في منظر بديع حظي بنسبة مشاهدة مرتفعة من المصريين وجماهير منطقة الشرق الأوسط المترقبين له، دخل بدر منتصف شهر ذي القعدة للعام الهجري الحالي ١٤٣٩ خسوفا كليا للقمر في تمام الساعة التاسعة والنصف و١٥ ثانية، وظهر بوضوح للعامة بالعين المجردة، ويعد أطول خسوف كلى خلال القرن الحالي على الإطلاق، وفيه حجبت الأرض كل قرص القمر عن الشمس، وغطى ظل الأرض ١٦١ في المائة تقريبا من سطح القمر.

وصرح الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن السبب وراء طول هذا الخسوف، الذي تخللته ظاهرة "القمر الدامي" الذى لم يحدث منذ مائة عام، هو أن القمر يمر عبر مركز ظل الأرض، ويكون بذلك على خط واحد خلف الكرة الأرضية والشمس، وطول تلك الفترة تتيح الفرصة لرصد الإشعاعات الصادرة عن القمر وتحليلها علميا، كما تعد فرصة للهواة لالتقاط الصور، وسيستمر هذا الخسوف الكلى حتى الساعة ١١ وثلاث عشرة دقيقة و١١ ثانية، أي أنه سيستمر لمدة 103 دقائق، وهى من الحالات النادرة أن يستمر الخسوف كليا هذه المدة مما يجعل هذا الخسوف من الخسوفات الكلية الطويلة بشكل استثنائي والتي تتجاوز فترتها 100 دقيقة.

وأضاف أن مرحلة الخسوف الكلى للقمر هي إحدى مراحل خسوف القمر الخمس والتي بدأت مساء اليوم الجمعة في الساعة السابعة و١٤ دقيقة و٤٧ ثانية بتوقيت القاهرة المحلى بخسوف شبه ظلي أعقبها بداية الخسوف الجزئي في الساعة الثامنة و٢٤ دقيقة و٢٧ ثانية، ثم بداية الخسوف الكلى وذروته ونهايته، ثم نهاية الخسوف الجزئي ونهاية الخسوف شبه الظلي، مشيرا إلى أن عملية الخسوف كاملة منذ بدايته وحتى نهايته ستستغرق حوالي 4 ساعات.

وقال عودة إن الفرصة كانت سانحة للراصدين أيضا لرؤية كوكب المريخ لأنه كان في أقرب نقطة إلى الأرض منذ 15 عاما، حيث ظهر أكثر سطوعا بعشر مرات مما يكون عليه عادة، إذ تمت ملاحظة وجود نقطة ضوئية برتقالية مائلة للحمرة براقة بشكل استثنائي قرب القمر، ذلك كوكب المريخ الذي سيكون بدوره في حالة التقابل، وهو أفضل تقابل يحدث له منذ عام 2003، مشيرا إلى أنه كان بالإمكان مشاهدة الخسوف في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط بين الغروب ومنتصف الليل، ثم بين منتصف الليل وشروق الشمس يوم غد السبت في معظم أنحاء آسيا وأستراليا.