رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مديحة يسري: الموسيقار عبد الوهاب خطبني لمحمد أمين

30-5-2018 | 21:39


 في الثلث الثاني من رمضان أيام الرحمة والمغفرة رحلت مديحة يسري آخر جميلات السينما التي امتازت اعمالها بالوقار والإتزان والأدوار الهادفة، وإن كانت أدوارها تناصر المرأة وتضعها على الساحة وتظهر قدراتها في المجتمع فإن ظهور مديحة يسري وغيرها من نجمات الفن في ذلك العصر لهو إثبات لدور المرأة وقدرتها على مشاركة الرجال البطولة السينمائية.


بدأت مديحة مشوارها الفني كومبارس في فيلم ممنوع الحب عام 1942 مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، بمشهد واحد فقط، وغيرت إسمها من "هنومة خليل" إلى مديحة يسري، وكان ذلك بموافقة والدتها وخالتها دون علم الأب الذي ثار عندما علم بمزاولتها الفن، وكانت قد تعاقدت على أول فيلم تشارك فيه بدور كبير في نفس العام وهو فيلم أحلام الشباب مع فريد الأطرش.

حاول الأب منعها لولا أن واجهته الأم بالشرط الجزائي في العقد الجديد، فامتثل وطلب منها أن يكون ذلك هو الفيلم الأول والأخير، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً ، وبدأ المطرب محمد أمين يتودد إليها بعد أن شاركت في فيلم العامل مع حسين صدقي ، وقد أمر الملك فاروق بوقف الفيلم لأنه ينتصر لحقوق العمال، وظل أمين يقوم بتوصيلها إلى الاستوديو يومياً بسيارته وأهداها نسخة موقعة منه من أول اسطوانة له ، وقد شعرت مديحة بالعاطفة التي يكنها لها أمين .

تقدم إلى والدها في ذلك الوقت عريس موظف وأخبرتها والدتها بالأمر، مما أثار الحزن في نفس مديحة من ذلك العريس الذي لا تعرفه وقد يمنعها من مزاولة الفن، ولمح أمين الحزن في عينيها عند توصيلها فسألها وحكت له عن أمر العريس .. ووصلاً إلى استوديو مصر وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب يقوم بتصوير فيلمه الجديد.

ذهب محمد أمين مسرعاً إلى محمد عبد الوهاب، فقد  كان مديراً لأعماله ، وحكى له مشاعره تجاه مديحة وأنه يخشى مصارحتها فترفضه وتضيع صداقتهما، وطلب من عبد الوهاب أن يخبر مديحة بأنه يحبها ويريد الزواج منها، وعلى الفور ذهب عبد الوهاب إلى بلاتوه التصوير الذي تعمل فيه مديحة يسري وصفق الحضور لوجود عبد الوهاب وفرحوا به ، وبعد أن حياهم أخذ مديحة من يدها إلى حجرتها وصارحها بأمر حب محمد أمين لها واستعداده للزواج منها.

أمام كلمات عبد الوهاب التي كانت بمثابة حبل النجاة لها من العريس الموظف تعلقت عينا مديحة بالأرض ولم ترد ، ولكن قلبها كاد يطير فرحاً ، ففتح عبد الوهاب الباب ونادى على محمد أمين الذي كان يقف بالقرب منه وأخبره أنه أطلع مديحة على الأمر وسكتت والسكوت في هذا الموقف معناه الموافقة .. وذهب عبد الوهاب وتركهما كي يحددا موعدا للقاء الأسرة والخطوبة .

رفض والدها محمد أمين في أول الأمر لأنه يعمل بالغناء وبعد عدة لقاءات معه بارك زواجهما الذي تحدد يوم 27 سبتمبر 1942 وهو يوافق أيضاً يوم ميلاد محمد أمين، وتزوجا في شقة يملكها أمين بالقرب من ستوديو مصر، من الطريف انهما احتفلا بزفافهما مرتين ، كانت إحداهما في استوديو مصر أثناء تصوير أحد المشاهد، حيث ارتدت مديحة فستان الزفاف لتتحول الزفة من مشهد تمثيلي إلى مشهد حقيقي حضره كل العاملون والفنيون بجميع بلاتوهات ستوديو مصر.