رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء التعليم يؤكدون: «البوكليت » يقضى على الغش ويواجه تسرب الامتحانات

18-3-2017 | 23:34


تحقيق : محمد عبدالعال

امتحانات الثانوية العامة بعبع الطلاب والأسر المصرية، فمنذ ستينيات القرن الماضى حتى الآن تحاول الدولة متمثلة فى وزارة التربية والتعليم ومجلسها التشريعى إيجاد حل لنظام الثانوية العامة، حتى ظهر مؤخرا الغش الممنهج وتسريب الامتحانات عن طريق وسائل الاتصال الحديثة وصفحات التواصل الاجتماعى لتقترح لجنة التعليم بالبرلمان طرح نظام «البوكليت » كحل سحرى لمنع الغش.. وللتعرف على هذا النظام كان لنا التحقيق التالى مع رئيس لجنة التعليم بالبرلمان والمتخصصين فى الملف التعليمى.

فى البداية أكد د. جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب أن أول من اقترح نظام «البوكليت » فى الثانوية العامة مجلس النواب إثر تفشى ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات، حيث اجتمعت لجنة التعليم وقررت اعتماد نظام جديد يهدف إلى القضاء على الغش والتلقن والحفظ الذي أصبح أساس العملية التعليمية، وتابع:

تم اختيار نظام البوكليت بعد دارسة جيدة من قبل المتخصصنفى المجلس القومى للامتحانات والتقويم والذى يعد من أهم المراكز المتخصصة فى مجال الامتحانات على مستوى مصر ولا يتم الاستفادة منه كما ينبغى، مشيرا إلى أن المجلس عرض ثلاثة نماذج لتطوير الامتحانات واختارت اللجنة منها نظام البوكليت باعتباره الأكثر تطورا فى قياس مدى الفهم لدى الطالب مع ضمان منع الغش وتسريب ورقة الأسئلة.

وأشار شيحة إلى أنه تم عرض نظام «البوكليت » والأنظمة الأخرى على الحكومة متمثلة فى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء ولجنة مشكلة من قبل

الحكومة، لافتا إلى أن إقرار ذلك النظام لا يحتاج إلى تشريع من مجلس النواب ويمكن تطبيقه خلال امتحانات الثانوية العامة المقبلة، موضحا أن اجتماع رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب ووزير التعليم ومجموعة من أولياء الأمور من مختلف المحافظات شرح فيه المجلس الفائدة التى ستعم على الطلاب من خلال النظام الجديد ومنعه الغش فى الثانوية والتسريب الذى أصبح ظاهرة يستغيث منها أولياء الأمور والمجتمع على مدار العامين الماضين، مؤكدا أن الطالب مع النظام الجديد يصبح له فرصة للإجابة على أكثر من 40 سؤالا لا يتعدى الواحد منهم الثلاث درجات فى وقت قصير بخلاف ما كان يحدث فى السابق من خلال حصر إجابة الطالب فى أربعة أسئلة يوزع عليها مجموع الدرجات، لافتا إلى تجربة النظام على عدد كافى من طلاب الثانوية وقد استطاعوا التجاوب معه بكل سهولة دون أن يحدث ارتباك لهم أو تخبط كما يظن البعض من أولياء الأمور.

دقة التصحيح

قال د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس وأحد المشاركين فى وضع نظام امتحانات الثانوية العامة الجديد: البوكليت يعنى كتاب الأسئلة وهو نظام معتمد فى الاتحاد الأوروبى وأمريكا يعمل على تحديد إجابة الطالب بدقة وموضوعية يجعل الإجابة محددة فى أسئلة اختيارى أو بن الأقواس والخطأ والصواب ما يتفادى الإجابات المطولة والتصحيح ب »الشبر » كما كان يحدث فى السابق بعيدا عن الأسئلة المقالية التى كانت تقيس درجة حفظ الطالب وليس استيعابه.

وأوضح شحاتة أن الأسئلة والإجابة ستكون فى ورقة واحدة مقسمة فى كل لجنة إلى ثلاث مجموعات «أ- ب- ج » كل مجموعة بها أربعون سؤالا يختلف ترتيبهم من

مجموعة إلى أخرى لمواجهة الغش، مشيرا إلى أن تقسيم الأسئلة إلى مجموعات لا يعنى اختلاف ورقة أسئلة عن الأخرى بل سيكون الاختلاف فى الترتيب ليصعب معه عملية التسريب بعد التقسيم.

وأكد شحاتة أن نظام الثانوية العامة الجديد سيصعب معه الحصول على الدرجة النهائية لأن التصحيح بالنسبة سيكون قد انتهى عصره وستختفى معه العشوائية،

موضحا أنها المرة الأولى فى تاريخ الثانوية العامة التى سيصبح فيها التصحيح بدقة متناهية وبالدرجة الواحدة لأن عدد الأسئلة الكثيرة يجعل الدرجات مقسمة وضئيلة لكل سؤال لا يتعدى 3 درجات.

مصلحة الطالب

من جانبه اعتبر د. رسمى عبدالملك، أستاذ التخطيط بمركز البحوث التربوية نظام البوكليت خطوة تجريبية لمواجهة ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات، مشيرا إلى عدم تغيير مضمون الامتحان، وأن تقسيم الأسئلة سيأتى لقياس مستويات الطلاب كما هو معمول به فى طرق التدريس والمناهج بكليات التربية، لافتا إلى وجود ورقتن آخر دفتر الأسئلة متاحتين كمسودة للطالب لتعديل بعض الإجابات

والإجابة عن الأسئلة المقالية إن وجدت، مؤكدا أن مصلحة الطالب تكمن فى حمايته من الغش الذى يتساوى فيه المجتهد مع الغشاش، وأن نظام البوكليت خضع للعديد من الدراسات بخلاف الحوار المجتمعى التى أجرته مراكز البحوث من خلال أولياء الأمور وتجريبه لأكثر من مرة على الطلاب خلال هذا العام، معتبرا ذلك النظام هو الحل الوحيد للقضاء على الغش.