رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى نشأته الـ58.. هل يعود «ماسبيرو» لريادته في الإنتاج الدرامي؟.. إعلاميون: بدأ يتحرك لاستعادة مكانته ويجب أن يدار بمنطق الخدمة العامة.. ويمتلك كل أدوات الإعلام الرائد

20-7-2018 | 22:01


هويدا مصطفى في ذكرى انطلاق «ماسبيرو»: يجب أن يدار بمنطق الخدمة العامة

الكنيسي: «ماسبيرو» بدأ يتحرك لاستعادة مكانته.. ويمتلك كل أدوات الإعلام الرائد

 

كان الإنتاج الدرامي والزخم في مسلسلات قطاع الإنتاج بالتليفزيون، سمة مميزة خلال فترات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عبر كم ضخم من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، التفت حولها الأسرة المصرية خلال تلك الفترة، فيما أكد خبراء بمجال الإعلام أن هذا كان إحدى أدوات القوى الناعمة والدور التنويري للتلفزيون المصري.

لكن الإنتاج الحكومي الحالي عبر قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومدينة الإنتاج الإعلامي تراجع، فيما شدد إعلاميون على ضرورة أن يعود مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، موضحين أن ماسبيرو يمتلك الأدوات والإمكانات الفنية والبشرية في هذا القطاع، وأنه بالفعل بدأ يتحرك لاستعادة هذه المكانة خلال الفترة المقبلة.

 

الخدمة العامة

الدكتورة هويدا مصطفى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قالت إن التلفزيون المصري عبر 58 عاما منذ إنشائه هو مبنى عريق وتاريخ ارتبط في الأذهان ببداية الاهتمام بالمواطن والجمهور وقضايا المجتمع وكان يعمل بشكل أثّر في وجدان المواطن وقام بدور تنويري.

وأكدت مصطفى، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التلفزيون المصري قدم النموذج والمبادرة وكان له دور ريادي، فضلا عن أنه يزخر بالكفاءات البشرية والإمكانات المادية، مضيفة أن تأثيره كان إقليميا من خلال القنوات والمحطات الإذاعية بأهداف وطنية وعربية قدمت خدمات للداخل والخارج.

وأضافت: "ماسبيرو خلق صورة إيجابية عن مصر بدوره الريادي قديما، أما الوضع الآن فقد اختلف قليلا لأنه لم يعد المؤثر الوحيد في المشهد الإعلامي، فضلا عن تعرضه لمشكلات اقتصادية وهجرة للكوادر ونقص في التدريب ووجود أنماط أخرى من الإعلام أثرت في دوره.

وأوضحت أن الإعلام العام يظل الأداة الأساسية لخدمة المواطن عبر أدوار لا يمكن للقطاع الخاص القيام بها، والحل بالنسبة لوضع ماسبيرو الآن يكمن في إعادة الهيكلة والتصدي للمشكلات وحل أزمة الديون المتراكمة عليه، مضيفة إنه يجب أن يدار بمنطق الخدمة العامة وأن تقوم الهيئة الوطنية للإعلام بدور أكثر فاعلية، خاصة أن القوانين واللوائح التي يدار بها منذ عام 1979 تقف عائقا أمام التطوير.

وأشارت أستاذ الإعلام، إلى أنه بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قوانين الإعلام الجديدة، ينتظر أن يبدأ ماسبيرو في استعادة مكانته، مضيفة أنه لن يكون الصوت الوحيد، لكن له أدوارا مهمة كإعلام خدمة عامة منها المهام التنويرية والتثقيفية والتنموية، وهذا لا يمكن للقطاع الخاص القيام به.

وأكدت مصطفى أن الوقت الحالي يحتاج إلى عودة الإنتاج الدرامي والإذاعي أكثر من أي وقت مضى، لأنها أعمال كانت تنمي وجدان المصريين وتخلق وعيا عبر أعمال درامية على مستوى عالٍ من الكفاءة تعبر عن المجتمع، مضيفة أن هذا الدور يتطلب تعاونا أكبر وإنتاجا دراميا بين الجهات المختلفة كمدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة وقطاع الإنتاج.

وقالت إن هذه الأعمال ذات الجودة العالية سيقبل عليها الجمهور لأن العمل الجيد يلتف حوله الناس، مضيفة أن تحقيق ذلك يتطلب إدارة رشيدة وموارد ودعما للإنتاج.

 

استعادة مكانته خلال الفترة المقبلة

ومن جانبه، قال حمدي الكنيسي، رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين وعضو الهيئة الوطنية للإعلام، إن التلفزيون المصري يمتلك كل الأدوات والإمكانات التي تمكِّنه من استعادة مكانته كإعلام رائد كان له فضل الريادة في المنطقة العربية كلها، مضيفا أنه امتلك العناصر البشرية المؤهلة التي ساهمت في نجاح إذاعات وقنوات ليس داخل مصر فقط إنما خارج في العالم كله.

وأكد الكنيسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه يملك إمكانيات فنية من استوديوهات وإسهامات في مدينة الإنتاج الإعلامي والنايل سات والشركات كشركة صوت القاهرة، مضيفا أن التغير في أدائه الذي حدث نتيجة اختلاف الظروف وتوتر الأجواء قبل وبعد ثورة 25 يناير، إلا أنه في الوقت الحالي يتحرك من خلال الهيئة الوطنية للإعلام على طريق استعادة مكانته.

وأوضح أن تحقق ذلك سيكون لصالح الإعلام والشعب المصري كله، لأن ماسبيرو ضرب المثل في الدور التنويري وتوعية الجماهير من خلال أعمال درامية وإنتاج فني ضخم خلال العقود السابقة، مضيفا أن ماسبيرو لديه من التجارب والإمكانات الفنية والبشرية ما يستطيع أن نتوقع من خلاله بعودة القوى الناعمة خلال الفترة القادمة.

وأضاف أن هذه القوى متمثلة في الأفلام والمسلسلات والإنتاج الدرامي التلفزيوني والإذاعي الذي كان مشهودا خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، مؤكدا أن القوانين المنظمة للإعلام التي صدرت الأسبوع الجاري من مجلس النواب أكدت حق الهيئة الوطنية للإعلام في امتلاك فرص الانطلاق والتقدم وهو ما تسعى إليه الهيئة، وبدأت بالفعل في تنفيذه من خلال تطوير القناة الأولى.