رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور.. مسرحية بلجيكية ساخرة تتناول تطرّف الشباب المسلم في أوروبا

18-3-2017 | 22:08


وكالات:

خشبة مسرح عارية من أي شيء، ويزاح الستار لتدخل الموسيقى خافتة في البداية، تعلو شيئا، فشيئا، ثم يظهر شاب ذو ملامح عربية، ويتبعه من خلفه آخران، هما صديقاه اللذان ينخرطان معه في حوار قصير.

ويتبين من الأحداث أن الأصدقاء الثلاثة، يخططون لمغادرة بلجيكا، إلى سوريا، للانضمام هناك إلى تنظيم داعش الإرهابي، هربا من حياتهم التعسة في بروكسل.

هذه هي القضية التي تتناولها مسرحية «الجهاد»، والتي كتبها وأخرجها المسرحي البلجيكي، إسماعيل السعيدي، والتي تعرض منذ عدة شهور، بنجاح كبير متنقلة بين العاصمتين البلجيكية، والفرنسية، متناولة قضية التطرف الديني، الذي دفع عشرات الشباب المسلم، لترك أوروبا، والانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، في سوريا، والعراق.

 ورغم حساسية الموضوع بالنسبة للمشاهدين الفرنسيين والبلجيكيين، باعتبارهما البلدان اللذان شهدا انتقام داعش الأكبر في أوروبا، فإن القالب الكوميدي الساخر، الذي خرجت به المسرحية، جعلها واحدة من أكثر العروض المسرحية إقبالا خلال الشهور الـ6 الماضية.

ويعالج المخرج والمؤلف المغربي الأصل، إسماعيل السعيدي، موضوع الإرهاب الشائك، بلغة ساخرة، في محاول لتنوير الجمهور الأوروبي، بأسباب ظاهرة التطرف، من وجهة نظر المهاجرين.

وتسبب عنوان المسرحية، منذ الإعلان عنها، في ارتباك لدى الرأي العام البلجيكي، والفرنسي، لكن سرعان ما تغير الموقف بعد عرض المسرحية، بفضل محتواها الكوميدي اللاذع، والذي جعل الجمهور يتعاطف مع أبطال المسرحية الثلاثة: الشاب رضا، الذي لا خبرة له في الحياة، إلا أنه شخص لطيف، وبن حدو، الذي يعشق ملك موسيقى الروك ألفيس بريسلي، ثم صديقهما الثالث إسماعيل، الذي يتعامل مع الحياة بجدية مفرطة.

ويحكي إسماعيل السعيدي، في أحد الحوارات الصحفية، التي أجريت معه، أنه كان على وشك السفر، إلى أفغانستان، للقتال هناك في صفوف القاعدة، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الـ14 عاما، ويعلق: «إن الدعوة إلى السفر إلى أفغانستان، وجدت آذانا صاغية كثيرة وتجاوبا كبيرا، داخل أحد المساجد التي كان يقصدها آنذاك في بروكسل»، وحاليا لا يعرف السعيدي شيئا عن الذين لم يقاوموا إغراء السفر إلى أفغانستان ليموتوا هناك.

بهذه الروح المتسامحة تعامل إسماعيل السعيدي مع أبطال مسرحيته الجديدة، فأظهر الوجه الإنساني لهم، وفي إحدى لحظات العرض يتوجه أحد الممثلين إلى الجمهور قائلا: «إذا انتابتك بعض مشاعر التعاطف مع هؤلاء الثلاثة، فالأوان ربما لم يفت بعد للقيام بشيء من أجلهم».

ولضمان أن يصل مضمون العرض إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، استعان صانعو المسرحية بمغني الراب البلجيكي باديبانجا نديكا، الذي أدى أغنية «أنا أحبك» باللغة الجونجولية، والتي كانت بمثابة دعوة صريحة لنشر المحبة بين الناس جميعا.