بعد توقيع اتفاقيات تعاون مصرية أوغندية.. خبراء: مهمة لتشجيع التبادل التجاري وتعميق الوجود المصري بالقارة السمراء.. والمشروعات الخدمية ضرورة لدعم العلاقات ومجالات متعددة للتعاون
خبير بالشأن الإفريقي: الاتفاقيات المصرية الأوغندية إضافة للتعاون الاقتصادي
خبير: المشروعات الخدمية المصرية في إفريقيا مهمة لدعم العلاقات
بيومي: الاتفاقيات الثنائية مع أوغندا لتشجيع التبادل التجاري وتعميق الوجود المصري
وصف خبراء ومحللون الاتفاقيات المصرية الأوغندية بأنها مهمة لتشجيع التبادل التجاري بين البلدين، فضلًا عن تعميق الوجود المصري في أوغندا والقارة الإفريقية، موضحين أن الاتفاقيات لها أهمية غير مباشرة تتمثل في دعم العلاقات من خلال المشروعات الخدمية إلى جانب فتح السوق الإفريقية والأوغندية للسلع والمستثمرين المصريين.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، قد شهدا أمس مراسم توقيع خمس وثائق لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، اتفاقية تعاون لإنشاء محطة كهرباء باستخدام الخلايا الفولتية بأوغندا ومذكرة تفاهم في مجال إنشاء وإدارة المناطق الصناعية بين هيئة التنمية الصناعية المصرية وهيئة الاستثمار الأوغندية ومذكرة تفاهم للتعاون في مختلف المجالات الزراعية.
تعميق الوجود المصري
السفير جمال بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب، قال إن الاتفاقيات الموقعة أمس بين مصر وأوغندا خلال زيارة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، للقاهرة، هي تطور طبيعي لانفتاح مصر على القارة الإفريقية وتشجيع للتبادل التجاري بين البلدين وتعميق الوجود المصري في أوغندا.
وأوضح بيومي، في تصريح أدلى به لـ"الهلال اليوم"، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وأوغندا يقدر بنحو 50 مليون دولار، مضيفا أن حجم الصادرات المصرية لإفريقيا تفوق على الصادرات المصرية للولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر جيد للغاية يفتح فرص عمل للمصريين ويخدمهم ويعمق علاقات مصر بإفريقيا.
وأكد رئيس اتحاد المستثمرين العرب أن العلاقات المصرية بالدول الإفريقية جيدة، فمصر لها سفارة في كل الدول الإفريقية وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطى القارة السمراء اهتماما كبيرا وعاود تقوية العلاقات بعد فتورها خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، مضيفا أن الصندوق المصري للتعاون كان يقوم بدور مهم لدعم الدول الإفريقية ومساعدتها، مشيرًا إلى أن الصندوق تحول الآن إلى الوكالة المصرية للشراكة والتنمية تعمل على دعم العلاقات المصرية بكل الدول الإفريقية عبر منح ومساعدات في كل المجالات، مضيفا أن مشروعات إنشاء محطة كهربائية في أوغندا ومنطقة صناعية ومناقشات ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط كلها في سبيل زيادة التعاون البلدين وحسن استخدام مياه النيل.
مهمة لدعم العلاقات
ومن جانبه، قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، إن الاتفاقيات المصرية الأوغندية الموقعة أمس سيكون لها عائد مباشر وآخر غير مباشر، موضحا أن العائد المباشر هو العائد المادي بدعم التبادل التجاري، أما غير المباشر هو دعم الشعوب والمسؤولين للمصالح والمواقف المصرية في سياساتها الخارجية.
وأكد الخبير الاقتصادي في تصريح أدلى به لـ"الهلال اليوم"، أن الوجود المصري في إفريقيا ودعم العلاقات مع دول القارة من خلال المشروعات التنموية والخدمية هو مكسب كبير لمصر، وهي سياسة تنتهجها مصر من خلال تقديم منح للطلاب والمبعوثين الأفارقة للدراسة في مصر، ليعودوا إلى بلادهم ويكونوا سفراء لمصر هناك، مضيفا أن إنشاء محطة كهرباء أو تمهيد طرق وخلافه له صلة مباشرة بحياة المواطنين.
وأشار عبده إلى أن خدمة المواطنين الأفارقة وتسهيل حياتهم وحل مشكلات الطرق أو الإنارة أو بناء مستشفيات هناك من خلال التنمية والمشروعات ذات الصلة المباشرة بمصالحهم يجعلهم يدركون قيمة مصر، لأنها حلت عوائق تواجههم، مضيفا أن ذلك ينعكس في ما بعد بدعم حكومات تلك الدول لمصر في المحافل الدولية وقضاياها الخارجية.
إضافة للتعاون الاقتصادي
قال الدكتور رمضان قرني الخبير بالشأن الإفريقي، إن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين مصر وأوغندا في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة هي إضافة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، مضيفا أن التعاون بينهما يشمل العديد من الملفات منها الاستثمارات خاصة أن أوغندا إحدى الدول الجاذبة للاستثمارات.
وأوضح قرني في تصريح أدلى به لـ"الهلال اليوم"، أن القطاع الخاص المصري أمامه فرص لدخول السوق الأوغندية في ظل التسهيلات والتشريعات بين البلدين المشجعة للاستثمار، مضيفا أن هناك مشروعا آخر من المشروعات المهمة وهو مشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط والذي توليه مصر اهتماما خاصا.
وأكد الخبير بالشأن الإفريقي أن فكرة المعابر والطرق البرية بين مصر ودول إفريقية مثل مشروع القاهرة- كيب تاون مقدمة للتعاون بين مصر وأوغندا في هذا المجال، مضيفا أن أوغندا واحدة من الدول المهمة في القارة الإفريقية وتلعب دورا مهما في قضاياها وخاصة ملفات جنوب السودان والكونغو والصومال وإفريقيا الوسطى.
وأشار قرني إلى أن زيارة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للقاهرة أمس تأتي في إطار توثيق العلاقات مع أوغندا خاصة أن موسيفيني يعتبر من حكماء القاهرة فتزيد مدة حكمه على 30 عاما وأصبح بمثابة قيادة تاريخية ومن المهم التنسيق بينه وبين الرئيس السيسي في قضايا دول حوض النيل والقارة الإفريقية بشكل عام.