رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كيف كان لحكم الفيديو أن يغير من تاريخ كأس العالم؟

17-6-2018 | 17:59


شهد المونديال الروسى استخدام تقنية حكم الفيديو "الفار" فى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى فى التاريخ، ومع انطلاق المباريات حسمت التقنية الجديدة أكثر من لعبة مثيرة للجدل لعل أبرزها الهدف الأول الذى سجله الاسبانى دييجو كوستا فى مرمى البرتغال فى اللقاء المثير بين منتخبى شبه الجزيرة الأيبيرية الذى انتهى بالتعادل 3/3.


كما تم اللجوء للتقنية الحديثة فى احتساب ركلة جزاء لفرنسا سجل منها انطوان جريزمان الهدف الأول لمنتخب الديوك واحتساب ركلة جزاء أخرى لصالح بيرو تم اهدارها فى لقاء المنتخب اللاتينى أمام الدنمارك الذى انتهى بفوز الفريق الأوروبي.


وتساءلت هيئة الإذاعة البريطانية فى تقرير لها اليوم عما كان يمكن أن يحدث فى تاريخ كأس العالم لو كان قد تم استخدام التقنية الحديثة قبل عدة عقود فى ظل العديد من الالعاب التى مازالت مثيرة للجدل ادت لحسم مباريات عديدة فى المونديال على مدار التاريخ.


ولعل من أبرز الالعاب التى كان يمكن أن يحسمها حكم الفيديو هدف مارادونا الشهير بيده فى مرمى منتخب أنجلترا فى لقاء الفريقين فى الدور ربع النهائى لبطولة كأس العالم فى المكسيك عام 1986 حيث عجز حكم اللقاء المغربى على بن ناصر من اكتشاف خدعة مارادونا رغم احتجاج لاعبو المنتخب الإنجليزى وانتهى اللقاء بفوز الأرجنتين 2/1 لتواصل طريقها فى البطولة حتى حصدت اللقب الثانى للمونديال فى تاريخها.


وفى بطولة كأس العالم 1994 فى الولايات المتحدة نجح المنتخب الهولندى بعد تأخره بهدفين أمام منتخب البرازيل من خلال بيبتو وروماريو فى تحقيق التعادل عن طريق دينيس بيركامب وارون فينتر لكنه خسر بهدف من ركلة حرة سجلها برانكو فى الدقيقة 81، ولو كان قد تم استخدام تقنية "الفار" حيث لم يكن هناك أى خطأ وواصلت البرازيل طريقها حتى حققت اللقب الرابع.


وفى نفس المونديال كان المنتخب الايطالى متقدما بهدفين لهدف على نظيره الإسبانى فى مواجهة متكافئة وفى الدقائق الأخيرة منع لويس انريكى من الوصول لتمريره عرضية بواسطة ضربة كوع من جانب ماورو تاسوتى لاعب إيطاليا لم يراها الحكم ولو شاهدها لكان قد احتسب ركلة جزاء ومنح اللاعب الإيطالى بطاقة حمراء.


ولم يكتف الحكم المجرى ساندور بول ومساعديه بذلك لكنهم تجاهلوا توسلات انريكى رغم الدماء التى كانت تغطى وجهه، وبعد ذلك تم إيقاف تاسوتى ثمانى مباريات ولم يخض النهائى ضد البرازيل لكن لم يكن هذا ليشفى غليل الأسبان.


وفى كأس العالم 2002 ألغى الحكم المصرى جمال الغندور هدفين صحيحين للمنتخب الأسبانى أمام المستضيف المنتخب الكورى الجنوبى فى الادوار الاقصائية كما احتسب أكثر من تسلل على اللاعبين الأسبان بشكل غير صحيح.


وانتهى اللقاء بعد الوقتين الاصلى والاضافى بالتعادل السلبى لتخرج أسبانيا من البطولة بركلات الترجيح.


وفي كأس العالم الأخيرة كانت تعانى الدولة المضيفة البرازيل من كابوس في المباراة الافتتاحية بعد تأخرها بهدف أمام كرواتيا بعد عشر دقائق غير أن نيمار نجح فى تحقيق هدف التعادل ولكن ظل الفريق الكرواتى مع ذلك الافضل والاقرب للفوز وظل الأمر على هذه الوتيرة حتى سقط المهاجم البرازيلى فريد فى منطقة الجزاء بعد احتكاك مع ديان لوفرين.


ومنح الحكم اليابانى يوتشى نيشيميورا ركلة جزاء للبرازيل سجلها نيمار لتفوز البرازيل 2/1 ولو كانت تقنية الفار مستخدمة لم تكن هذه الركلة ستحتسب.


وهذه بعض وليست كل المناسبات التى كان يمكن أن يحسمها تكنولوجيا " الفار" والتى كان يمكن أن تغير مسار البطولة في نهاية المطاف ويأمل عشاق الساحرة المستديرة اليوم أن تؤدي هذه التقنية لمزيد من العدالة التحكيمية في أكبر حدث كروي عالمي يشهده العالم كل أربع سنوات.