دبلوماسي سابق: العلاقات المصرية الصينية تاريخية.. وشهدت تطورا ملحوظا في عهد السيسي

خبير علاقات دولية: زيارة سامح شكري للصين استمرار لجسور الصداقة والشراكة بين البلدين

وصف دبلوماسيون وخبراء بالعلاقات الدولية الزيارة الحالية لوزير الخارجية سامح شكري بالهامة نظرا للعلاقات المصرية الصينية التاريخية بين البلدين والتي تعمقت خلال السنوات الأربع الماضية، في ظل السياسة الخارجية المصرية التي انفتحت على كل دول العالم، موضحين أن منتدى التعاون العربي الصيني يهدف لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كان وزير الخارجية سامح شكري قد وصل صباح اليوم إلى الصين؛ لإجراء مباحثات مع كبار المسئولين، منهم نظيره الصيني وانج يي، وكذلك نائب رئيس الجمهورية وانج قيشان، كما سيشارك في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني المقرر بعد غد الثلاثاء.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، إن برنامج الزيارة يشمل أيضا إلقاء كلمة في ندوة معهد الصين للعلاقات المعاصرة، مضيفا أن الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، يبحث تفعيل ودعم العلاقات العربية الصينية في مختلف المجالات، خاصة في المجال الاقتصادي، كما يتناول عددا من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، فضلا عن متابعة تنفيذ برنامج عمل المنتدى.

وتأسس منتدى التعاون العربي الصيني عام 2004 بمبادرة من الرئيس الصيني السابق "هو جينتاو" خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث صدر في ذلك الوقت الإعلان العربي الصيني المشترك، والذي يقوم على 4 محاور تشمل المجالات السياسية والدولية والاقتصادية والثقافية، بجانب تأسيس العديد من آليات التعاون في إطار المنتدى.

استمرار لجسور الصداقة

الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية قال إن زيارة سامح شكري وزير الخارجية إلى الصين، تحمل أهمية كبرى في ظل السياسة الخارجية المصرية المنفتحة على كل الأطراف والقوى الدولية، مشيرا إلى أن مصر تمتلك علاقات جيدة ومتوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين في الوقت نفسه.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن الهدف من زيارة سامح شكري للصين تعميق العلاقات والتعاون بين البلدين والمشاركة في منتدى التعاون العربي الصيني، وإن مشاركة مصر في المحافل والاجتماعات الدولية والمشتركة بين الدول يؤدي لتعميق العلاقات وزيادة التفاهم المتبادل والتعاون سواء اقتصاديا أو سياسيا.

وأشار اللاوندي إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، زار الصين مرتين خلال فترته الرئاسية الأولى لإرساء قاعدة سياسة خارجية مصرية منفتحة، مضيفا إن الزيارات المتبادلة والتواصل يجعل من مواقف الصين داعمة لمصر في المحافل الدولية وينتج عنها أيضا مذكرات تفاهم مشتركة بين الدولتين.

وأكد أن الزيارة هي استمرار لبناء جسر من الصداقة والشراكة بين مصر والصين وخاصة أن مصر تحرص على المشاركة في كل التجمعات الدولية والإقليمية وحاضرة في كل المحافل الدولية.

علاقات تاريخية

وقال السفير السيد أمين شلبي، المدير السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية: إن مصر والصين تجمعهما علاقات تاريخية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، فمصر لها موقع مهم في السياسة الخارجية الصينية؛ لأنها كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1955، مضيفا إن العلاقات بين البلدين متطورة في مجالات متعددة.

وأضاف شلبي في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري الحالية للصين تأتي استمرارا لسياق العلاقات المصرية الصينية وتدفع لمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين، وإن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون وخاصة الاقتصادي؛ لأن مصر تسعى لتشجيع الاستثمار الصيني خاصة في منطقة قناة السويس.

وأكد أنه خلال السنوات الأخيرة ونتيجة للسياسة الخارجية المصرية واستراتيجيتها بعد 30 يونيو اتجهت مصر لتعميق وتوسيع علاقتها مع الصين وشهدت السنوات الأربع الماضية تطورا ملحوظا في العلاقات، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي زار الصين مرتين كما أن الرئيس الصيني زار مصر في 2016، وتشغل الصين مكانة هامة في سياسة مصر الخارجية.

وأشار إلى أن البلدين ارتبطتا بعدد من المشروعات التي تنفذها الصين في مصر في مجالات الطاقة والنقل ومجالات حيوية فضلا عن تعاون في المجالات الدولية في ظل مواقف متطابقة بين البلدين بالنسبة للقضايا الدولية والإقليمية.

القضايا الهامة للطرفين

فيما قال السفير عزمي خليفة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن منتدى التعاون العربي الصيني هو تنظيم يجمع وزراء العرب والصين ويتناول الأوضاع والقضايا التي تهم الطرفين سواء في آسيا أو الدول العربية وكيفية دعم العلاقات العربية الصينية، مضيفا أن مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في المنتدى تأتي في هذا الإطار من التعاون العربي الصيني.

وأكد خليفة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الموضوعات والملفات التي يناقشها المنتدى تشمل كل الجوانب بما فيما الأمن القومي العربي، مضيفا أن العلاقات المصرية الصينية قوية وشهدت زيارات متبادلة بين قادة البلدين فزار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين، وكذلك زار الرئيس الصيني مصر قبل عامين تقريبا.

وأوضح أن هناك العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون المشتركة في كافة المجالات موقعة بالفعل وتحتاج إلى المزيد من التفعيل خلال الفترة القادمة لدعم التعاون بين البلدين.