رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مسئولون فلسطينيون: معركة الخان الأحمر بالقدس لم تنته

6-7-2018 | 14:18


 أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في فلسطين وليد عساف، أن الأمر الاحترازي الذي أصدرته المحكمة الإسرائيلية لوقف هدم تجمع الخان الأحمر البدوي شرق القدس المحتلة، متوقف حتى 11 يوليو الحالي، وهذا يعني أن القضية لم تنته بعد، والمطلوب هو استمرار الجهود الشعبية والسياسية والقانونية والدبلوماسية لمنع الهدم نهائيا.

وأشار عساف خلال مؤتمر صحفي في قرية الخان الأحمر، اليوم الجمعة، إن إيقاف الهدم مؤقتا يعد إنجازا قانونيا، حيث تمكن محامو الهيئة وطواقم التعزيز والصمود والمساحة من استكمال دراسة ملف المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بالهدم، واكتشاف ما فيه من ثغرات، وإعادته للمحكمة مرة أخرى.

وأوضح ان طاقم المحامين التابع للهيئة تسلم هذا الملف منذ خمسة أيام، وبدأ بإعداد مخطط هيكلي تفصيلي للقرية، وقدموه لما تسمى بـ "الإدارة المدنية" في مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي مدينة البيرة، والتي بدورها رفضت استلامه كون لديهم قرار سياسي بالهدم والترحيل.

وأضاف عساف أنه وبعد رفض الطلب توجه المحامون مساء أمس للمحكمة مطالبين بتجميد القرار الأول بالهدم والترحيل الذي اتخذه قاض من مستوطنة "كفار أدوميم" الملاصقة للخان الأحمر، والتي بدورها قررت تجميد القرار، والطلب من حكومة الاحتلال تفسير أسباب رفض المخطط الهيكلي.

وتابع بالقول: "نحن في هذا التجمع منذ 18 يوما، في رسالة واضحة للوقوف إلى جانب أبناء شعبنا ضد مشروع الهدم والتهجير القسري، الذي لا يطال الخان الأحمر وحده، بل أيضا 46 تجمعا، كونهم يعتقدون آنه آن الآوان لتنفيذ صفقة القرن والضغط على الفلسطينيين للقبول بها".

واعتبر عساف أن موقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس إلى جانب الجهد الميداني لكل القوى الوطنية والهيئات وأقاليم حركة فتح، والاتحادات، والنقابات، والمتضامنين، أسهمت في إفشال "صفقة القرن" ميدانيا، والتي تهدف لتهجير المواطنين من المناطق "ج" واسكانهم في المدن للاستيلاء على الأرض.

ولفت إلى ان الحكومة الفلسطينية ستبقى تدعم الأهالي في الخان الأحمر، لتعزيز صمودهم، فهذا التجميد لا يعني انتهاء المعركة.

من ناحيته، قال أمين سر حركة فتح – إقليم القدس عدنان غيث، إن هناك معركة قانونية ليست سهلة، يقودها المحامون لمحاولة ثني الاحتلال عن هدم الخان الأحمر، مضيفا إن قرار الأهالي في الخان بعدم مغادرة أراضيهم سيفشل كل مخططات الاحتلال.

واعتبر ان قضية الخان الأحمر ليست فقط تهجير وترحيل بل مشروع استيطاني يهدف لبناء آلاف المستوطنات وتهجير كل التجمعات البدوية، في ظل امتلاك الاحتلال كل أساليب الزيف والخداع. مؤكدا أنه لولا الحراك الشعبي الذي سطره شعبنا لما وصلنا إلى ما وصلنا اليه.

وفي كلمة الخان الأحمر، قال محمود أبو داهوك إن هناك التفاف جماهيري وشعبي حول هذه القضية، كون الشعب الفلسطيني يدرك خطورة المرحلة التي تمر بها قضيته وأن هذه المنطقة مستهدفة كما قرية العراقيب وأم الحيران (بالنقب).

وأشار إلى الوعي الجماهيري بالخطر المحدق بالأرض الفلسطينية، لافتا إلى أن وجود المتضامنين ومساندتهم للأهالي زادهم صلابة وأمدهم بالمعنويات.

ودعا أبو داهوك المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه الجريمة التي سيقترفها الاحتلال بحق الخان الأحمر، وإلا فهو يعد شريكا في تنفيذ هذه الجريمة، مطالبا في الوقت ذاته باستمرار الفعاليات المساندة حتى إفشال مخطط الاحتلال.

من ناحيته، قال محافظ القدس عدنان الحسيني إن القيادة الفلسطينية قررت رفض ما تسمى "صفقة القرن" التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية، معتبرا أن رفضها بدأ أيضا على الأرض من الخان الأحمر.

وأشار إلى أن إسرائيل تقوم بكل هذه الجرائم بدعم وغطاء أمريكي مطلق، قائلا: يجب على شعبنا تحضير نفسه لمواجهة قد تطول.

وأضاف الحسيني: "منتظرون موعد الجلسة المقبلة وهذا لا يعني أن القضية قد انتهت، والمطلوب استمرار المساندة للخان الأحمر لأنه يعني ضم القدس الشرقية لإسرائيل".

من ناحيته، قال النائب في الكنيسيت أحمد الطيبي، إن الاحتلال يريد تكرار صورة التهجير التي اقترفها في النكبة عام 1948، لتبقى صورة الهزيمة في ذاكرة الفلسطينيين، لافتا إلى أن عرب الجهالين مصممون كما كل فلسطيني بأن تكون الصورة هي صورة الصمود والتصدي والثبات في هذا البلد.

وأضاف أن الهدف هو الخان الأحمر لأنه بوابة القدس الهادف إلى تنفيذ مخطط استيطاني كبير والمعروف بـ"E1" الاستيطاني، واصفا ما يجري بانه تطهير عرقي بحق الفلسطينيين.

وقال الطيبي: "سمعنا مؤخرا عن قدوم وفود دبلوماسية، وقناصل من دول أوروبية للاحتجاج، لكن هذا لا يكفي، هناك آليات لإجبار الاحتلال على عدم تنفيذ المخطط، نحن في القائمة المشتركة نطالب المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي تحديدا ان يلحق عقوبات اقتصادية وسياسية بإسرائيل وإلا فإن هذا المخطط سيستمر".

وطالب الطيبي بأن يكون هناك إسناد سياسي دولي وعربي، لإفشال مخطط "صفقة القرن" والمؤامرة التي تحاك ضد مدينة القدس، كي نثبت أن ترامب لن يستطيع تغيير عزيمة الناس في عرب الجهالين بالخان الأحمر.