ويعتقد البعض أن البرازيل بوصفها المنتخب الأكثر تتويجا باللقب العالمي برصيد 5 ألقاب، هي أكثر الفرق صعودا للنهائي، إلا أن الأرقام تؤكد عدم صحة هذا الاعتقاد، حيث يتصدر منتخب الماكينات الألمانية قائمة أكثر خمسة منتخبات تأهلا للمباراة النهائية، سواء تحت مسمى ألمانيا الغربية أو منتخب ألمانيا بعد توحيدها وسقوط سور برلين.

وكانت بداية تأهل المنتخب الألماني للنهائي في العام 1954 حين صعد للمباراة النهائية لملاقاة منتخب المجر، والذى كان قد أذاقه هزيمة مريرة بدور المجموعات، ومع تقدم منتخب بوشكاش وهديكوتي بهدفين في الشوط الأول على ملعب وانكورف في برن السويسرية نجح المنتخب الألماني في تعديل النتيجة وتحقيق المفاجأة والفوز 3/2 ليحصد اللقب، وبعد 12 عاما صعد منتخب ألمانيا الغربية مجددا للنهائي على ملعب ويمبلي، إلا أن هذه المرة تجرع الهزيمة أمام المنتخب الإنجليزي صاحب الأرض 4/2 بعد وقت إضافي في مباراة شهدت جدلا لم يحسم حتى اليوم حول أحد أهداف المنتخب الإنجليزي.

وتأهلت ألمانيا الغربية في عام 1974 للنهائي على ملعب ميونخ الأوليمبي أمام هولندا، ورغم تقدم منتخب هولندا بهدف من ركلة جزاء فى الدقيقة الأولى نجح المنتخب الألماني في العودة وتسجيل هدفين بواسطة برايتنر وجيرد مولر، وصمد أمام طوفان هجوم الكرة الهولندية الشاملة ليحقق الكأس الثانية، ليؤكد مقولة "المستحيل ليس ألمانيا".

وتأهل مجددا منتخب ألمانيا الغربية للنهائي أمام إيطاليا في أسبانيا عام 1982 لكنه خسر النهائي أمام باولو روسي ورفاقه على ملعب سنتياجو برنابيو 3/1، وتكرر الأمر في البطولة التالية في المكسيك، حيث صعد للنهائي لمواجهة منتخب الأرجنتين بقيادة دييجو مارادونا ليخسر ثاني نهائي على التوالى، ولكن هذه المرة بنتيجة 3/2.

وفي مونديال إيطاليا عام 1990 نجح منتخب ألمانيا في الثأر والتغلب على المنتخب الأرجنتينى بنتيجة 1/صفر على الملعب الأوليمبي في روما ليحقق لقبه الثالث.. وبعد 12 عاما تأهل لنهائي أول مونديال آسيوي في ملعب يوكوهاما الدولي ليخسر أمام منتخب البرازيل بقيادة الظاهرة رونالدو بهدفين نظيفين، ثم أنتظر 12 عاما أخرى ليصعد للنهائى أمام الأرجنتين في ملعب ماراكانا الأسطوري في البرازيل ليحقق الفوز بهدف ماريو جوتزه في الوقت الإضافي ويحقق الكأس للمرة الرابعة ليكون أول منتخب أوروبي يحقق الكأس في بطولة تنظم في أمريكا الجنوبية.

ويأتى المنتخب البرازيلي في المرتبة الثانية حيث تأهل سبع مرات تمكن خلالها من تحقيق الفوز في خمس مرات منها، وكانت البداية عام 1950، وعلى ستاد ماراكانا وأمام نحو 200 ألف متفرج تقدم منتخب السامبا بهدف على أوروجواي وبدأت الاحتفالات لكن منتخب أوروجواى قلب الطاولة في الشوط الثاني وانتزع اللقب وفاز 2/1.. وبعد 8 سنوات تأهل منتخب البرازيل للنهائي أمام السويد في الظهور الأول لملك الكرة بيليه على ملعب راسوندا في السويد ونجح في تحقيق اللقب الأول بالفوز 5/2.. وبعد 4 سنوات تكرر نفس الأمر حيث تأهل منتخب البرازيل للنهائي على ملعب سانتياجو فى تشيلي، حيث تغلب في النهائى علي تشيكوسلوفاكيا 3/1 ليكون ثانى منتخب يحقق اللقب مرتين متتاليتين بعد إيطاليا. 

وعاد منتخب السامبا للتأهل لنهائي الكأس في المكسيك عام 1970 على ملعب أزتيكا فى مكسيكو وسحق منتخب إيطاليا 4/1، وانتظر منتخب البرازيل 24 عاما كاملة حتى تأهل لنهائى المونديال في أمريكا على ملعب روز بول ليكرر فوزه على المنتخب الإيطالي ولكن هذه المرة بركلات الترجيح، ويحقق الكأس الرابعة.. وبعد مرور 4 سنوات تأهل مجددا للنهائي على ستاد باريس أمام منتخب الديوك الفرنسية أصحاب الأرض، إلا أنه خسراللقب بنتيجة 3/صفر أمام زين الدين زيدان ورفاقه. 

وكان ظهوره الأخير في النهائي فى المونديال الأسيوي، عندما لعب على ستاد يوكوهاما فى 2002، ونجح في التغلب على منتخب المانشافت الألماني بنتيجة 2/صفر بهدفي الظاهرة رونالدو.

ويأتي منتخب الأزورى الإيطالي في المركز الثالث لقائمة أكثر 5 منتخبات تأهلا للنهائي برصيد 6 مرات، حيث حقق اللقب 4 مرات وخسره مرتين. 

وكانت البداية في نهائي مونديال 1934 في روما أمام المنتخب التشيكوسلوفاكي، حيث نجح في الفوز بنتيجة 2/1 ليحقق لقبه الأول، وعاد ليكرر الأمر في مونديال 1938 حيث صعد لملاقات المنتخب المجري على ملعب أولمبيك دى كولومبوس في فرنسا ونجح في الفوز 4/2 ليكون أول منتخب ينجح فى الفوز باللقب مرتين متتاليتين.

وانتظر المنتخب الإيطالى حتى عام 1970 حين تأهل لنهائي مونديال المكسيك أمام منتخب السامبا، لكنه هذه المرة تجرع الهزيمة بنتيجة 4/1 ليكون أول نهائى يخسره، إلا أنه عاد فى مونديال أسبانيا ليصعد للنهائي لملاقاة المنتخب الألماني الغربي على ملعب سنتياجو برنابيو وهذه المرة نجح بقيادة باولو روسي فى هزيمة منتخب الماكينات بنتيجة 3/1.. وبعد 12 عاما صعد لنهائي المونديال الأمريكى لملاقاة منتخب السامبا البرازيلي ليخسر أمامه للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بركلات الترجيح في المباراة التي وصفت بأنها أكثر نهائي ممل في تاريخ كأس العالم.

وكان الظهور الأخير في النهائي عام 2006 بألمانيا حيث نجح هذه المرة المنتخب الإيطالى فى الفوز على المنتخب الفرنسي بقيادة زين الدين زيدان على الاستاد الأوليمبي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1 في المباراة، التي شهدت النظحة الشهيرة لزيدان وطرده فى آخر مبارياته الدولية.

ويأتي بعد ذلك المنتخب الأرجنتيني فى المركز الرابع في القائمة، حيث نجح فى الفوز باللقب مرتين وخسره ثلاث مرات، وكانت البداية في المونديال الأول في أوروجواى حيث صعد لملاقاة أصحاب الأرض على ملعب سنتيناريو فى مونتفيديو وخسر النهائى بنتيجة 4/2.. ثم انتظر منتخب التانجو حتى نظمت بلاده المونديال فى عام 1978 حيث تأهل على ملعب أنتونيو فيسبوكيو ليبرتي لملاقاة منتخب الطواحين الهولندية، الذي غاب عنه قائده يوهان كرويف بعد تلقيه تهديدات بالقتل في حال توجهه للارجنتين، ونجح منتخب التانجو بقيادة كمبس ولوكى وباساريلا في الفوز باللقب الأول بنتيجة 3/1. 

وعاد بعد 8 سنوات للصعود لنهائى مونديال المكسيك عام 1986 لمواجهة منتخب ألمانيا الغربية على ملعب الازتيك لينجح بقيادة دييجو مارادونا فى الفوز باللقب الثانى بنتيجة 3/2.. وبعد أربع سنوات يتكرر نفس النهائى بين المنتخب الأرجنتيني والألمانى على الملعب الأوليمبى فى روما عام 1990 ولكن هذه المرة يخسر مارادونا ورفاقه بنتيجة 1/صفر.

أما آخر الفرق في القائمة فهو منتخب الطواحين الهولندية، ورغم أنه يقدم كرة جميلة وشاملة ممتعة، إلا أنه لم ينجح في الفوز بأي نهائي.

وكانت البداية في مونديال ألمانيا 1974 حين تأهل للنهائى لملاقاة منتخب ألمانيا الغربية أصحاب الأرض على الملعب الأوليمبي في ميونخ وتقدم المنتخب الهولندي بهدف من ركلة جزاء سددها نيسكنز بعد دقيقة واحدة، إلا أنه عجز عن الحفاظ على تقدمه وتلقى هدفين قبل نهاية الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني حاصر منتخب هولندا نظيره الألماني في نصف ملعبه لكن الحارس الأسطورى لألمانيا القط سيب ماير نجح فى الحفاظ على مرماه ليحقق المنتخب الألمانى لقبه الثانى.. وبعد 4 سنوات تأهل للنهائي الثانى فى بوينس أيريس أمام منتخب الأرجنتين صاحب الأرض، حيث نجح في تعويض تخلفه بالتعادل بهدف لقائده قلب الدفاع رود كرول وقرب النهاية سدد المهاجم الهولندى رينزينبرينك في القائم بدلا من تسديد الكرة في المرمي ليمتد اللقاء لوقت إضافي ينجح خلاله أصحاب الأرض في تسجيل هدفين وحرمان الهولنديين من اللقب.

وانتظر المنتخب البرتقالى حتى مونديال جنوب أفريقيا عام 2010 حيث تأهل للنهائى أمام المنتخب الأسبانى بطل أوروبا آنذاك، وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل وقرب نهاية الوقت الإضافى أضاع ارين روبن هدفا مؤكدا لترتد الكرة بهجمة مرتدة نجح خلالها الرسام اندرياس انيستا في تسجيل هدف المباراة وهدف اقتناص الكأس الغالية ليترك الهولنديين يجرون أذيال الخيبة والحسرة على حظهم التعس.