الرشاوى والمحسوبيات والروتين .. يوميات عذاب المواطنين بمكاتب التموين
«كأنك يا أبو زيد ما غزيت».. تلك المقولة تنطبق على مكاتب التموين بالمديريات، فهدفها الرئيسى هو تسهيل الإجراءات للمواطنين وتكون عين الوزارة بكافة المحافظات، إلا أنها ليست كذلك فى واقع الأمر، بل تقوم بوضع العراقيل والقيود على المواطنين.
فمن أبرز المشاكل التى تواجه المواطن هى صعوبة الحصول على بطاقة بدل فاقد، أو بدل تالف، أو استخراج بطاقة إلكترونية بديلة للورقية، رغم إعطاء وزير التموين والتجارة الداخلية أمر مباشر لكافة المديريات بتسهيل الإجراءات على المواطنين.
وبمتابعة «الهلال اليوم» لتلك القضية، وجدنا أن الحجج التى يخرج بها الموظف بمكتب التموين، هى أن "السيستم واقع"، أو البطاقات لم تأت إلينا، أو فقدان الورق، فيضطر المواطن للبحث عن طريقة لكى يحصل على البطاقة، و "يلف كعب داير" من مكتب التموين للمديرية ثم فى نهاية المطاف يذهب إلى الوزارة.
لتقوم وزارة التموين بالتوصية على هذا المواطن وإعطاءه اسم مدير المكتب التابع له "قول له من طرف فلان وموضوعك ها يخلص"، وعلى النقيض نجد السماسرة يتدخلون "هات فلوس" ونخلص لك الموضوع.
تقول سيدة جاءت إلى وزارة التموين من أجل البحث عن بطاقتها، بأنها ترددت عشرات المرات على مكتب التموين بـ 6 أكتوبر، من أجل استلام البطاقة إلا أنهم دائما ما يخرجون من الموقف بأنهم لم يتسلموا بطاقات تموين، وعلى النقيض تذهب إلى وزارة التموين يبلغونها بأن مشكلتها فى المكتب وليست لديهم، كما أن كافة المكاتب أرسلت إليه البطاقات.
وأكدت فى حديثها لـ "الهلال اليوم"، أنها تقدمت باستخراج بطاقة إلكترونية بديلة للورقية منذ شهر يونيو 2015، إلا أنه حتى الآن لم تستطع الحصول عليها، مشيرة إلى أن أحد الموظفين بالوزارة طلب منها الذهاب إلى مكتب التموين والسؤال عن شخص معين ويبلغه أنه من طرفه.
فيما أوضح عماد السيد، أنه تردد كثيرا على مكتب تموين بالهرم، من أجل الحصول على بطاقة بدل فاقد، إلا أنهم أبلغوه أن اسمه سقط من على الكمبيوتر وأصبح ليس موجودًا، وطلبوا منه إعادة تقديم أوراق جديدة.
وقال أحمد عبد العزيز، مهندس كمبيوتر، إنه أنهى بطاقته عن طريق أحد العاملين فى مكتب التموين ودفع 500 جنيه، من أجل الحصول عليها خلال شهر، مشيرا إلى أنه سبق وقدم ورق فى مكتب التموين ولكنه لم يحسم مشكلته.