كتبت : مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...
المشكلة :
أكتب لكِ بعدما فشلت في إيجاد تفسير منطقي للتغيرات الفجائية التي تطرأ على مشاعري العاطفية، فأنا رجل في منتصف العقد الرابع من العمر، نشأت وسط أسرة مستقرة.. فوالدي صاحب سلسلة من المحال التجارية، ووالداتي ربة منزل وليس لدي أشقاء.. وقد عملت مع والدي عقب تخرجي.. أي ليس لدي مشكلة سوى هذا الجهاز الكائن أعلى الجانب الأيسر من الصدر، حيث لا أستطيع العيش دون فتاة تشاركني الحب! وبالفعل مررت بعدة تجارب عاطفية لكن باءت جميعها بالفشل بسبب اختلاف الطباع تارة وفتور المشاعر تارة أخرى.. المهم وصلت لمنتصف العقد الثالث دون أن أجد شريكة العمر.. وهنا نبض قلبي لفتاة تصغرني بسبع سنوات تعرفت عليها عن طريق أحد الأصدقاء، وكلمة، فابتسامة، نشأت بيننا أحلى قصة حب.. لذا أسرعت لخطبتها حتى أتوج علاقتنا بالزواج.. وما أن تم المراد حتى انقلب الحال رأساً على عقب، خناق على أتفه الأشياء، نكد وعويل ليل نهار.. والنتيجة طلاق بعد أقل من عام! وطبعاً عدت لرحلة البحث عن الحب ثانية، وكلي أمل ورجاء في إيجاده.. ومنذ طلاقي إلى هذا اليوم وأنا أمر بحالات حب، والغريب أن كلاً منهم تبدأ بسيل جارف من المشاعر، ويوم تلو الأخر تهدأ ثم تصل لحد الخمول التام.. وتنتهي العلاقة! هكذا تمضي أيامي دون استقرار.. ولا أعرف سبيلاً للتخلص من الملل الذي يطاردني كلما نبض قلبي بحرفي الحاء والباء، فهل العيب مني أم في هذا الإحساس المسمي"بالحب"؟!
- الرد : مظلوم أنت أيها الحب، فبدلاً من أن تكون واحة من الأمان والاستقرار تحولت بفعل لهفة وتعجل البعض إلى كارثة طبيعية من الأعاصير الموسمية.. وهو ما وقعت فيه من جراء تسرعك في إيجاد حرفي الحاء والباء.. فما أن تتعرف على إحداهن حتى تنجذب سريعاً وتورط نفسك في علاقة عاطفية قبل أن تتأكد من توائم شخصيتكما، والنتيجة ذبول الحب وإعلان مماته!.. لهذا أرى ضرورة تقوية عضلة قلبك حتى تكف عن النبض باسم أي طارق قبل التأكد من مدى توافقكما معاً، ولكي يحدث ذلك عليك اختيار من تشاركك أهدافك، طموحك، وهواياتك.. فقط وقتها ستجد أشياءً مشتركة تساعد على نماء الحب و استمراريته فتتجنب فتوره ودماره .