يصعب علينا تحديد أعداد المكتئبين فى مصر مثلما يصعب تحديدا معرفة الاسلوب الأمثل للعلاج الناجع لهذا المرض اللعين أو حتى تحديد أسباب الإصابة به على سبيل الحصر.
ولكن يمكننا توصيفه بإنه مرض "رخم" أو حالة مزاجية "مقرفة" وضيف ثقيل جدا على المريض حيث الشعور بالضيق واليأس والحزن الشديد بل وانخفاض الطاقة والحيوية والتعب المستمر ونقص النشاط واضطراب النوم وضعف الشهية وكذلك انعدام قيمة الحياة لدرجة التفكير فى الانتحار أحيانا .
ومانؤكده انه أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً وان اختلف المتخصصون فى تحديد الأسباب الحقيقية للإصابة به , فالبعض يرى أسباب عضوية وراء الإصابة به كنقص هرمون السيروتونين فى الدم , والبعض يتهم العوامل البيئية أو النفسية المقترنة بظروف صعبة أو قاسية هى السبب , والبعض يرجعها لعوامل بيولوجية حيث عدم التوازن في تركيز الموصلات العصبية في المخ , والكثير من المتخصصون يؤكدون ان الانعزال والفراغ وعدم وجود الصحبة كلها أسباب تعجل حدوثه ,وكذلك لايمكن اغفال ذكر العوامل الوراثية.
أما عن العلاج فإن العلماء وأساتذة الطب أو العلاج النفسى منقسمون ومختلفون على أسلوب أو طريقة العلاج مابين ترجيح الأدوية المضادة للاكتئاب بمفردها بصرف النظر عن حقيقة آثارها الجانبية , وبين الاكتفاء بالعلاج السلوكى أو المعرفى وجلسات الاستشفاء أوحتى العلاج من خلال الصدمات الكهربائية على المخ.
وأخيرا العلاج الدينى والروحانيات وارتباطه الوثيق بقوة جهاز المناعة
أما خبراء التغذية فآرائهم عن أسباب الاكتئاب كثيرة ومتعددة بداية من قصور التمثيل الغذائى حيث ان معالجة أوجه هذا القصور من شأنه المساعدة على تحسين أعراض الاكتئاب , ومرورا بسبب قلة شرب المياه وأثر ذلك على تعكر المزاج والشعور بالاجهاد الدائم والاكتئاب ، وانتهاءا بنقص بعض العناصر الغذائية المهمة والفيتامينات .
والسؤال الآن .. هل يستطيع العلم اكتشاف العلاج الحاسم بلا مضاعفات أو آثار سلبية لكل أنواع الاكتئاب ؟ وهل نستطيع بالفعل سرد الاسباب الحقيقية التى تؤدى الى للإصابة به لاتقائه وللوقاية منه واتقاء شروره النفسية والجسدىة معاً , أم ان الرجوع لله وللدين هو الفضيلة والملاذ الآمن لاطمئنان القلوب وانشراح الصدور والسعادة الابدية بلا أدوية أو جلسات أو حتى صدمات كهربائية .