رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دير شبيجل: وصفة لـ "أوروبا" للتعامل مع ترامب

22-7-2018 | 21:36


رأت مجلة (دير شبيجل) الألمانية أن الدول الأوروبية تجد صعوبة بالغة في التعامل مع النرجسية الصارخة والرأسمالية الفجة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبدا هذا الأمر جليا في زياراته الأخيرة لبروكسل ولندن وهلسنكي الأسبوع الماضي ولذا يتعين على دول الاتحاد ألا تركز في تصرفاته الغريبة وأن تسعى بدلا من ذلك وراء أهدافها.

وقالت المجلة إن الساسة عادة ما يلجأون إلى التاريخ ويتصفحون أوراقه لاستخلاص الدروس والعبر لكن هذا الأمر لن يفلح في حالة ترامب إذ أنه نموذج غير مسبوق وفريد تماما من نوعه في فصل الديمقراطيات الحديثة و يتطلب منهجا مبتكرا في التعامل. 

وأردفت المجلة تقول إن تصور تغير أسلوب ترامب أمر غير وارد ولهذا يجب على ساسة الدول الأوروبية تطوير منهج وأسلوب للتعامل معه خلال الفترة المتبقية له في البيت الأبيض معتبرة أن الاستراتيجية المناسبة يمكن اختصارها في كلمة واحدة وهي "السبات الشتوي" لكن هذه الكلمة ليست سهلة كما قد تبدو فعصر ترامب يتطلب تصورا لمنهج سياسي مُعقد يجب أن تتبعه بروكسل وكل دول الاتحاد خطوة بخطوة وفي آن واحد بقدر ما هو مستطاع وإن حدث ذلك فسيكون هناك ضوء في نهاية النفق وربما قبل نهايته. 

وقالت المجلة إن إسلوب ترامب المُحرج أثناء زيارته لأوروبا يرجع إلى سببين هما نرجسيته الصارخة وإصراره على التمسك بالرأسمالية الفجة. 

وأشارت المجلة إلى أن ترامب، رجل الأعمال في الأساس، اعتاد أن يكون أول من يبدأ بالهجوم ليضع الآخرين في موقع الدفاع ويبدو انتقل بالأسلوب ذاته إلى عالم السياسة وكان هذا الأمر واضحا الأسبوع الماضي عندما حاول إثارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بقوله إنه يعتقد أن ألمانيا "أسيرة لروسيا" وذلك عشية اجتماعه معها وفعل الأمر نفسه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إذ قال قبل لقائه معها وجها لوجه إن منافسها بوريس جونسون قد يكون رئيس وزراء جيد. 

واعتبرت المجلة أن هذا الأمر مبتذل وكل ما يفعله أنه يعكر الصفو ويُصعب من مهمة إيجاد أرضية مشتركة وهو الهدف الرئيس للسياسة الخارجية الذي يبدو أن ترامب غير قادر على استيعابه. 

وقالت المجلة إنه يجب على أوروبا ألا تقع في فخ الانهماك في التفكير في أسلوب ترامب وأن تفهم أن لا شيء يتوقف عليه وكذلك يجب عليها عدم الخلط بينه وبين الولايات المتحدة مؤسسة الديمقراطية الحديثة وأن تدرك أوروبا أن ما تمر بها الولايات المتحدة الآن هي فترة وستمضي. 

وتوقعت المجلة أن يخلف ترامب سياسي بارز قد يواصل بعض السياسات التي وضعها لكن أوروبا سيكون بوسعها التعامل مع هذا الأمر أن وجد ساستها نظراء لهم من الساسة الحقيقيين على الجانب الأخر من الأطلسي وحتى يحدث ذلك يجب على أوروبا ألا تُستثار وألا تنزلق نحو التصعيد خاصة عندما يتعلق الأمر بالنزاع التجاري وسيتحقق ذلك بأن تكون الردود على ترامب مناسبة وغير انتقامية وهذا يتطلب ساسة يتسمون بالتريث.