أقامت سفارة مصر بالسودان، مساء اليوم الاثنين، احتفالا كبيرا بأحد فنادق الخرطوم، بمناسبة الذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو المجيدة.
وشارك في الاحتفال وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني الدكتور معتز موسى ممثلا عن قيادة وحكومة السودان ، ومساعد أول الرئيس السوداني محمد حسن الميرغني ، وعدد من الوزراء الاتحاديين وأعضاء حكومة ولاية الخرطوم ، والولاة والتنفيذيين ، وممثلي وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية.
وحضر الاحتفال كذلك، السفراء ورؤساء البعثات وأعضاء السلك الدبلوماسي ومديرو وممثلو المنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية المعتمدون لدى السودان، وعدد من قادة الأحزاب السياسية ، بالإضافة إلى رجال الدين الإسلامي والمسيحي ومشايخ الطرق الصوفية، ورؤساء الجامعات وممثلي منظمات المجتمع المدني، وقادة الفكر والثقافة والفن والرياضة، ورجال الأعمال والإعلاميين، فضلا عن أعضاء السفارة والقنصلية ومسئولي المكاتب الفنية المصرية بالخرطوم.
وتضمن الاحتفال عرض مواد وأفلام تسجيلية عن ثورة يوليو المجيدة ودورها في التاريخ المصري الحديث، وبث الأغنيات الوطنية المصرية، بجانب إقامة معرض تضمن نماذج للآثار الفرعونية والعربية، لاستعراض تاريخ مصر العريق عبر مختلف العصور، وشارك المكتب الإعلامي للسفارة بعدد من الإصدارات الحديثة التي وصلته من الهيئة العامة للاستعلامات بهذه المناسبة، فضلا عن عدد من الاسطوانات المدمجة، ومجموعة من الصور النادرة، وحظي الاحتفال بتغطية صحفية وإعلامية واسعة.
وقال سفير مصر لدى السودان، أسامة شلتوت ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن ثورة يوليو المجيدة مثلت علامة فارقة في تاريخ مصر، وألهمت وساندت حركات التحرر والاستقلال في المحيطين الإقليمي والدولي.
وأضاف أن إحياء ذكرى ثورة يوليو المجيدة ليس احتفالا فقط بماضينا ، بل نستشرف أيضا مستقبلنا، حيث تعبر مصر الآن جسرا آخر على طريقها نحو التنمية والرخاء في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وتابع أن مصر بعد أن تمكنت من استعادة وترسيخ أركان الدولة ماضية في حربها ضد الإرهاب، منوها بأن ذلك لم يثنيها أو يشغلها عن صياغة رؤيتها للتنمية المستدامة 2030 ، بالتوازي مع تطبيق برنامج للإصلاح الاقتصادي منذ عام 2016 يستند على ثلاثة دعائم أساسية هي النمو والتشغيل والحماية، ويهدف إلى تحقيق انطلاقة اقتصادية وتنموية قوية وشاملة، من خلال التدرج في تطبيقه مراعاة للبعد الاجتماعي.
وأشار إلى أن مصر أولت أهمية كبرى لعلاقاتها بجمهورية السودان، وهي الجارة والشقيقة التي يجمعنا بها حدود مشتركة، وترابط ثقافي واجتماعي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وهدف واحد نحو تكثيف التعاون في شتى المجالات، بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء، ويحقق الأمن والاستقرار لشعبينا وشعوب المنطقتين العربية والأفريقية.
وقال شلتوت إن العلاقات المصرية السودانية شهدت تقدماً حقيقياً على مدار السنوات الماضية، انعكست أهم ملامحه في حرص قيادتي البلدين علي تكثيف مستوى التنسيق والتعاون بين الجانبين ورفعه إلي أعلي المستويات، مؤكدا أن مصر كانت داعمة دوماً لكافة الجهود التي تبذلها الشقيقة السودان لإرساء الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي.
ودعا شلتوت كافة الأطراف من أبناء السودان للاستمرار في الانخراط السلمي في المسارات الرامية لإرساء السلام والاستقرار السياسي والمجتمعي، مؤكدا دعم مصر الكامل لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وحرصها على تحقيق السلام والتنمية والازدهار في ربوعه.
من جانبه ، أعرب وزير الموراد المائية والري والكهرباء ، ممثل الحكومة والقيادة السودانية ، عن صادق التهنئة لمصر وشعبها بذكرى ثورة يوليو، مؤكدا أنها خطت طريق النهضة والحرية والكرامة، ورسمت واقعا جديدا ليس لمصر فقط ولكن للمنطقة العربية كلها.
وشدد على أهمية وقدسية العلاقات المصرية السودانية، التي اتسمت طوال تاريخها بالخصوصية الشديدة ، وقال " إننا نتطلع في أكتوبر المقبل لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان" ، مؤكدا إدراك قيادة البلدين لأهمية واستراتيجية تلك العلاقات ، منوها بأن وجود 32 لجنة مشتركة بين البلدين هو شاهد آخر على أهمية العلاقات واستراتيجيتها في مختلف المجالات.
وأضاف "ليس أمام البلدين سوى تعزيز التعاون تحقيقا لتطلعات الشعبين الشقيقين ، فقوة مصر هي قوة السودان وقوة السودان هي قوة مصر".