انطلاق مؤتمر الجامعة المفتوحة حول التعليم العالي والتنمية بسلطنة عمان بمشاركة مصرية متميزة
انطلقت فعاليات مؤتمر "التعليم العالي والتنمية.. الجودة المنشودة" الذي تنظمه الجامعة العربية المفتوحة بسلطنة عمان، اليوم الأحد، بمشاركة مصرية متميزة، مستهدفا بحث ضمان جودة التخطيط الاستراتيجي في التعليم العالي، وأثر ذلك في التنمية الشاملة، بالإضافة إلى ضمان الجودة في التعليم المدمج الذي تقوم عليه الجامعة من منطلق مسئوليتها الاجتماعية تجاه المجتمعات العربية والمتمثلة في دمج التعليم في التنمية.
ويبحث المؤتمر، على مدى يومين، عدة موضوعات من بينها الحوكمة ومعاييرها، ومعايير ومؤشرات الجودة في مؤسسات التعليم العالي، ودور هذه الحوكمة في تعزيز التنمية الإدارية، بالإضافة إلى جودة البرامج الأكاديمية والمخرجات ودورها في تنمية الموارد البشرية في البلدان العربية.
شهد افتتاح المؤتمر الدكتور الشيخ الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة العماني، وناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية، والدكتور محمد الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوح، ولفيف من أساتذة الجامعات في مصر والدول العربية وخبراء التعليم العالي والمفتوحة.
وألقى الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة في سلطنة عمان، كلمة افتتاحية، خصصها لموضوع الاقتصاد المعرفي بين التحديات والفرص، وتناول فيها مفهوم اقتصاد المعرفة ومرتكزاته مع عرض لتجارب عالمية مثل تجربة سنغافورة وفنلندا.
وقال إن اقتصاد المعرفة يعرف بأنه نوع من أنواع الاقتصاد الذي يعتمد نموه على نوعية وكمية المعلومات المتاحة والقدرة على الوصول إليها، فيما ينبع الاقتصاد المبني على المعرفة من إدراك مكانة المعرفة والتكنولوجيا والعمل على تطبيقها في الاقتصاديات الحديثة.
وأشار إلى أن سنغافورة استطاعت خلال 15 عاما تأسيس منظومة البحوث العلمية مدعومة بالإرادة السياسية العليا لجعل البحث العلمي والتطوير ذي أولوية وطنية للتنمية المستدامة، مؤكدا أنها خصصت 3 % من الناتج المحلي أي ما يقرب من 2.3 مليار دولار أمريكي في مجال تطوير التعليم مع تنفيذ التعليم الإلزامي المجاني واستحداث استراتيجيات تعليم وتعلم تتسم بالتجديد والإبداع، واستحداث سياسة الازدواج اللغوي مع التركيز على الرياضات والعلوم والمواد التقنية.
ومن جانبه، قال ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، إن الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس البرنامج يدعم ويساند إنجازات الجامعة باعتباره صاحب مبادرتها ويقف خلفها بصفة عامة وخلف مشروعات "أجفند" وأنشطته جميها بصفة خاصة.
وأضاف أنه خلال الثمانيات ركز "أجفند" على مشروعات تحسين أوضاع المرأة والطفل، إلى أن تحسنت في التسعينات من خلال عمل دؤوب وشاق لـ "أجفند" بالتنسيق والتعاون مع باقي المؤسسات الدولية.
وأشار إلى محاور خمسة ركز عليها "الأجفند" خلال عمله وهي الطفولة المبكرة ورياض الأطفال والحضانات، حيث لم يكن عدد الأطفال الذين يلتحقون بالحضانات في التسعينات يتجاوز 10% فما كان من أجفند إلا العمل لوضع استراتيجيات للتعليم وركنها الأساسي كان المعلم باعتباره المسئول عن مهمة التعليم حيث تؤمن "أجفند" بأن لا تمكين للمرأة بدون رياض للأطفال وتوافر الحضانات والمواصلات الآمنة.
وتابع أن مشروعات "أجفند" انتقلت بعد ذلك في التسعينات إلى مرحلة التعليم العالي حيث تم اكتشاف أن 80 % من أبناء الوطن العربي لا يحصلون على التعليم العالي ولذا طرحت فكرة الجامعة العربية المفتوحة، لكن الأزمة كانت في وجود ما يقرب من 3 ملايين معلم في الوطن العربي لا يمتلكون حق التدريب، معربا عن أمله في جعل موضوع تدريب المعلم على قائمة اهتمامات الجامعة العربية المفتوحة.
وقال القحطاني، إن محور "أجفند" الرابع يتمثل في غرس و دعم الانتماء الوطني ودور مؤسسات المجتمع المدني في ذلك لأن االمواطنة هي الأساس الذي ينطلق منه "الأجفند" ونعرج منه إلى الشمول المالي آخر ركائز "أجفند"، مشددا على أن التعليم الجيد هو أساس التنمية فبدون تعليم جيد لا تنمية.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد بن إبراهيم الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوحة، خلال كلمته، أن الجامعة تتشرف باستضافة سلطنة عمان لمؤتمرها كما تشرف بوجود نخبة من الباحثين في هذا المؤتمر، لافتا إلى أن المؤتمر انطلقت فكرته من تقرير للبنك الدولي عام 1994 أوجد علاقة طردية قوية بين التنمية ومؤسسات التعليم العالي بمعنى أنه لابد أن تسهم مؤسسات التعليم العالي في التنمية الوطنية مع تحليل العلاقة بين البعدين؛ مؤسسات التعليم العالي والتنمية.
وأشار إلى أن الفكرة جاءت من أجل تحديد العلاقة بين التعليم والتنمية على أن تكون علاقة إيجابية لا سلبية، مؤكدا أن ما يجعلها إيجابية هي الجودة في التدريس وخدمة المجتمع وكل ما يتعلق بالتعليم العالي.
وأوضح الدكتور الزكري، خلال كلمته، مدى العلاقة بين التعليم العالي والتنمية، موضحا أن مؤتمر "التعليم العالي والتنمية.. الجودة المنشودة" يتضمن 32 ورقة علمية، بالإضافة إلى ما يقدمه المتحدثين الرئيسيين، مؤكدا أن الأبحاث قدمت من 10 دول وتم استبعاد 31 ورقة علمية.
وحول وضع التعليم العالي في الوطن العربي، قال الدكتور الزكري، إن هناك أسئلة مشروعة للعاملين تتمثل في ماينفق عليه وما إذا كان ما تم استثماره فيه عاد بدور فاعل تجاه التنمية الوطنية أم لا، موضحا أن هناك فلسفتين للتعليم العالي إحداهما تشير إلى أنه لا علاقة للتعليم بسوق العمل والثانية تؤكد وجودعلاقة وطيدة بينهما.
ثم تطرق الدكتور الزكري، في كلمته، إلى التعريف بالجامعة العربية منذ انطلاقتها عام 1996 على يد الأمير طلال بن عبدالعزيز، مؤكدا أن فلسفتها تتلخص في حق كل مواطن في التعليم بأعلى التقنيات وحيثما كانت ظروفه أو موضعه.
ويستعرض المؤتمر معايير ضمان جودة البحوث العلمية، ودور هذه البحوث في التنمية المستدامة، كما يستعرض بعض التجارب الإقليمية والدولية للاستفادة منها في تطوير التعليم العالي في الدول العربية.