، وأيضاً إدراك طبيعة العلاقة فيما بين المسلمين فعلى مدى (14) أربعة عشر قرناً تعايش المسلمون – سنة وشيعة - في سلام ولم يمنعهم الخلاف المذهبي من التعايش السلمي، ولكن تم الآن استخدام الاختلاف المذهبي في الصراعات السياسية، مما أدى إلى تأجيج نيران الحروب. كما أكد الإمام الأكبر على الحاجة إلى الرجوع إلى روح الأديان السماوية والتعاليم المشتركة التي تحترم إنسانية الإنسان.

واستطرد عفيفي:"إن هذه الرسائل الإنسانية العظيمة التي بلورها شيخ الأزهر تجسد المنهجية العلمية للأزهر الشريف في علاج الواقع البئيس الذي يعيشه العالم في ظل الإرهاب وجماعاته وداعميه ورُعاته ومن يحاولون تصديره باسم الإسلام، حيث وضع الإمام الأكبر خارطة طريق بشكل عملي لمن ينشدون السلام، كما أشاد شيخ الأزهر بالتجارب الحقيقية للتعايش السلمي في إندونيسيا وسنغافورة وبروناي.