رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور .. مقبرة الشيخ محمد رفعت آيلة للسقوط وتحيطها تلال القمامة

20-3-2017 | 00:38


نخلة صغيرة مازلت على قيد الحياة أمام مقبرة الشيخ محمد رفعت ، آية قرآنية حُفرت على باب المقبرة "إن المتقين في جنات ونَهر .. في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر" ، تلك خير ما تبقي بالمقبرة لاستقبال محبى وزائرى الشيخ العلامة محمد رفعت الملقب بـ"قيثارة السماء" ، بينما تشققت جدران المقبرة وتهدمت أجزاء منها ، وذبلت الأشجار المزروعة حول المدفن ، إنتشرت القمامة بمحيط المدفن ، بينما تحيط المقبرة من الخارج أكوام مخلفات البناء وتلال القمامة التى تعتليها الحيونات الضالة كالكلاب والقطط .

 

ربما كانت حياة الشيخ الذي عاش زاهدا في الحياة وترفها ، رافضا للشهرة وحب الظهور وجمع المال ، راضيا بقضاء الله في مرضه ، كل ذلك يشبه الى حد بعيد مقبرته التى يسودها الوحشة ودارعليها الزمان لتصبح آيلة للسقوط في ظل إهمال من وزارات الأوقاف والثقافة والآثار .

 

يوم ميلاده 9 مايو المتمم لعامه 68 ، كانت وفاته في عام 1950 ، 22 رجب 1369 ، لتشيعه الجموع الغفيرة في جنازة مهيبة ، ليرقد الشيخ بالقرب من مسجد السيدة نفيسة وكأنه يرفض الابتعاد عن القرآن الكريم والصلاة بعد مماته ، كما تشبه مقبرته من الداخل والخارج تصميم وبناء المساجد .

 

عند دخولك الى المقبرة تجدها مقسمه الى ثلاث غرف يرقد الشيخ في إحداها ، وأمامها شجرة صغيره تميل ناحية الغرفة ترثي حالها بعد أن ذُبلت من قلة الماء والإهمال ، وفي الغرفتين المجاورتين ترقد عائلة الشيخ إحداها للرجال والأخرى للنساء ، وأمام الغرف الثلاث توجد ساحة واسعة أرضيتها من الرمل تنتشر بها القمامة بكثافة.

 

من الخارج تحيط بالمقبرة أكوام القمامة المتراكمة ومخلفات البناء تعلوها الكلاب الضالة من القطط والكلاب ، والتي فور وصولك لباب المقبرة تستقبلك بالنباح ، بينما يسكن بجوار المقبرة في أحواش من يعملون بدفن الموتى " الترابية " الذين إلتقت بهم " الهلال اليوم" ليقول أحدهم ويُدعى محمد أنس ، تربي " أهالى الشيخ رافضين أى تبرعات لترميم المقبرة ، وفاعلين الخير اتبرعوا بترميمها لكن أهل الشيخ رفضوا ، والزوار ومحبي الشيخ بيجوا يزورا المقبرة ويقروا الفاتحة دايما على روحه ".

 

وكان الشيخ محمد رفعت أول قارئ تحفل ميكروفونات الإذاعة المصرية بعذوبة صوته، مع نشأتها عام 1934، وفتحت أبوابها أمام رفعت، تلاها العديد من التسجيلات، لكن لم يبق فى رصيد الشيخ لدى الإذاعة سوى 20 ساعة فقط، بعد تعرض معظم التسجيلات للتلف.

 

ولقُب الشيخ بـ "المعجزة" و"قيثارة السماء" ، ولد يوم 9 مايو من عام 1882 بحي المغربلين بالدرب الأحمر بالقاهرة وتوفي يوم 9 مايو من عام 1950.

 

التحق بكتاب مسجد فاضل باشا بـ"درب الجماميز"، فأتم حِفظ القرآن وتجويده قَبْل العاشِرة، وأدركت الوفاه والده ، فوجد عائِلا لأسرته ، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه، وأصبح يُرتل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المُواجِه لمكتب فاضل باشا، حَتَّى عُيِّنَ في سن الخامسة عشرة قارئاً للسُّورة يوم الجمعة، وظل يقرأ القرآن ويُرتله في هذا المسجد قُرابَة الثلاثين عاما، وَفاءً مِنْه للمسجد الذي بدأ فيه.

 

درس الشيخ علم القراءات وبعض التفاسير ، والمَقامات المُوسيقية ، وامتاز بأنه كان عفيف النَّفْس زاهِداً في الحياة، وكأنَّه ولد لِخِدْمَة القرآن الكريمة، فكانت مَقُولَتَه" إِنَّ سادِن القرآن لا يُمْكِنُ أبَداً أَنْ يُهان أَوْ يُدان" ضاببطة لمسار حياته.

 

شاء الله أن يُصاب بعدة أمراض منها ضغط الدم والتهاب رئوي وورم في الحنجرة ، الذي منع الصوت الملائكى النقل من الخروج، و حُرمَ الناس مِن صوته، فيما عَدا ثلاثة أشرطة، كانت الإذاعة المصرية سَجلتها قبل اشتداد المرض عليه.

 

وحاول أصدقائه ومُحِبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال للعِلاج، فلم يقبل التبرعات ، وفضل بيع بيته الذي يسكن فيه في حي "البغالة" بالسيدة زينب، وقِطْعة أرض أخرى، لينفق على مرضِه.

 

وتوسط الشيخ “أبو العينين شعيشع” لدى الدسوقي أباظة وزير الأوقاف آنذاك، فقرر له معاشا شهريا.