في ذكرى رحيل عبقري النغم الموسيقار محمد الموجي، نلقي الضوء على معاركه الفنية أو الحالة التي انتابته ليفتح فيها النار على عدة مطربين، ويسحب منهم ألحانه ويعطيها لآخرئن كي يغنوها.

أغنية بأكثر من صوت
قد يتساءل البعض عن سبب غناء أكثر من مطرب لأغنية واحدة، ومنها على سبيل المثال أغنية " يا حبيبي قولي آخرة جرحي ايه؟" والتي لحنها محمد الموجي، وغناها لأول مرة المطرب محرم فؤاد في فيلم "وداعاً يا حب" عام 1960 من كلمات إسماعيل الحبروك، ثم قامت نجاة الصغيرة بغناء نفس الأغنية، ونؤكد هنا أن تلك الأغنية وغيرها من الألحان قد سحبها الموجي من المطربين واتفق مع مطربين آخرين ليغنوها.

بداية المعركة
بدأت الوقائع في أول أكتوبر عام 1960 أي بعد خمسة أشهر من عرض فيلم "وداعاً يا حب"، إذ بدأ الموجي حملة شعواء على العديد من نجوم الطرب في حوار بمجلة "الكواكب" في ذلك التاريخ، وكان أول من هاجمهم محرم فؤاد وقد وصفه الموجي بأنه تلميذ عاق، وكان الفيلم قد حقق نجاحاً كبيراً بفضل الأداء والأغاني، ولكن الموجي سحب منه أغنية " يا حبيبي قولي" بحجة أن محرم لم يؤدِها كما كان يتمنى وسيسحب أيضاً أغنية "حتى يوم العيد" وأنه سيترك له فقط أغنية "رمش عينه".
 

انتقام من محرم
تعجب المحاور وسأل الموجي: هل هذا انتقام من محرم؟ فأجاب: وماذا عند محرم حتى أنتقم منه؟ فبادره المحاور: لأنه لا يعترف بأستاذيتك؟ فرد الموجي: إنه تلميذ عاق.. إن غيره أحسن منه يعترفون بذلك.. وكان الموجي قد أعطى اللحن لنجاة الصغيرة كي تغنيه مرة أخرى لإيمانه أنها ستؤديها كما يجب أن يؤدى.

حليم يرفض لحن الموجي
أكد الموجي أنه غنى تلك الأغنية بنفسه في حفل خاص جمع محمد عبد الوهاب ونجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ وكامل الشناوي وغيرهم، فأعجب عبد الوهاب بها واقترح أن يغنيها حليم ويسجلها لشركته، لكن حليم رفض الاقتراح، وقال إنه يمكنه الغناء لأي مطرب آخر ولا يغني لمحرم، لذا لجأ الموجي لنجاة التي وافقت على أن تغنيها، وأكد الموجي أن صوتي حليم ونجاة يظهران جمال الألحان.

مقلب في سينما ريفولي