سفير مصر بلبنان: المصريون وجيشهم حافظوا على الدولة الوطنية من مخططات قوى التطرف والظلام
أكد السفير نزيه النجاري سفير مصر لدى لبنان، أن الشعب المصري مدعومًا بجيشه العريق، وجه ضربة قاسية لمشروع تمكين تيارات التطرف وقوى الظلام الذي كان يستهدف هدم الدولة الوطنية، فاستطاع أن ينقذ مصر من مصير مجهول، ويوقف تمدد ذلك المشروع إلى أشقائنا من المحيط إلى الخليج.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير "النجاري" خلال الاحتفال الكبير الذي أقامته السفارة المصرية في بيروت، بمناسبة مرور 66 عامًا على ثورة 23 يوليو 1952 ، والذي حضره كبار رجال الدولة اللبنانية وحشد كبير من السياسيين والشخصيات العامة اللبنانية، والتي لفت خلالها إلى أن ثورة يوليو استطاعت تحرير مصر من الاستعمار ومد مظلة النضال التحرري إلى الأشقاء العرب جميعًا إلى أن استطاعت الشعوب العربية نيل استقلالها.
وقال إن تلك التيارات المتطرفة والظلامية، التي كان يراد لها أن تجتاح بلادنا وتتمكن من مجتمعاتنا، كانت ستباعد بيننا وبين العالم المتقدم، وتهدم دولنا الوطنية كما عرفناها، فنرتد قرونا إلى الوراء، وتتناحر شعوبنا وتتقاتل فيما بينها استنادًا إلى الهويات الدينية والمذهبية والعرقية.
وأشار إلى أن بعض المراهنين على تلك التيارات "لم يتخلوا عن رهانهم" ، لافتا إلى أن المعركة التي تخوضها القوات المسلحة المصرية ضد التنظيمات المتطرفة ( سيناء 2018 ) تعد دليلا على استمرار تلك الرهانات، وحاجتنا إلى دعم أشقائنا العرب في مواجهتها لمصلحتنا جميعا.
وأكد السفير نزيه النجاري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن يقود مصر خلال السنوات الأربع الماضية، في ظل ظروف داخلية وإقليمية شديدة التعقيد، فرضت على مصر تحديات كبرى وضغوطا متنوعة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية ، لافتًا إلى أن المثابرة والعمل الجاد والإصرار على إخراج مصر من عثرتها، قد بدأت تظهر ثمارها.
وأوضح "النجاري" أنه ومع بداية الولاية الثانية للرئيس السيسي، فإن الكشف عن الثروات الطبيعية من غاز طبيعي وبترول، من شأنه أن يحقق للاقتصاد المصري نقلة نوعية خلال الأعوام القليلة المقبلة، وذلك بالتوازي مع إنجاز عدد كبير من المشروعات القومية العملاقة لإنشاء بنية تحتية قادرة على إحداث نهضة شاملة، فضلا عن جهود تطوير كافة القطاعات، لاسيما المرتبط منها ببناء الإنسان المصري، من تعليم وصحة وغيرهما حرصا على الأبعاد الاجتماعية للعملية الإصلاحية.
وأعرب عن يقينه في أن تتعافي مصر اقتصاديا وخروجها من حالة ركود سادت لعقود، سوف يزداد معه تأثيرها ودورها على الساحة الإقليمية، بما يخدم الاستقرار ويحول دون التدخلات الخارجية والإقليمية في شئوننا العربية.
وقال إن مصر حريصة دائما في علاقتها مع لبنان الشقيق، على ثوابت رئيسية، يأتي في مقدمتها الحفاظ على أمن لبنان واستقراره بعيدا عن التجاذبات الإقليمية والدولية، وصون نموذج العيش المشترك الفريد الذي يقدمه هذا البلد العزيز للمنطقة العربية ولكل العالم.
وشدد على أن لبنان شعب عزيز على قلوب جميع المصريين، وأن مظاهر التفاعل المتبادل بين شعبي البلدين تشمل مجالات عديدة في مقدمتها الفن والآداب والثقافة والسياسة، وهي شاهد على حالة استثنائية من الانصهار والتآخي غير المسبوق، فضلا عن آفاق إيجابية للغاية في التعاون الاقتصادي بين البلدين يعكسها التدفق الكبير لرؤوس الأموال اللبنانية إلى السوق المصرية لما تقدمه من ربحية لمختلف الصناعات والنشاطات الإنتاجية.
وأكد السفير نزيه النجاري أنه يتطلع إلى أن يوفق رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في إنجاز تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، تكرس التوازن الذي يتطلع إليه اللبنانيون.
وأعرب "النجاري" عن تقديره للجيش اللبناني وجنوده، الذين بذلوا أرواحهم في معركة لبنان ضد الجماعات الإرهابية، وهي المعركة التي تكللت بنجاح كبير في دحر هذه الجماعات والحد من تهديدها للبنان، ولا يزال الجيش اللبناني يخوضها زودا عن حدوده والتي يقف فيها في خندق واحد مع الجيش المصري في مواجهة خطر واحد يهدد قيم السلام والإنسانية في مصر ولبنان.
ولفت إلى أن العالم العربي يواجه مخاطر متنامية تهدد بقاء مؤسسات الدولة الوطنية والحفاظ على وحدة شعبها وأراضيها، وهو ما يحملنا جميعا مسئولية كبيرة في التصدي لكافة التهديدات التي تستهدف النيل من بلادنا العربية وتسعى لتقسيمنا على أسس طائفية وعرقية ومذهبية.. مشددا على أن مصر تؤكد، قولا وفعلا، الأهمية البالغة للحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي كأولوية قصوى أمام ما تواجهه من تدخلات خارجية وموجات الإرهاب والتطرف.
وأشار إلى أن فلسطين تظل قضية العرب المركزية التي لا يجب الانشغال عنها تحت أي ظرف، معربا عن تقديره للشعب الفلسطيني الذي يظل حاملا لواء قضيته العادلة رغم ما يواجهه من صعاب.