التعلم بين الحب والكره .. عقدتى .. مدرس مادتى
كتبت : نيرمين طارق
«حب المادة من حب المدرس » حقيقة يعلنها كل الطلاب، فالمعلم لا يشرح فقط المواد الدراسية المختلفة وإنما يخلق جوا من التجاذب أو التنافر بينه وطلابه على أساسه يحبون أو يكرهون المادة ومدرسها. فى السطور التالية نسترجع مع الأصدقاء ذكرياتهم الطيبة والسيئة مع مدرسيهم فى المراحل الأولى من تعليمهم.
فى البداية تقول شهد محمود 20 سنة: أكره مادة التاريخ وكذلك أى مسلسل تاريخى لأن معلمة الدراسات الاجتماعية فى المرحلة الإعدادية كانت فى قمة العصبية وضربتنى مرات عديدة ظلما.
أما جنات ناصر 19 سنة فتقول: وأنا فى مرحلة الثانوية العامة وبالتحديد فى أول حصة للغة الفرنسية سخر منى المدرس ما جعلنى أكره تلك المادة، وبعد أن دخلت الجامعة ما زلت أخشى هذه مادة بسبب ذلك المدرس.
ويذكر زين عبدالعزيز 16 سنة أن مدرس اللغة الإنجليزية فى الصف الأول الإعدادى أجبره على الاشتراك فى درس خصوصى للمادة وقبل موافقته كانت معاملته سيئة جدا، وتابع: منذ تلك اللحظة كرهت هذه المادة بسبب مدرس هدفه الأول جمع المال قبل أداء رسالته التعليمية.
بينما قررت هبة رفعت 15 سنة الالتحاق بالقسم الأدبى بالثانوية العامة لكرهها لمادة العلوم بسبب مدرستها التى كانت تسخر من البنات عند عدم إجابتهن على أى سؤال.
نماذج إيجابية
أما عمرو حسن 19 سنة فيقول : أحب الرياضيات بسبب المعاملة الحسنة من أستاذ المادة، على الرغم أني كنت ضعيفا فى الرياضيات إلا أن يوسف مدرس المادة كان يعاملى معاملة حسنة ولم يصفنى يوما بالغبي، كان صبورا فى الشرح ولديه قدرة على توصيل وتبسيط المعلومة ما جعل مستواى التعليمى يتحسن وأحببت الرياضيات.
ويقول محمد عمر 22 سنة : التحقت بكلية الصيدلة لحبى للعلوم ويرجع ذلك لأسلوب مدرس المادة معى، فقد كان طويل البال يتعامل معى وزملائى بأسلوب مهذب جعله يحب المادة ويقتدى مدرسها فى أخلاقه وأفعاله.
وتقول إنجى ياسر 16 سنة: كانت حصة الدراسات بمثابة متعة لأن منال مدرسة المادة كانت طيبة وفى نفس الوقت شخصية قوية ومن هنا كنت أنا وكل زميلاتي نعشق تلك المادة.
صعب الفصل
وتعلق د. مارى عبدالله أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس على حالة الربط بين حب المادة وأستاذها قائلة: من الصعب الفصل بين حب الطالب للمادة وحبه للمدرس فإذا كره المدرس لن يحب المادة، ولذلك يجب إجراء اختبارات نفسية قبل القبول بكلية التربية، لأن المدرس لابد أن يكون مؤهلا للتعامل مع الطلاب، لافتة إلى أن هناك العديد من المدرسين يعانون خللا نفسيا لتكون النتيجة كره الطالب لهم والمادة التى يدرسونها. وتضيف: قابلت العديد من الأشخاص لديهم رغبة فى الاعتداء على معلم طفولتهم رغم مرور أكثر من 10 سنوات على تخرجهم، مؤكدة على ضرورة وجود قوانين لحماية الطلاب، فالمدرس الذى يلجأ للضرب غير قادر على الوصول لحل تربوى، مشيرة إلى أن المدرس لا يحق له معاقبة الطالب بسبب ضعف قدراته فقد يكون الطالب متفوقا فى اللغة العربية ولكنه ضعيف فى الرياضيات، ناصحة الأم بتغيير المدرس أو الفصل إذا وصلت العلاقة بين الطالب والمدرس لمرحلة صعبة قد تدفع الطالب لكره التعليم.
عقدة نفسية
ولكن إذا وصل الأمر لعقدة نفسية كيف يمكن علاجها ؟ يقول د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسى: الحل للتخلص من تلك العقدة التى يعانيها الطالب بسبب سوء معاملة المدرس هو العلاج النفسى بالتأثير العكسى ويتمثل فى اللجوء لمدرس آخر لشرح المادة للتلميذ والتقرب منه بشكل ودى ومعاملته بطريقة مختلفة عن التى عانى منها مع المدرس الذى سبب له العقدة، لأن الطالب فى المرحلة الابتدائية والإعدادية يخلق حالة من التوحد بين المدرس والمادة ولا يملك القدرة على الفصل بينهما.