يعتقد كثيرون أن فكرة الاحتفال بيوم عالمى للمرأة نبعت من الإضرابات التى قامت بها العاملات فى صناعة النسيج فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الاميركية فى عامى 1857 و 1909 والتى صادفت يوم الثامن من مارس، وذلك احتجاجا على ظروف عملهن السيئة، إلا أن آخرين يؤكدون إن أول إشارة رسمية ليوم المرأة العالمى ظهرت فى مظاهرة نظمتها ناشطات اشتراكيات مطالبات بالحق فى التصويت فى 28 فبراير 1909 وقد اطلق على هذه المظاهرة يوم المرأة ثم تكرر الاحتفال فى الولايات المتحدة الأميركية بهذا اليوم سنويا بعد ذلك أصبح يقام سنويا من ذلك التاريخ.
وبعيدا عن أصل تاريخ الاحتفال أو أسبابه فإن المرأة جديرة أن يخصص لها يوم عالمى للإحتفال بمسيرتها ونضالها الذى أمتد على مدار عقود طويلة واجهت فيها قوى عديدة حاولت النيل منها وانتقاص حقوقها مرة بحجة أنها غير جديرة بمشاركة الرجل فى القيادة وصنع القرار ومرة بحجة أن طبيعتها الأنثوية لا تؤهلها لنيل مناصب معينة وأن الأولى بها أن تظل حبيسة بيتها للإنجاب وخدمة الرجال وثالثة بأسم فهم مغلوط للدين ما زالت تدفع المرأة ثمنه باهظا على الرغم من كل المحاولات لتصحيح تلك المفاهيم التى تتنافى كليا مع صحيح الإسلام الذى كرم بنى
آدم عامة والمرأة خاصة حن أعطاها من الحقوق مالم تعطه لها شريعة أخرى ويكفى أنه خصص لها سورة بأكملها «سورة النساء » التى تعد دستورا سماويا يحفظ لها حقوقها ويصون لها كرامتها ويضمن لها شراكتها فى البناء وعمارة الكون.
وإذا كان العالم يحتفى بالمرأة يوما فى العام فإن المصرية بما حققته من نضال وما قدمته من تضحيات منذ ثورة ١٩١٩ وما قبلها من حراك ثورى وحتى ثورتى ٢٥ يناير و ٣٠ يوليو لجديرة للإحتفاء بها طوال العام وليس يوما واحدا.
صحيح أن المرأة المصرية نصف المجتمع لكنها تصنع النصف الآخر فهى الأم التى تنجب وتربى وتقدم الشهداء وهى الأخت التى تشارك الأخ افراحه واحزانه وهى الأبنة التى تمثل واحة الحنان لأب الذى ارهقته متاعب الحياة وهى الزوجة التى تنكر ذاتها فى سبيل راحة زوجها وسعادة أسرتها فكل عام والمصرية بخير أما
وأختا وزوجة وابنة وشريكة فاعلة فى صنع مستقبل مصر.
تحية إلى كل مصرية فى عيدها.