"حصوات الكلى" باتت شائعة في جميع أنحاء العالم وأصبحت أكثر انتشارا فى الوقت الحاضر ، وارتفع معدل حدوثها فى الخمسين عاما الماضية فى أغلب دول العالم ، وتصيب حاليا ١٢ فى المائة من البشر ، وذلك بسبب عدم قدرة جسم الإنسان على تحمل "أملاح الأكسالات " التى تعد أحد الأملاح الرئيسية المكونة للحصوات .
ففي ظل حرارة الصيف التى ترتفع معدلاتها عاما بعد عام ، وفقد الجسم كميات كبيرة من الماء نتيجة لكثرة إفراز العرق يزيد معدلات الاصابة بحصوات الكلى ، خاصة لدى الأشخاص ذوي الإستعداد لتكوينها ، وتتوقع التقديرات العالمية حدوث زيادة تصل إلى 10 فى المائة في معدل إنتشار حصوات الكلى في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين بسبب تأثيرات الاحترار العالمي، مع زيادة متصاعدة بنسبة 25 فى المائة في نفقات الرعاية الصحية.
وقال الدكتور مجدى بدران إستشارى الأطفال ، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس - في حديث مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - إن هناك أربعة أسباب تزيد من معدلات تكوين حصوات الكلى فى فصل الصيف ، وتجعل منها واحدة من أكثر المشاكل الصحية المؤلمة التى يعانى منها المصريون خاصة فى شهرى يوليو وأغسطس ، مشيرا إلى إن تلك الاسباب هى ارتفاع درجات حرارة الجو والرطوبة ، وقلة شرب الماء والعرق الغزير، والنمط الغذائى غير الصحي إلى جانب قلة الحركة.
وأضاف أن هناك عوامل مساعدة تعزز فاعلية تلك الأسباب وتزيد من احتمالات تكوين الحصوات ، وهى الجفاف ، وتناول الوجبات الغنية بالبروتين الحيواني والصوديوم، وتناول مستحضرات الكالسيوم إلى جانب الأوكسالات ، والأخطر النمط الحياتى للأجيال الجديدة من الشباب والأطفال والذى يتميز بإدمان السكر، لافتا إلى أن عملية نمو حصوة الكلى بطيئة وتتطلب وقتا أطول لعرقلة المسارات الكلوية.
وأوضح بدران أن عدد الأبحاث الحديثة التى تناولت موضوع "الأملاح والصيف والحساسية والمناعة"، بلغ عددها حتى الآن عشرة أبحاث حديثة منشورة فى الدوريات العلمية حول الأملاح والصيف والحساسية والمناعة، كشف أحدثها والذى تم نشره خلال شهر يوليو الحالى أن "أملاح الستيرات" المتوافرة فى الموالح والريحان والكرفس مانعة قوية لبورة أملاح الكالسيوم ونمو الحصوات، وبالتالى فإن شراب الليمون أو البرتقال يقلل من حدوث حصوات الكلى.
وأضاف أنه من خلال تتبع عملية تكوين حصوات الكلى فى الكبار والأطفال ، تم اكتشاف أنه يصاحبها إنخفاض فى نسبة السيترات فى البول تصل إلى حوالى 50 فى المائة من حالات حصوات الكلى ، وزيادة الحموضة فى الممرات الكلوية ، مشيرا إلى العامل الوراثي يتصدر الأسباب المؤدية إلى إنخفاض نسبة أملاح السترات فى البول ، حيث وجد فى دراسة حديثة أجريت على الذين يعانون من تكرار تكون "حصوات الأوكسالات " فى الكلى أنهم وأولادهم لديهم مستويات أعلى فى الأوكسالات ومستويات أقل فى السيترات.
وقال بدران ، إن نقص عنصر البوتاسيوم كذلك يؤدى إلى نقص مستوى أملاح السيترات التى تحول دون تكون الحصوات، إلى جانب كثرة تناول البروتين الحيوانى ، وقلة تناول الأغذية القلوية وهى الفواكه خاصة الحمضيات والخضراوات ، والعلاج ببعض الأدوية الخاصة بعلاج ارتفاع ضغط الدم المرتفع ، لافتا إلى أن نزول حصوة الأوكسالات لا يعنى عدم تكرارها، ولهذا يجب لالتزام بالنصائح الطبية ، وعدم تناول الأدوية التى تعزز تكرار حدوثها ، وشدد على أن على الفئات المعرضة أجسامهم لتكوين الحصوات الإقلال من الأغذية الغنية بأملاح الأوكسالات ، وهى الفول السوداني، المكسرات ، نخالة القمح ( الردة ) ، السبانخ ، الخضروات الخضراء الداكنة ، الشيكولاته ، البقول ، البنجر، التوت، حليب الصويا ، الشيبسى ، البطاطا ، الفلفل الملون ، والباذنجان ، مشيرا إلى أن الاستنبات (مثل الحلبة المستنبتة) يقلل من كمية الأوكسالات فى الأطعمة.
وأكد، أنه فى حالة عدم تعويض السوائل المفقودة بسبب الجو الحار والرطوبة وزيادة العرق، بشرب الماء والسوائل غير المحلاة وتناول الفاكهة وخضروات السلاطة ، فإن البول يقل وتترسب بلورات الأملاح فى الجهاز البولى مكونة الحصوات، لافتا إلى أن حصوات الكلى هى رواسب صلبة صغيرة للأملاح المعدنية وأملاح الأحماض تتشكل عندما يتركز البول فى الكلى أو الحوالب أو المثانة البولية أو مجرى البول .
وأوضح استشارى الأطفال، أن نتائج تلك الابحاث أشارت إلى إعجاز ربانى لم يكن معروفا من قبل ، يتمثل فى أن دور البكتيريا النافعة فى الأمعاء فى منع تكون حصوات الكلى من خلال تكسير الاكسالات فى الأمعاء ، وفى ظل قلة عددها نتيجة أستخدام المضادات الحيوية يزيد امتصاص الأكسالات في الدم والبول ، مما يزيد من فرص تكون الحصوات ، وقد بينت الأبحاث الحديثة وجود نقص شديد فى البكتيريا الصديقة فى المصابين بتكرار الحصوات الكلوية ، وفى دراسة حديثة نشرت فى شهر ابريل الماضى بينت امكانية حدوث فشل فى النخاع نتيجة ترسب أملاح الأوكسالات نتيجة عيب وراثي.