سلطت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية الضوء على إحجام المسئولين الأمريكيين عن تفسير سبب قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أو الغرض منه، ولفتت إلى أن المسئولين الأمريكيين لا يشعرون بالارتياح للتصريح بما وصفته بـ"الجواب الحقيقي" المتمثل في أن "استراتيجية ترامب الوحيدة تتمثل في معاقبة إيران فحسب".

ولفتت المجلة -في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إلى أن الولايات المتحدة تعمل حاليا على ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران، دون وضع أي رؤية أو هدف محدد لذلك.

ونوّهت إلى أن المدافعين عن انتهاج سياسة أكثر عدوانية ضد إيران، سواء داخل الإدارة الأمريكية أو خارجها، ينظرون إلى العقوبات بشكل مختلف؛ إذ يعتقدون أن كل ما يتم تحقيقه أفضل من الوضع الراهن، فربما ينهار النظام الإيراني مع تعرضه لضغوط كافية تضعف إيران داخليا وتمنعها من إنفاق الأموال على مغامرات إقليمية، ما يقلل من أنشطتها في أماكن مثل سوريا واليمن.

ولفتت إلى البعض يعتقدون أن العقوبات ستقود طهران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وقبول المطالب القصوى من جانب الإدارة الأمريكية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي وأنشطتها الإقليمية، بحسب المجلة.. فيما يرغب فصيل آخر في أن تسفر العقوبات عن تغيير الحكومة في إيران.

ورأت المجلة أن كل ما يشغل الرئيس الأمريكي هو تمزيق الاتفاق النووي، دون الاهتمام بما سيحدث بعد ذلك !

ونوّهت إلى أنه رغم تمثيل العمل على الحد من سلوك إيران الإقليمي والتصدي له يمثلان أولوية حاسمة في السياسة الأمريكية، إلا أن ثمة عددا من المشاكل الأساسية في هذا النهج المتّبع من قبل إدارة ترامب.

وقالت المجلة إن من الحماقة تعطيل الصفقة الإيرانية في وقت كانت تؤتي فيه أُكُلها وتحقق هدفها المتمثل في منع إيران من الحصول على قنبلة نووية .. مشيرة إلى أن نهاية الصفقة الإيرانية تعني نهاية القدرة الأمريكية على فرض قيود على برنامج إيران النووي عبر وسائل أخرى غير الإكراه العسكري، لتفتح المجال أمام إيران لمواصلة تنفيذ برنامجها النووي.

ورأت أن أي سياسة تفتقد لهدف محدد وواضح، مآلها الفشل، ولكنّ هناك ضرورة للاستمرار في رفع الضغط عن إيران لنرى ما يمكن أن يحدث، لافتة إلى أن العقوبات لن تكون فعّالة إلا إذا كانت ذات نطاق عالمي، وبخلاف ذلك، سيكون تأثيرها ضئيلا على خلفية انخراط شركاء إيران التجاريين الرئيسيين في العمل معها.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "في النهاية، ليس لدى الإدارة الأمريكية في الحقيقة سياسة تجاه إيران بقدر ما لديها من موقف تجاهها. فعندما يقوم رئيس دولة بتنفيذ أمر محفوف بالمخاطر مثل الانسحاب من اتفاقية دولية متفاوض عليها على النحو الواجب، يجب أن يكون لديه وفريقه استراتيجية أكثر تحديدا".