أعلنت المديرية العامة للأمن اللبناني، أنها ستقوم بتأمين "العودة الطوعية" لمئات من النازحين السوريين المتواجدين داخل الأراضي اللبنانية إلى سوريا، صباح الإثنين المقبل، وذلك من منطقة عرسال، عبر حاجز (وادي حميد) الحدودي.
ويتولى الأمن العام اللبناني منذ قرابة شهر عملية تأمين العودة الطوعية لدفعات من النازحين السوريين الذين يبدون رغبة مسبقة بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم في سوريا، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ويقوم بتسجيل الأسماء والأعداد، والتنسيق مع السلطات الأمنية السورية في شأن ترتيبات عودتهم على دفعات ومراحل متتالية.
ومنذ أن تولى الأمن العام ملف تأمين العودة الطوعية للنازحين السوريين، عاد قرابة 4 آلاف نازح إلى سوريا، فيما تم إعداد قوائم جديدة بنحو 3 آلاف نازح ينتظر عودتهم قريبا على دفعات.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني – في تصريحات له – إن أعداد اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم "في تزايد".. مشيرا إلى أن أحوال السوريين الذين عادوا بالفعل إلى سوريا، تشجع الباقين على العودة، خاصة وأن "الآلية التي نتبعها مع المسئولين السوريين تؤمن حماية هؤلاء حتى بعد عودتهم".
وتعد أزمة النزوح السوري داخل لبنان من أكثر الأزمات الضاغطة على الدولة اللبنانية، حيث يؤكد المسئولون اللبنانيون أن الاقتصاد والبنية التحتية والأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد تأثرت تأثرا كبيرا جراء هذه الأزمة، وأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تبعات تواجد نحو مليون ونصف المليون لاجيء سوري يمثلون أكثر من ربع عدد سكان البلاد، علاوة على أن هناك ما يشبه الإجماع لدى التيارات والقوى والأحزاب السياسية اللبنانية - على الرغم من التباينات والخلافات الشديدة بين بعضها البعض - بضرورة بدء عودة اللاجئين على نحو عاجل إلى "المناطق الآمنة داخل سوريا" وبما يحفظ لهم كرامتهم وأمنهم، خاصة وأن معظم الأراضي السورية أصبحت تحت سيطرة الدولة التي استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة ضد التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة.