بالصور.. حقيقة الضابط المزيف الذي شهَّر بفتاة وأسرتها مستغلًّا المواقع الإخبارية
احتراف الإجرام وسيلة سهلة لكل شيطان يوهم ضحاياه أنه
ملاك لمجرد أن ينال غنيمته، ومن ضمن هؤلاء للأسف قلة من العاطلين ممن ينتحلون صفة
ضباط شرطة، مرتدين البدلة الميري التي يجدون فيها وسيلتهم السهلة لاصطياد ضحاياهم،
خصوصًا من الفتيات.
يلجأ المجرمون إلى ذلك بغرض تحقيق أهداف إجرامية أو
استغلال الصفة من أجل أغراض شخصية، أحيانًا تتعلق بالعلاقات الغرامية، إذ يكمل
المجرم هنا جريمته، مستخدمًا علاقاته ببعض الصحفيين ممن للأسف يقيمون علاقاتهم من
خلال الهاتف دون التدقيق في المصادر، ويستخدمهم المجرم وسيلة إعلامية للتشهير
من خلالها ببعض الأشخاص ممن يريد ابتزازهم أو تهديدهم، حيث أرسل لهم خبرًا بصور وأخبرهم
أنها قضية مضبوطة، مدعيًا أنه ضابط بقطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية باسم
شهرة محمود جمال.
.. وفي السطور التالية نروي قصة فتاة وقعت هي وأسرتها في
براثن نصاب كشر عن أنيابه لهم، لمجرد أنهم كشفوه، فكان التشهير بهم وبسمعتهم من
خلال بعض الصحف جزاءهم،
الأمر الذي دققنا فيه من خلال لقائنا أسرة هذه الفتاة التي أشاع الضابط المزيف أنهم
مقبوض عليهم، في اللحظة ذاتها التي حرر فيها والدها محضر نصب وتشهير ضده حمل أرقام 6154 لسنة 201 و8531 تشهير وسب وقذف و8319
تشهير و6512 نصب وبيع شقة.
قصة الفتاة
قالت الفتاة التى تدعى "حسناء أحمد تعلب"، 30
سنة، موظفة بإحدى شركات الكهباء بالإسكندرية، لـ«الهلال اليوم» إنها تعرفت على
الضابط منذ 3 أعوام بمقر عملها بشركة كهرباء فرع الإسكندرية، وعرف نفسه بأنه ضابط
ويريد معرفة بيانات أحد عدادات فيللا مهجورة، لكنها رفضت، فدخل إلى المدير الذي
كان في هذه الأثناء والدها، وبدأت من هنا المعرفة لمدة عام ونصف العام، إذ تقدم
لخطبتها، وجاء بأسرته (خالته وعمه) وأخبر أسرة الفتاة أن والديه متوفيان ولديه أشقاء
بالسعودية، واتصل بهم لزيادة اطمئنانهم، وباركوا لهم.
واستكملت حسناء حديثها، قائلة إنها كأية أسرة مصرية
توجهت بعد خطوبتها هي وأسرتها إلى مكان إقامة أسرة الضابط المزيف بفيصل، مما زاد
اطمئنانهم، إلى جانب أنها توجهت رفقة أسرتها لحضور إحدى حفلات افتتاح كافيه موجود
بطريق الإسكندرية الصحراوي (يمتلكه صديق الضابط المزيف، اسمه حليم)، إلى جانب أنها
قامت هي وأسرتها بتفقد الشقة التي ستكون عش الزوجية بمنطقة المعادي، والتي أخبرهم أنها
تمليك، الأمر الذي جعل والدها يعطيهما شقة شقيقها في الإسكندارية (تمليك) باعتبار أن
شقة المعادي مستقبليًّا ستصبح لأخيها.
كشف الحقيقة
وأضافت حسناء أن الحال استمرت هكذا، حتي فوجئت بصور
ورسائل يرسلها إليها (حليم) صديق الضابط المزيف، ويخبرها فيها أن خطيبها ضابط مزيف،
وعندما واجهته أخبرها أنه كذاب وقام بعرض فيديو وصور لها تؤكد أن حليم محبوس في
السجن بسبب تزوير إيصالات أمانة، الأمر الذي جعله يشوه سمعته أمامها، للانتقام منه،
كما عرض عليها تسجيلًا صوتيًّا له يكلم فيه حليم داخل زنزانته بقسم شرطة، ويؤكد
فيه أنه مقبوض عليه، وكذلك صور له وهو موجود بالزنزانة، الأمر الذي جعلها تصدق روايته،
ولكن كان لديها بعض الشك الذي زاد حينما توجها معًا إلى الصعيد لزيارة بلدتها حيث
والدها أصيب في حادث في ذلك الوقت في أثناء سفره.. وظل ماكثًا عندهم لمدة أسبوع في
الوقت الذي كانت في انتخابات الرئاسة وجميع الضباط في خدمات. وكعادته أخبرها بأن قائده
تركه وغطَّي عليه، ثم طلب منها أن تقوم بأخذ قطعة آثار، لتهريبها إلى القاهرة، فرفضت.
وفي أثناء عرض فيديو القطعة الأثرية لأحد أقاربها وهو يقوم بإعدادها، لإقناعها، أخذت
منه الهاتف وتفقدت ما به وشاهدت صورًا عارية لفتيات كان يقوم بتصويرهن لابتزازهن،
وغيرها من الأمور التي وسعت دائرة الخلاف بينهما، وخوفًا على والدها لم تبلغه بأنها
تريد فسح الخطبة، لمرضه، وانتظرت لحين إعفائه.
الضابط
المزيف يكشر عن أنيابه
وأكدت الفتاة المخدوعة أنها لم تكن تعلم أن رفضها حمل الآثار،
ورفضها قبل ذلك مدّه ببيانات عن قياسات أرضية من خلال عملها بشركة الكهرباء
والتورط معه في أي عمل إجرامي، سيكشف عن مصائبه وتكون الشرارة التي تجعله يختفي، حيث
إنها فور نزولها وأسرتها إلى الإسكندرية لم يأتِ إليهم، وأخبرهم أنه في مأمورية، لحين
اكتشافهم سرقة مصوغات والدتها الذهبية (900 جرام) وبعض محتويات شقتهم، مشيرة إلى أنها
رغم عدم شكها فيه، فإن معاينة المباحث أكدت أن السارق فتح الشقة بمفتاحها، وهنا
تذكرت أن الضابط المزيف كان يأخذ من والدتها شفرة الأسانسير التي كان بها مفاتيح
شقتهم وعمل نسخة عليها واستولى على متعلقاتهم، فأسرعت هي وأسرتها لتحرير محاضر ضده،
وفجأة وجدت خبرًا منشورًا بالعديد من المواقع بصورها وأشقائها بعنوان (القبض على
ثلاث سيدات بتهمة تزييف وتزوير عملة والنصب على المواطنين).
كشف الحقيقة
وأضافت حسناء أن كل هذه الشكوك دفعتها سريعًا للذهاب إلى
مكان إقامة أسرته التي زارتهم لخطبتها، وقامت وأسرتها بزيارتهم، فلم يجدوا لهم
مكانًا، وصاحب العقار أخبرهم أن المكان كان مستأجرا لبعض الأشخاص وتركوا الشقة من
سنة تقريبًا.
وعندما توجهت الأسرة إلى شقة المعادي التي أوهمها أنها
تمليك وستكون شقة الزوجية، عرفت أنها إيجار، الأمر الذي جعلها تسرع بمعرفة بياناته
من وزارة الداخلية، فأخبروها أنه ليس هناك ضابط بهذا الاسم، وبدأت تبحث حتي عثرت
على حقيقته كاملة، حيث إنه يدعى محمود شحاتة أبو سريع عطية، مقيم بدائرة مركز أوسيم،
حاصل على دبلوم، مشيرة إلى أنها بعدما عرفت بيانات إقامة أسرته، توجهت إليهم، فأخبروها
بأنهم لم يعرفوا عنه أي شيء منذ 4 أعوام، وأن المباحث تطارده، وكلما يأتوا ليقبضوا
عليه لم يجدوه، وتأكدت أن بياناته مخالفة للبيانات المزوة بكارنيه نقيب الشرطة الذي
يحمله، تلك البيانات التي أمدهم بها (محمود عبد اللاه محمود صبرة) نفس الاسم الذي
باع به شقتها التي أعطاها لها والدها للزواج بها بالإسكندرية، والموجود بكارنيه ضابط
الشرطة المزيف الذي يحمله.
فضلًا
عن قيامه ببيع شقتها التي كان قد أعطاها له والدها للعيش فيها بعد زواجهما بعقود
مزروة، فوجئوا بتحرير محاضر ضدهم بإيصالات أمانة غير معروف القائم بها.
وفي
النهاية، اختتمت الفتاة حديثها بأن لديها يقين أن العدالة ستثأر لها وتضبط هذا
النصاب الذي وصفته بأنه قد يكون متزعم عصابة (مافيا) للنصب على المواطنين، وأنها
سترفع قضايا على كل المواقع التي نشرت الخبر دون أن تتيقن منه، ممن استغلهم هذا
النصاب في التشهير بهم.