أعربت إنعام كجيه جى الأديبة العراقية، عن سعادتها بحصولها على جائزة المعهد العربى، قائلًا "أسعدنى الفوز لأنه يمكن أن يشجع قراء الفرنسية على الإطلاع على رواية عراقية تبتعد عن المانشيتات المفزعة للصحف، ونشرات الأخبار، وتتسلل إلى تفاصيل الحياة فى أسرة موصلية عاشت حلو الأحداث فى البلد ومرّها، على مدى نصف قرن".
وإنعام كجيه جى، إحدى الأديبات العراقيات ممن تميزن ببصمة خاصة، فتتميز تجربتها الرواية بالخصوصية الشديدة، وملامح أساسية، أهمها حمل هموم أهل العراق على كتفها، ظهر ذلك فى إنتاجها الأدبى عبر ثلاث روايات، كان أخرها رواية "طشارى"، التى وصلت بها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، كما فازت بها بجائزة المعهد العرب بباريس.
رواية "طشارى" تعتمد على تقنية الفلاش باك، بأسلوب سردى مميز، إلا أن الأصوات السردية المتعددة وما تضمنتها من جانب تقريري، لم ينل إعجاب بعض القراء، وتقول فى ذلك، "ليس من الطبيعى أن يعجب نص ما كل القراء. نعم فى "طشّاري" جانب تسجيلى مقصود، وهو أسلوب معروف فى الأدب، وفيما يخصنى فإننى كنت عاجزة عن التعامل بأسلوب بلاغى مع الخراب، إن المعنى الذى أميل إليه هو ذاك الواضح الذى يستمد عمقه، وتأثيره، من بساطته ومن المفارقات العجيبة للوقائع. الواقع الذى رأيته بعينى يزدرى بالخيال. لعل الفجيعة بفقدان وطن تبتدع بلاغتها الخاصة".
فى روايتها "الحفيدة الأميركية"، تقول الشخصية الرئيسة بها "هل هناك بلد على هذه الأرض غير بلدنا، يتسلى أهله بذكريات القهر وهدّ الحيل"، وتتفق "إنعام"، مع هذه العبارة، وتقول "هنا أستعيد صورة من نص للصديقة عالية ممدوح تروى فيه كيف تجتمع الزوجات الشعبيات، وتتباهى كل واحدة على جاراتها وقريباتها بآثار الضرب التى نالتها من زوجها. فى عرفهن، الضرب دليل غرام. والزوج لا يضرب امرأة لا تثيره. أشعر أحيانًا بأن العراقيين يفاخرون بدرجات المظلومية. وهم عندما يلتقون فإن لكل واحد وواحدة منهم حكايته الخاصة التى لا يتوقف عن ترديدها، ويتغنى بها، مثل التصبيرة".
تقيم الروائية العراقية فى فرنسا منذ ما يزيد عن 36 عامًا، وهى فترة كافية لتصف لنا الساحة الثقافية بفرنسا، وكيفية تعاطيها مع الأدب الفرنسى وكُتابه، فتقول، "ساحة نشيطة أكثر من اللازم، فى كل مجالات التعبير الفنى والأدبي، أى أكثر من قدرتى على ملاحقتها. لكننى أتابع روايات عدد محدود من كتاب أحب طرائقهم فى الكتابة. وأركز على كتب المذكرات والسيرة، وهى كثيرة لدرجة أنها تحتاج لعشرين عمرًا إضافيًا".