رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«روشتة» لتخفيف ضغوط الإصلاح.. خبراء: تقليل النفقات والبحث عن البدائل ضرورة.. الشعب لديه مسئولية تجاه المجتمع.. والضغوط وقتية وستزول الأعباء قريبا

18-6-2018 | 17:28


أستاذ طب نفسي: تقليل النفقات والبحث عن البدائل ضرورة لتخفيف ضغوط الإصلاح

هدى زكريا: الشعب لديه مسئولية تجاه المجتمع وعلى الأفراد متابعة أوجه إنفاقهم

عبد المحسن: قناعة المواطن بضرورة الإصلاح وثقته في القيادة السياسية تخفف عنه الأعباء

 

مع قرارات تصحيح أسعار الوقود والكهرباء خلال الأيام القليلة الماضية، أوصى خبراء علم نفس واجتماع بضرورة أن ينتهج المصريون طرق وأساليب جديدة لتخفيف الضغوط وتجنب أية أعباء إضافية قد يتعرضون لها نتيجة برنامج الإصلاح، موضحين أن هناك سبل عديدة منها تقليل النفقات والبحث عن بدائل ومراقبة أوجه الإنفاق، مؤكدين في الوقت نفسه أن الشعب لديه مسئولية اجتماعية تجاه المجتمع.

وقبل تحريك أسعار الوقود والكهرباء، أقر مجلس النواب صرف علاوتين استثنائية وخاصة للموظفين، مع زيادة المعاشات بمقدار 15% بدءا من يوليو المقبل وذلك كأحد خطوات الحكومة لتوفير الحماية الاجتماعية للمواطنين لتجنب أية أعباء إضافية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.

 

تقليل النفقات والبحث عن البدائل

الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قال إن المصريين يجب أن يتأكدوا أن الإصلاح الاقتصادي ضرورة وخطوة كان ينبغي اتخاذها قبل عشرات السنوات وأن الوضع الحالي هو نتيجة أخطاء حكومات سابقة، مضيفا أن الحكومات السابقة لم تأخذ تلك الخطوة وتأخر الإصلاح الاقتصادي ما أثر سلبا على وضع الاقتصاد المصري.

وأوضح فرويز، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن خطوات تخفيض الدعم عن الطاقة هي لصالح البلاد ولصالح الأجيال القادمة، مضيفا أن تلك القرارات الخاصة بتعديل أسعار الوقود والكهرباء يجب أن يتبعها خطوات أخرى لتخفيف العبء النفسي على المواطنين لأن القرارات متتالية ويتحمل جيل واحد كل الضغوط وأخطاء الأجيال الماضية.

وأضاف أن المواطنين عليهم أن يبحثوا عن بدائل أخرى وأطروحات جديدة في حياتهم لتخفيف الضغوط النفسية والمادية التي يحدثها الإصلاح الاقتصادي كتقليل النفقات والبحث عن بدائل أقل تكلفة في الانتقال سواء بالسيارة الشخصية أو بالمواصلات العامة وكذلك التنمية الذاتية للمهارات الشخصية والبحث عن عمل مكمل سواء بالدوام أو عمل حر.

وأشار إلى أن تعاون الأسرة في هذه المرحلة ضرورة فتدعم الزوجة زوجها بالسبل المتاحة سواء بعمل مشروع متناهي الصغر أو تصنيع في المنزل لتقليل الأعباء وتسيير الحياة لأن الأمور يجب أن تسير ولا تتوقف وعدم الاستسلام للإحباط والضغوط.

 

مسئولية الشعب تجاه المجتمع

وقالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع جامعة الزقازيق، إن الفترة الراهنة رغم صعوبتها إلا أنها فرصة للمواطنين ليحسنوا الاستفادة منها ويعبروا إلى مرحلة الاستقرار وقد اكتسبوا ثقافة جديدة وهي أنه لا داعي للشراء العشوائي، مضيفة أن هناك عادات لدى المصريين في الشراء والتخزين للسلع والمواد الغذائية بشكل أكبر من احتياجاته.

وأكدت زكريا، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المواطنين لا يقدرون احتياجاتهم واستهلاكهم بدقة والعبء الذي يشكون منه في برنامج الإصلاح الاقتصادي ناتج عن سوء في التفكير أكثر من كونه زيادة الأسعار، موضحة أن الشعب لديه مسئولية تجاه المجتمع ويجب على كل فرد متابعة أوجه إنفاق راتبه الشهري ليعيد ترتيب الأولويات.

وأضافت أن الشعب المصري تحمل خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما هددت الدول بقطع المعونة عن مصر، وغيروا أنماط استهلاكهم ولم يكن المواطن يحصل إلا على دجاجة واحدة من الجمعيات بعد وقوف طابور لساعات، مضيفة أن تقليل الاستهلاك بقدر الإمكان مطلوب مع اكتساب مهارات جديدة.

وأوضحت أن الإمكانيات المحدودة في العقود السابقة والشراء القليل جعل هناك إبداع عند الطبقات في تعويض الإنفاق في صنع الأشياء بأنفسهم كتفصيل وتصليح والملابس، إلا أن هذا الأمر فقد الآن، مضيفة أن التغيير المطلوب في الوقت الراهن من الداخل لأن التأثر الذي يشكو منه البعض ليس لزيادة في أسعار الأساسيات إنما في مظاهر التباهي والرفاهيات.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع أن الدولة في أزمة وتحاول حل المشاكل ولا تزال تقدم أرخص أسعار الخدمات والمرافق، مضيفة أن الوقت الحالي فرصة للاستغناء وإعادة النظر في نمط الاستهلاك الزائد عن الحد الطبيعي.

 

الثقة في القيادة السياسية

فيما قال الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن المواطن يجب أن يدرك أن الضغوط التي يتعرض لها نتيجة الإصلاح الاقتصادي وقتية ولصالحه وأنها على المدى البعيد ستحقق تحسنا في أوضاع معيشته، مضيفا أن اقتناعه بتلك الأمور وثقته في القيادة السياسة تخفف عنه أي أعباء أو ضغوط.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المواطن يجب أن يدرك أيضا إن الدولة لن تتأخر في تخفيف الأعباء عليه طالما كانت قادرة على ذلك، وأنه غير مستهدف الضغط عليه إنما تأمينه والحصول على مكاسب اقتصادية مؤجلة لحين تصحيح الأوضاع، مضيفا أن الموروث السياسي والاقتصادي والاجتماعي على الحكومة والرئيس حاليا قاسيا.

وأكد عبد المحسن أن تصحيح تلك الأوضاع سيأخذ المزيد من الوقت والمواطن عليه أن يشارك في تحمل الأعباء ويدرك أنها ستزول قريبا، وأن هذه القناعة تخفف عنه الضغوط مع البحث عن بدائل اقتصادية تمكنه من الحياة بشكل أفضل.