كتبت : مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني[email protected]
المشكلة :
هل حقاً فاقد الشيء لا يعطيه؟!.. فأنا طالبة في آخر سنة بكلية الآداب، نشأت في أسرة مترابطة.. فوالدي يشغل منصبا قياديا بجهة سيادية ووالدتي ربة منزل ولدى شقيقان متزوجان.. منذ نعومة أظافري وعلاقاتي محدودة جداً نظراً لخوف والداي علي ورفضهما الخروج دونهما إلا في أضيق الحدود لذا اقتصرعالمي على البيت والدراسة وصديقة واحدة من أيام ابتدائي.. فلم أعرف هذا المسمى بالحب إلا من 300 يوم بالضبط، وذلك حين تعرفت بالمصادفة على شاب يكبرني بسبع سنوات عن طريق إحدى زميلاتي في الجامعة.. شخصية رائعة حقاً.. طموح.. متدين.. ملتزم.. فضلاً عن عمله بإحدى البنوك.. وضحكة، فكلمة، فحوار شعر كل منا بتناغمه مع الآخر ودون تخطيط منه أو منى ارتبطنا..ولم تتخط علاقتنا المكالمات الهاتفية واللقاءات النادرة على بوابة الحرم الجامعي.. وبعد 6 شهور أخبرني برغبته في تتويج علاقتنا بالزواج ولكي يكون ارتباطنا على أساس صارحني بمعاناته حيث انفصل والداه في السادسة من عمره.. بعدها تزوجت والدته وتنازلت عن حضانته لأبيه التاجر المعروف.. ولأن والده كان مدمنا للعلاقات النسائية فقد تركه مع جدته المسنة وبعد رحيلها ظل وحيداً رغم أنه كان في المرحلة الثانوية حينذاك.. الأمر الذي عرضه لأصدقاء السوء فتعلم السجائر والخمر ولم ينقذه من تلك المتاهة إلا شيخ أزهري جليل يقطن بجانبه، فاحتواه وأعاد إليه التوازن حتى تخرج واعتمد على نفسه.. وقد زاد قدره عندي بعد سماع حكايته لكن للأسف اختلف الأمر عند عائلتي.. فوالدي يخشى أن تؤثر نشأته غير المستقرة على علاقتنا في ما بعد بينما ترفضه أمي قائلة "أفيقي لنفسك، فاقد الشيء لا يعطيه وهذا الشاب لن يشعرك أبداً بالأمان لأنه لم يجربه يوماً".. وأنا أحبه ولاأعرف إذا كانت أسرتي محقة في وجهة نظرها أم لا.. ما رأيك؟!
ع . أ "مصر الجديدة"
الرد : طبيعي أن كل أسرة تحلم لابنتها بالأفضل وتخشى من أي احتمال قد يعكر صفو استقرارها.. لكنني أرى أن فاقد الشيء ليس شرطاً ألا يعطيه دوماً، فأحياناً فاقد هذا الشيء يكون أكثر من يمنحه ويعطيه لشعوره بمقدار أهميته وتبعات الحرمان منه.. فقد يكون أبناء الطلاق أحرص من غيرهم على تحمل المسئولية لمعرفتهم بويلات الانفصال على الصغار.. إذن فالمسألة متعلقة بشخصية من نبض له قلبك وليس ظروفه فقط.. فعليكِ دراسته جيداً ومراقبة سلوكه مع المحيطين من أصدقاء، أقارب، أو عمل فإذا كانت كل المؤشرات لصالحه وأنت متمسكة بحبه فضعي تلك النتائج على طاولة المفاوضات مع أسرتك حتى تصلي لقرار مرضي لك ولهم.