كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن ضابط الاستخبارات الروسي السابق سيرجي سكريبال، والذي يتهم الغرب روسيا بمحاولة تسميمه وابنته في المملكة المتحدة في مارس الماضي، التقى خلال السنوات الأخيرة مسئولين استخباراتيين من دول أوروبية عدة وأعطاهم معلومات عن أنشطة الجاسوسية الروسية، الأمر الذي قالت إنه ربما كان دافع روسيا لمحاولة قتله، رغم نفي موسكو للوقوف خلف تلك المحاولة.
ونقلت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - عن مسئولين أوروبيين - لم تكشف هوياتهم - قولهم إن سكريبال، الذي كان يحمل رتبة كولونيل بالاستخبارات الحربية الروسية "جي آر يو" كان كثير الترحال إلى العواصم الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، وقدم إحاطات لعملاء باستخبارات دول أجنبية، على الأرجح بموافقة أو بتسهيلات من جانب السلطات البريطانية بغرض توعية حلفائها وإدرار الدخل على سكريبال نفسه.
وتعرض سكريبال وابنته يوليا - في مارس الماضي - للتسميم بغاز الأعصاب في سالسبري بالمملكة المتحدة، التي كان العميل الروسي المزدوج لاجئا بها بعد تسلمه من روسيا التي أُدين فيها بالتجسس ضمن صفقة تبادلية في 2010.
واتهمت لندن والدول الغربية، موسكو بالوقوف خلف الهجوم، الأمر الذي ينفيه المسئولون الروس، والذين يوجهون بدورهم الاتهام ذاته للملكة المتحدة.
وتسبب الهجوم في أزمة دبلوماسية كبيرة بين روسيا وأكثر من 24 دولة غربية إذ تبادلت روسيا معهم طرد الدبلوماسيين وإغلاق القنصليات. ولم تسفر التحقيقات - إلى الآن - سواء من جانب المملكة المتحدة أو روسيا أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن أية نتائج بشأن الطرف المتورط في الهجوم.
وقال المسئولون الغربيون إن سكريبال التقى مسئولين بالاستخبارات التشيكية، التي كانت خصمه اللدود في وقت سابق، كما زار استونيا في 2016 للقاء عملاء محليون، فيما لفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تلك الزيارات ليست غير قانونية أو غير معتادة بالنسبة للمنشقين عن أجهزة استخباراتهم الوطنية، لكنها تعني أنه كان يلتقي المسئولين الاستخباراتيين الذين يعملون على إحباط العمليات الروسية في أوروبا، وهو ما ترى أنه يرجح كون محاولة اغتياله عملا انتقاميا.