وفود أورومتوسطية تزور قناة السويس الجديدة وتشيد بملحمة وقدرة المصريين على حفرها في وقت وجيز
قامت الوفود المشاركة في مؤتمر(النقل البحري والخدمات اللوجيستية) يرافقها السفير إيهاب فهمي الأمين العام المساعد للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الأربعاء، بجولة بحرية تفقدية في المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة على متن اليخت "السادات"، وذلك بتوجيهات من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، في إشارة رمزية إلى أهمية المؤتمر والمشاركين.
وقامت الوفود المشاركة في المؤتمر -الذي عقد بمدينة الإسماعيلية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة نحو ٣٠٠ من ممثلي الحكومات والمنظمات ورؤساء المواني بمنطقة المتوسط- بجولة تفقدية للأنفاق بالإسماعيلية أسفل قناة السويس، حيث استمعت إلى شرح تفصيلي عن مراحل تشييد الأنفاق التي تختصر زمن عبور قناة السويس إلى بضع دقائق فقط بدلا من الانتظار على معديات قناة السويس وكوبري السلام لساعات.
وقامت الوفود المشاركة في المؤتمر بجولة تفقدية بالمنطقة الاقتصادية والصناعية ببورسعيد، حيث عبرت عن إعجابها بالإنجازات الكبيرة والمشروعات العملاقة التي تشهدها مصر.
كما قامت بزيارة مركز المحاكاة التابع لهيئة قناة السويس، واستمعت إلى شرح تفصيلي من المسؤولين بالهيئة عن ملحمة حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد وما أضافته من مميزات لحركة الملاحة البحرية العالمية وخفض تكلفة الشحن من خلال سرعة النقل التي توفرها القناة للسفن وتقليل ساعات العبور، وشاهدت فيلما تسجيليا عن مراحل الحفر ومواصفات القناة والتنامي المطرد لحركة السفن التي تمر عبر القناة وانخفاض تكاليف النقل نتيجة تقليص ساعات العبور.
وأعربت الوفود عن انبهارها بالقناة وما شاهدته من إنجازات تحققت على أرض الواقع في هذه المنطقة وما تسهم به القناة الجديدة لحركة الملاحة وقدرة الدولة والشعب على إنجازها في وقت وجيز، مشيدة بالأنفاق التي تهدف إلى تيسير الحركة بين ضفتي القناة، الأمر الذي من شأنه تحقيق التنمية المنشودة في سيناء.
وفي تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، قال نائب وزير النقل رئيس هيئة المواني بإسبانيا خوزيه لوركا: إن مصر تربطها علاقات وثيقة بإسبانيا في مختلف المجالات، منوهًا بالزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدريد في عام ٢٠١٥ والتي كانت بمثابة حجر الأساس لدفع العلاقات بين البلدين.
وأضاف لوركا: إن إسبانيا تعد شريكا لمصر لا سيما في مجال اللوجستيات، مؤكدا أهمية قناة السويس القديمة وقناة السويس الجديدة بالنسبة للتجارة العالمية الإسبانية.
وأكد المسؤول الإسباني أهمية قناة السويس الجديدة في تيسير التواصل وحركة التجارة والأفراد بين أوروبا والشرق الأوسط والأقصى، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية المؤتمر الذي نظمته الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتنمية حركة الملاحة والنقل البحري واللوجيستي بين دول حوض البحر المتوسط وأيضا لتبادل الخبرات لا سيما أن النقل البحري يشمل ٨٥% من التجارة العالمية.
وأشار لوركا إلى أن تقليل تكلفة النقل بعد إنشاء القناة الجديدة من شأنه أن يسهم في تنمية حركة التجارة بين شمال وجنوب المتوسط، قائلًا: "إن حفر القناة عزز من الأمن والسلامة البحرية لأنه خفض بشكل كبير من المخاطر التي قد تنجم عن أعطال السفن في مجرى القناة الأم".
وأوضح المسؤول الإسباني أن التعاون البحري بين دول حوض المتوسط يسهم في تقليل حركة الهجرة غير الشرعية، مشيدا بالتعاون بين مصر وإسبانيا في كل المجالات وبخاصة النقل البحري والسكك الحديدية، حيث تجاوز حجم البضائع المتبادلة ٩ ملايين طن خلال العام الماضي كما تزايد عدد الركاب إلى نحو ١٢٠ ألفا بزيادة قدرها ٢٦%.
ومن جانبه، أشاد ماورو كوليتا نائب وزير النقل الإيطالي بالتعاون بين مصر وبلاده في كل المجالات، واصفا مصر بأنها واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
وأوضح كوليتا أن إيطاليا تعد إحدى كبرى الدول المستثمرة في مصر مع استثمارات تتراوح من قطاع الهيدروكربون إلى قطاع الأسمنت والمنسوجات مع وجود مهم أيضا في الزراعة والأغذية الزراعية والبناء والسياحة والبنية التحتية وخدمات النظافة البيئية، وفي قطاع الطاقة المتجددة، قائلا: "في إيطاليا هناك أكثر من 13000 شركة مصرية باستثمارات تتجاوز الـ1.09 مليار يورو".
وأكد المسؤول الإيطالي أن مصر تلعب دورا حاسما في سلسلة الإمدادات العالمية في مركز تدفقات الملاحة البحرية الرئيسية بين الشرق والغرب ونصف الكرة الأرضية الشمالي بفضل وجود مراكز ضخمة ومهمة للمواني التي تصنف كـرئيسية بين المواني الإفريقية، معربًا عن انبهاره بقناة السويس الجديدة، قائلا: "إن حفر القناة أبرز مركزية الجغرافيا الاقتصادية لمصر والمتوسط حيث شهدت الأشهر التسعة الأولى من عام 2017 زيادة بنسبة 10٪ تقريبا مقارنة بنفس الفترة من عام 2016 للبضائع المنقولة عبر القناة"، مشيرًا إلى أن العبور ارتفع بشكل ملحوظ في الشمال والجنوب بنسبة 18.9٪، أي من القارة الأوروبية إلى آسيا، هذا الطريق الذي ستتم مشاركته في نطاق الاتحاد من أجل المتوسط، مشيدًا بالاستثمارات الاقتصادية المهمة التي تقوم بها مصر في ما يتعلق بوصلات السكك الحديدية والخدمات اللوجيستية.