الإصلاح الاقتصادي «الدواء المر».. خبراء: حقق نجاحا في عدة مؤشرات والمرحلة الحالية تتطلب الصبر والمزيد من العمل والإنتاج.. والدولة خففت الأعباء عن 3 فئات.. و2019 بداية الانفراجة
«الشريف»:
المرحلة الحالية تتطلب الصبر ومزيد من العمل والإنتاج
الفقي: الإصلاح الاقتصادي نهج حياة مستدامة.. والدولة
خففت الأعباء عن 3 فئات
مع
استمرار الدولة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتصحيح منظومة الدعم، أكد خبراء
اقتصاديون قرارات الإصلاح الاقتصادي ضرورة وبمثابة الدواء المر والغضب منها أمر
متوقع وخاصة أنها خطوة تأخرت طوال عقود، موضحين أن كل
الدول في حالة إصلاح بشكل دائم وهناك نماذج لدول عديدة خاضت تلك التجربة وخرجت
بوضع أفضل.
مزيد من العمل والإنتاج
فقال الدكتور
مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، إن قرارات الإصلاح الاقتصادي ضرورة وبمثابة الدواء
المر والغضب منها أمر متوقع لكن مصر قطعت شوطا كبيرا من برنامج الإصلاح وما تبقى
أقل مما سبق، مضيفا أنه رغم الأعباء التي يتعرض لها المواطن جراء الإصلاح لكن مصر
تظل أفضل حالا من دول أخرى مجاورة.
وأوضح
الشريف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الوضع الحالي يتطلب من الشعب
المصري صبر ومثابرة وإعادة توزيع النفقات بما يتلاءم مع دخله وإعادة ترتيب
الأولويات، مضيفا أنه متوقع مع بداية عام 2019 ستشهد الأحوال انفراجة ويبدأ التحسن
في المستوى الاقتصادي للأفراد.
وأكد أن
هناك دول عديدة مرت بتجارب الإصلاح الاقتصادي كألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
وكذلك اليابان والأرجنتين والمكسيك ودول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد
السوفييتي، مضيفا أن تلك المرحلة تحتاج إلى مزيد من الصبر والعمل وزيادة الإنتاج
وتنويع مصادر الدخل لتخفيف أي عبء إلى جانب ما تتخذه الحكومة من إجراءات للحماية
الاجتماعية.
نهج حياة مستدامة
وقال الدكتور
فخري الفقي، مساعد رئيس صندوق النقد سابقا والخبير
الاقتصادي، إن برنامج الإصلاح يجب أن يكون نهج حياة مستدامة وليس لفترة زمنية ويتوقف،
مضيفا أن كل الدول في حالة إصلاح بشكل دائم ومع كل إدارة أو حزب جديد يتولى السلطة
تنتهج الحكومات سياسة في الإصلاح.
وأوضح الفقي، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الإصلاح الاقتصادي الدائم يجعل تكلفته الاجتماعية
أقل ويتفادى تشوهات الأسعار الناتجة عن فارق التكلفة عن سعر البيع والتي تجعل
المواطن يسيء استخدام السلعة اعتقادا برخص ثمنها ولا يدرك حجم الدعم المقدم لتصل
له بهذه الثمن ويتربح منها كالتموين والبنزين والسولار والدولار قبل تحرير سعره.
وأكد أن الحكومات والأنظمة السابقة
كانت تتفادى الإصلاح لأنها كانت تسير بأسلوب مقايضة بتقديم دعم سخي للمواطنين
مقابل السماح لهم بالبقاء في السلطة، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار
المشاركة والإصلاح طوال فترتيه الرئاسيتين وضحى بشعبيته مقابل الإصلاح.
وأوضح أن السيسي قرر المشاركة
والصراحة مع الشعب فقال لهم أن المصريين سيتعبوا معه وكان الجميع قدر المسئولية
ووثقوا فيه، مضيفا أن البرنامج الإصلاحي للاقتصادي يعالج تأزمات فترات طويلة سابقة
بقي منه عام تقريبا وحقق إيجابيات منها زيادة معدل النمو وانخفاض البطالة والتضخم
واحتواء عجز الموازننة وانخفاض الدين العام نسبة للإنتاج المحلي ورفع الاحتياطي
النقدي إلى 44 مليار دولار واستقرار سعر الصرف.
الدولة خففت الأعباء عن 3 فئات
وأكد أن هناك ثلاث فئات تم تخفيف
الأعباء عنها وهم موظفين الجهاز الإداري للدولة والتي صرفت لهم علاوتين ويحصلون على
دعم للسلع التموينية قيمته 50 جنيها للفرد والخبز المدعم وهؤلاء يقدرون بـ5 مليون
فرد إضافة إلى 2 مليون في شركات قطاع الأعمال العام، أما الفئة الثانية هم
المتقاعدين أو أصحاب المعاشات ويقدر عددهم بـ9 مليون وهؤلاء حصلوا على زيادة بنسبة
15% إضافة للحصول على الدعم التمويني.
وأشار إلى أن الفئة الثالثة هم
معاشات الضمان الاجتماعي وتكافل وكرامة والمقدرين بـ3 مليون وأحوالهم مقبولة،
مضيفا أن الفئة التي لا تزال تعاني هم العاملين في القطاع الخاص الصغير والمتوسط
ويقدرون بـ5 مليون ويجب إيجاد حل لهم لزيادة رواتبهم بما يتناسب مع الأوضاع حاليا.