الحريري يدعو القوى السياسية اللبنانية للترفع عن الخلافات والتضحية من أجل مصالح البلاد
دعا رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، القوى والأحزاب والتيارات السياسية، إلى التركيز على مصلحة لبنان ووضعها فوق كل اعتبار، وإيقاف السجال الإعلامي حتى تهدأ نفوس الجميع، على نحو من شأنه تسهيل تشكيل الحكومة.. قائلا: "في هذا البلد لا أحد سيلغي الآخر".
وقال الحريري – في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بمقر إقامة الأخير بعين التينة – إن المناقشات تناولت أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة، وأن يعي الجميع (القوى السياسية) أن التشكيل الحكومي هو أولوية الأولويات.. مؤكدا حرصه على أن تكون الحكومة الجديدة تتضمن أكبر عدد ممكن من الأحزاب السياسية.
وأكد الحريري أن صلاحيات منصب رئيس الوزراء موجودة في الدستور وأمرها "محسوم" ومن غير المقبول تماما أن يتم طرحها من قبيل المزايدة الإعلامية، مشيرا إلى أن محاولة المساس بهذه الصلاحيات سيتم التصدي لها بقوة، لافتا في ذات الوقت إلى أنه لا يقبل بالمساس بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.
وطالب الحريري القوى السياسية بالترفع عن الخلافات الدائرة فيما بينهم، وإعلاء مصلحة لبنان، والتضحية من أجل مصلحة البلاد واقتصادها من جانب جميع القوى دون استثناء، مشددا على أن هذا النوع من التضحيات أمر يستحق الذهاب إليه.
ولفت إلى إن لبنان لديه فرصة ذهبية لتطبيق مؤتمر سيدر (لدعم الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية) علاوة على حرص المجتمع الدولي على استقرار لبنان، ومن ثم فإن هذا الأمر يتطلب الإسراع في إجراء الإصلاحات اللازمة.
وأشار إلى أنه سيجري سلسلة من اللقاءات خلال الأيام القليلة المقبلة، حتى يتم التسريع بتشكيل الحكومة.. وقال: لبنان أهم من الحصص الوزارية.. وبالنسبة إليّ فإن البلد أهم من حصصي ومن حصص أي فريق سياسي، وإذا استغرقنا في المعادلات الحسابية للحصص الوزارية فلن ننتهي، ومن ثم فإن التركيز يجب أن يكون على الانتهاء من تشكيل الحكومة والباقي كله تفاصيل.
وأكد الحريري أن العقبات التي تقف أمام تشكيل الحكومة، جميعها "عقد محلية".. معربا عن سعادته بالقرار الذي اتخذه "الفرقاء السياسيون" بتخفيف حدة السجال الإعلامي فيما بينهم، وهذا الأمر يسرع في تشكيل الحكومة.
وأضاف إن رئيس مجلس النواب حريص على أن تعمل مؤسسات الدولة، خاصة وأن لبنان يخرج من حكومة وفاق وطني أنجزت الكثير رغم الخلافات بين الفرقاء، بدليل إقرار الموازنات وقوانين الانتخابات ومشاريع الإعمار والحصول على دعم دولي عبر مؤتمري سيدر وروما.
وقال إن مصلحة البلد تتمثل في جمع كل الناس للنهوض بها، خاصة في ظل تحديات إقليمية واقتصادية، ومحاربة الفساد والإهدار والإصلاح الهيكلي للدولة، لاسيما في ظل مشكلة التوظيف التي يجب أن تتجه الأنظار فيها إلى القطاع الخاص، وليس إلى التوظيف الحكومي "فنحن لم تعد لدينا القدرة على الاستمرار بهذه الطريقة".
وأوضح أن محاربة الفساد وإجراء الإصلاحات ليس أمرا هينا، لأن الفساد هو مصالح يجب أن تحارب.