اعتبرت صحيفتا "الرياض" و"اليوم" السعوديتان أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لن يحد من طموح النظام الإيراني ، بل يزيد الضغوط على الشعب الإيراني الذي يتوزع في مناطقه بين الفقر والقهر والاضطهاد ومسخ الهوية.
وأشارت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها اليوم السبت، تحت عنوان (الاتفاق النووي.. والاقتصاد)، إلى أن الرئيس ترامب أعاد ترتيب علاقاته مع دول العالم وفق مصالح بلاده الاقتصادية، التي أفضت إلى حالة سياسية مختلفة محكومة بالمصالح المشتركة، وأن "الاقتصاد عصب الحياة" مقولة باتت شبه حقيقة، لكن الواقع أن الاقتصاد غدا قلب الحياة والسياسة معاً.. توقفه يعني موتاً مباشراً لمكون سياسي.
وأضافت أن حكومة ملالي إيران التي عاثت في الأرض فساداً وإفساداً لن تنكفئ بالحوار لأنه نظام يعشق المراوغة، ولن تنكفئ بالتهديد لأنه نظام اعتاد على التسويف، لكنه بالتأكيد يفهم جيداً لغة الاقتصاد، والمال الذي حوله إلى خراب بدل أن يضخه في تنمية بلاده، ورفع مستوى شعبه الذي يرزح أكثر من نصفه تحت خط الفقر، لن يكتب للمنطقة الهدوء والعيش بأمان دون قطع لرأس الأفعى التي تبث سمومها في دول المنطقة، ولن يكون ذلك بحرب شاملة - رغم إمكانية حدوث ذلك - ولكن القطع يكون بلغة الأرقام التي تضع العناوين في كل مكونات الاقتصاد.
وبينت أن أول أمس بدأت بوادر خسارة النظام الإيراني الاقتصادية تظهر سريعاً بعد إعلان شركة (جيه.إكس.تي.جي هولدنغ) التي تعتبر أكبر شركة لتكرير النفط في اليابان وتشتري إيران 5 % من نفطها، أنها ستحول وجهتها إلى موردين آخرين في الشرق الأوسط؛ لتغطية الطلب على النفط الخام، وذات الأمر ينطبق على شركات إيرباص وبوينج جميعها باشرت ترتيب إنهاء العلاقة مع إيران.
في السياق ذاته.. قالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان (النووي الإيراني وتداعياته الخطيرة)، إن النظام الإيراني بركوب رأسه ومضيه في عملية التخصيب والتحديث لأسلحته النووية يسعى لتمزيق دول المنطقة وتهميش حقوقها الطبيعية بالتمتع بأجواء من الاستقرار والأمن والسيادة، ويبدو ذلك جليا بتزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية في اليمن بالصواريخ الباليستية، ومازال أذناب النظام الإيراني يمارسون إطلاق تلك الصواريخ بتأييد مطلق من النظام الايراني.
وأشارت إلى أن القرار الأمريكي يلحق ضررا فادحا بالنظام الإيراني لا يمكن التغافل عنه، فما استفاده من الاتفاق سيخسره اليوم جراء تحركاته العدوانية الإرهابية بتدخلاته السافرة في شؤون لبنان وسوريا واليمن وعدة دول بالمنطقة ليشعل فيها الحروب والأزمات الطائفية، ولا تزال عدة دول تعاني الأمرين من التدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها، وتعاني الأمرين من تواجد المنظمات الإارهابية في أراضيها بدعم وتأييد من حكام طهران.
وأكدت أنه كان لا بد من وقفة مسؤولة تجاه العبث الإيراني الخطير في المنطقة، فالانسحاب من الاتفاق وحده ليس كافيا بل لا بد من تصعيد العقوبات المفروضة على النظام الإيراني وتشديد الخناق عليه ليس لوقف أنشطته النووية فحسب بل لوقف تدخلاته المرفوضة في شئون دول المنطقة ووقف مضيه في دعم ظاهرة الإرهاب ودعم وتمويل الإرهابيين أينما وجدوا، فالتحرك ضد النظام الإيراني أصبح ضروريا للغاية.