رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أهالي «الجبل الأصفر» يصرخون : مدفن يا حكومة !

16-3-2017 | 22:32


كتبت : أماني محمد

هل يمكن أن يصبح حلم مواطن الحصول على مقبرة تضم جثمانه؛ بعد أن تصعد روحه إلى بارئها؟ هكذا أصبح حال أهالي منطقة الجبل الأصفر بالخانكة بعد أن صاروا يجدون صعوبة في دفن موتاهم بمقابر القرية حاليًا بجوار ضريح شهير بالمنطقة وهو "الشيخ مصلح"، لكنهم يواجهون تجاهلا من المسئولين.

خطابات ودعاوى ونداءات توجه بها عدد من أبناء المنطقة إلى أربعة محافظين متتالين للقليوبية إلا إنه ما من خطوة جدية تتخذ في هذا الشأن لتنفيذ مطلبهم في مقبرة تواري جثامين ذويهم، فيوضح محمد أبو زيد حسن أحد أبناء القرية إنه توجه بنحو خمسة خطابات إلى محافظي القليوبية السابقين والحالي، وخطاب آخر إلى مجلس الوزراء في فبراير الماضي لطلب تخصيص خمسة أفدنة من أملاك الدولة لاستخدامها كمقابر لأهالي قرية الجبل الأصفر والمنشية، إلا أن الاعتذار كان مصير تلك الطلبات.

 

وأوضح أنه خاطب المحافظ السابق للقليوبية محمد عبد الظاهر، والتالي له رضا فرحات قبل تكليفه بمحافظة الإسكندرية، وبعدهم اللواء عمرو عبد المنعم، حتى المحافظ الحالي اللواء محمد عشماوي، وكلهم تلقى منهم الاعتذار بدعوى أنه لا توجد أراض متاحة لتخصيصها، موضحا أن جمع توقيعات من الأهالي لإرفاقها مع تلك الخطابات للتأكيد أن الأمر غير شخصي لكنه قوبل بالاعتذار.

 

وقال إنه توجد مقابر بأرض المزرعة لأهالي مناطق المزرعة وهيئة الشرطة ومصنع 18 بمنطقة الكتيب، والأرض جزء منها تابع للمحافظة والجزء الآخر لمرفق المياه ووزارة الزراعة وهي أرض بور، مؤكدا أن هناك أراضٍ يتم تخصيصها مقابر لبعض رجال المال وبيعها بالنظام الاستثماري فى سرياقوس والسلام وهما منطقتان تقعان في إطار سلطان المحافظة، ورغم ذلك يعتذر المحافظون بدعوى أنه لا توجد أراضي.

 

وقال سليمان قاسم مكي إن المقابر مقرها الحالي بجوار ضريح الشيخ مصلح بقرية الجبل الأصفر، بمواجهة شريط سكة قطار شبين القناطر- المرج الجديدة، أنشئت منذ أكثر من ثمانين عاما لخدمة أهالي القرية بالجبل الأصفر والمنشية العاملين بمركز قوات حرس الحدود، مؤكدا أنها "حتى اللحظة المقبرة تحتوى مقبرتين لشهداء القوات المسلحة من قوات حرس الحدود عن حربي عام 1956، 1967 ".

 

وأوضح أنه حتى النصف الأول من عام 2008 كانت المقابر تحت رعاية قوات حرس الحدود، وبعدها خاطبوا المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع آنذاك لتوفير الحماية للمقابر من سطو السماسرة والبلطجية من بعض الأهالي والغرباء وحارس المقبرة بعد أن بادروا بالسطو على بعض المساحات الخالية لبناء مقابر خاصة وبيعها، فضلا عن البناء عليها.

 

من جانبه قال موسى علي عبد الغني، إن مقابر القرية شيدت بنظام اللحود "المقابر الفردية" وتشغل أكثر من 90% من المساحة العامة، وأقل من 10% مقابر عائلية جماعية بنظام "الفساقي"، مضيفًا، أنه جرى البناء دون نظام أو التزام بترك مساحات للشوارع والتحرك حتى وصل الأمر إلى صعوبة إدخال الجثة إلى المقابر، وأنها لم تعد تحتمل الكم الكثير من الموتى، ويجري فتحها يوميا أحيانا أو مرتين على الأقل أسبوعيا ووضع الجثامين فوق بعضها، ما جعل البعض يلجأ لبناء دور ثانٍ لاستخدامه كمعظمة ولحفظ الجثث بها.

 

وطالب الشيخ عبد العزيز غندور أحد أبناء القرية بتخصيص قطعة أرض خمسة أفدنة في أي مكان يراه المحافظ مناسبا، ليستخدم كمدفن لأهالي القرية بالجبل الأصفر والمنشية، الذين تجاوزت عدد سكانها خمسين ألف مواطن، مضيفا أنه "ستبنى بنظام المقابر الجماعية، على أن يصدر قرارا من المحافظة فور تخصيص الأرض وتجهيزها بمنع الدفن في المقبرة الحالية لمدة عشر سنوات، تمهيدا لتطهيرها وإعادة استخدامها بنظام المقبرة الجماعية.