مرت خمس سنوات على ذكرى ثورة 30 يونيو التي
أطاحت بنظام جماعة الإخوان في عام 2013، والتي كلل نجاحها دماء رجال الشرطة المصرية
الأوفياء التي ارتوت بها الأراضي المصرية في كل صوب وحدب، حيث قدمت الأجهزة الأمنية
والقضائية بالدولة العديد من البطولات لإسقاط نظام الإخوان والمشاركة في ثورة 30 يونيو.
فعلي المستوي القضائي، قاض وقف أمام نظام
بالكامل حتى أسقطه هو المستشار خالد محمد على محجوب، رئيس محكمة استئناف القاهرة الذي
وقف في وجه الجماعات الإرهابية وكانت النتيجة تعرض لضغوط وتهديدات بالقتل، وخضع بعدها
إلى حراسة أمنية مشددة، كما عرض عليه أن يتولى أي منصب يرغبه ورفض ذلك، حتى نطق بالحكم
في القضية التي فتحت ملفات اقتحام السجون وتهريب المعتقلين والجنائيين
المستشار خالد محمد على محجوب
تخرج خالد محجوب في كلية الشرطة عام
1995 وعين مديرًا لمكتب رئيس أكاديمية الشرطة لمدة عام ثم تقدم لاختبار النيابة العامة
عام 1996، التحق بالعمل في النيابة العامة عام 1997 بنيابة جنوب أسيوط الكلية ثم غرب
القاهرة ثم نيابة حدائق القبة.
وعين قاضيا بمحكمة الجيزة الابتدائية عام
2004 وكان له العديد من الأحكام الهامة في دائرة جنح مستأنف قسم الجيزة وقضى
"بحبس الليبيين الذين تعدوا بالضرب على وزير الخارجية السعودي بمنطقة الجيزة.
كما نظر قضية الفساد الكبرى والمعروفة باسم
(أكياس الدم - هايديلينا) عام 2007 من خلال إجرائه للتحقيق في قضية كانت معروضة أمامه.
وعقب ثورة يناير عام 2011، أصدر المجلس
العسكري قرارا بتشكيل لجنة لجرد القصور الرئاسية والتحفظ على مقتنياتها وعين محجوب
أمينا عاما لها، ثقة في نزاهته وتاريخه القضائي المشرف وعدم تستره على أي فساد، كما
أنه قد تنازل عن مكافأته في هذه اللجنة ووثق جميع كنوز مصر الموجودة بهذه القصور لعدم
العبث بها وسرقتها لأنها من حق الشعب المصرى وسلم صورة من هذا التوثيق للقوات المسلحة
ووزارة العدل.
وفى بداية العام القضائي الماضي فضل محجوب
الابتعاد عن العمل الإداري والعودة لمنصة القضاء واختار أن يعود كرئيس لمحكمة جنح مستأنف
الإسماعيلية ونظر فى البداية قضية استيلاء رجال أعمال بالإسماعيلية على مساحة 1850
فدانا بأراضي شبه جزيرة سيناء وبيعها لشعب الإسماعيلية وقضى بحبس رجال الأعمال بحكم
واجب النفاذ فورا، ثم نظر قضية غش الأدوية الكبرى بالإسماعيلية وقضى بحبس جميع المتهمين
بحبس واجب النفاذ.
ثم جاءت القضية الكبرى وهي قضية هروب سجناء
وادي النطرون، والتي تعرض بسببها لضغوط وتهديدات بالقتل، وخضع بعدها إلى حراسة أمنية
مشددة ، كما عرض عليه أن يتولى أي منصب يرغبه ورفض ذلك، حتى نطق بالحكم في القضية التي
فتحت ملفات اقتحام السجون وتهريب المعتقلين والجنائيينـ ومنذ ذلك التوقيت الذي سطر
في كتب التاريخ.
وعلي الجانب الآخر نسرد في السطور التالية
ما قدمتهم وزارة الداخلية من أبنائها من شهداء الوطن الذين اغتالتهم أيادي الإرهاب إبان ثورة 30 يونيو.
طارق المرجاوي
لم يستطع طارق المرجاوي، رئيس مباحث قطاع
غرب الجيزة، الهروب هذه المرة من القدر، حيث كانت المرة الأولى عندما استهدفته جماعة
أنصار بيت المقدس الإرهابية والعميد جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، أمام سينما
رادوبيس، حيث انفجرت القنبلة بعد عودتهما من الطريق الذي كانا يسيران به، ونشر أنصار
بيت المقدس الإرهابية بيانا بنجاة العميد طارق المرجاوي وجرير مصطفى وتوعداهما بمزيد
من الدماء جزاء لهما لتصديهما لتظاهرات الإرهابية بمنطقة الطالبية، إلا أنه توفي إثر
وقوع انفجار ضخم أثناء تأمينه لجامعة الأزهر
والتصدي لمظاهرات الطلاب من المنتمين للجماعات الإرهابية بجامعه الأزهر.
فاروق وشتا
ومن أبطال واقعة اقتحام الأقسام، الشهيدان
محمد فاروق وهشام شتا، اللذان رفضا الاستجابة لطلب أسرتيهما بالخروج من القسم عندما
تعالت أصوات التكبيرات وتوالت الأخبار بمحاولات عناصر إرهابية اقتحام مركز شرطة كرداسة،
واستمرا في الذود عن عملهما والدفاع عنه حتى نالا شرف الشهادة دفاعا عن عملهما.
محمد جبر
والشهيد محمد جبر كان لا يجلس على مكتبه
كثيرًا يتحرك داخل مبنى المركز بنشاط ويستقل "بوكس" الشرطة ليلا لتنفيذ دوريات
أمنية بنفسه، وكان يرد على الضباط والأفراد الصغار عندما يسألونه عن سر إخلاصه فى عمله
لهذه الدرجة، "أصل حياة الناس مسئولية مننا وإحنا بنعمل عشان نرضي ربنا"،
وكان صوت القرآن الكريم هو الصوت الوحيد الذى يملأ جنبات مكتب "السيد المأمور"
فلا يدير التلفاز إلا على قراءة القرآن الكريم، وعندما يسمع صوت الأذان يذهب إلى
"المصلى" بالمركز، حيث يقف وسط أبنائه الأفراد يؤدي الصلوات وكان صوته الجهور
"شدوا حيلكم يا رجالة"، أثناء دخوله للمركز فى الصباح الباكر علامة مميزة.
عامر عبد المقصود
العميد عامر عبد المقصود، نائب مأمور مركز
شرطة كرداسة، أو "شيخ العرب" كما لقب بالمنطقة نظرا لتدخله وحرصه على حل
مشاكل الثأر والعائلات وديا، وكان شرطيا محبا لعمله، وإنسانا ذا خلق، حتى نال الشهادة
في أحداث اقتحام مركز الشرطة من قبل العناصر المسلحة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
نبيل فراج
في أعقاب تلك المجزرة، أعدت قوات الأمن
عدتها واقتحمت مدينة كرداسة لإلقاء القبض على مرتكبيها، فكان أول من وطأت قدمه أرض
كرداسة فاغتالته طلقات غادرة، سقط اللواء نبيل فراج على الأرض متمسكا بسلاحه، لم يكن
اسمه ضمن قائمة الأسماء التى تتوجه إلى مدينة كرداسة لاقتحامها وتطهيرها من البؤر الإجرامية،
لكن إصراره على مشاركة زملائه جعلته يتقدم القوات، فكان أول من سقط شهيدًا.
أحمد زكي
الشهيد العميد أحمد زكي لطيف سالم، كان
مستهدفا لأنه شارك في فض اعتصام النهضة، وكان متوليا مدير إدارة شئون الخدمة بمنطقة
الجيزة الأمن المركزي، ولذلك كان الشهيد مستهدفًا حيث راقبه عناصر أجناد مصر ورصدوا
تحركاته رغم تغييره لسيارة الشرطة واستقلاله لسيارة ربع نقل خضراء وزرعوا أسفل مقعده
الأمامي قنبلة لتنفجر بشدة وتحول جسده إلى أشلاء عقب خروجه من منزله بدقائق.
محمد السعيد
اغتيل اللواء محمد السعيد، مدير المكتب
الفني لوزير الداخلية، في 28 يناير 2014 أمام منزله بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين
في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، حيث نجح أيضا أعضاء خلية أجناد مصر في رصد تحركاته
من خلال مراقبته لقرابة أسبوع وانتظروا خروجه من منزله وأمطروه بوابل من الأعيرة النارية.
محمد جمال
الرائد محمد جمال، شهيد تفجيرات ميدان لبنان،
أطاحت قنبلة ضخمة برأسه بعد أن زرعها إرهابيون على نافذة النقطة المرورية التي يقضي
الشهيد خدمته بها.
ضياء فتوح
ذلك الشهيد الذي لقي مصرعه اثر انفجار قنبلة
بمنطقة الطالبية زرعها الإرهابيون لاستهداف المواطنين بالقرب من محطة بنزين أثناء محاولته
إبطالها خوفا على حياة المواطنين وحصل على دورات تدريبية عديدة، وشارك فى إبطال العشرات
من عبوات الإرهاب عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى.