أكد رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء)
لي كه تشيانج، التزام بلاده الدائم بدعم عمل الأمم المتحدة، مع مواصلة الوفاء بالتعهدات
الدولية وأن تكون من بناة السلام العالمي والمساهمين في التنمية العالمية والمدافعين
عن النظام الدولي.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس مجلس الدولة الصيني مع
الرئيسة المنتخبة للدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة "ماريا فرناندا اسبينوزا"
في منتجع "بيدايخه" الساحلي بمقاطعة "خبي" شمالي الصين.
وقال تشيانج إن الصين، باعتبارها عضوا مؤسسا
للأمم المتحدة وعضوا دائما في مجلس الأمن وأكبر دولة نامية في العالم، تدعم بقوة سلطة
الأمم المتحدة ودورها في لعب دور مركزي في الشؤون الدولية، مضيفا أن الصين تشارك بشكل
شامل وعميق في عمل الأمم المتحدة في مجالات مثل السياسة والاقتصاد والمجتمع والتنمية
وعمليات حفظ السلام.
وتابع تشيانج أنه خلال أكثر من 70 عاما منذ إقامة
الأمم المتحدة، تم الحفاظ على السلام العالمي بوجه عام وإخراج أكثر من مليار شخص من
الفقر، كما انطلقت المزيد والمزيد من الدول على طريق التنمية والرخاء.
وأشار إلى أن هذه الانجازات تتعلق بشكل وثيق
بالعولمة وتعدد الاقطاب، كما أنها لا تنفصل عن جهود الدول من أجل تدعيم التعددية والمواجهة
المشتركة للتحديات، قائلا: "خلال الوضع الدولي الحالي، نحتاج إلى عالم متعدد الأطراف
أكثر من ذي قبل. وكل الدول يتعين أن تحمي النظام الدولي الذي يرتكز على القواعد، وأن
تلتزم بهدف ومباديء ميثاق الأمم المتحدة، وأن تصر على حل الخلافات عن طريق الحوار والتشاور".
ودعا تشيانج كافة الدول إلى الحفاظ على القواعد
الأساسية لمنظمة التجارة العالمية، ودعم وتحسين نظام التجارة الحرة، وتعزيز تحرير التجارة
والاستثمار وتسهيلهما، مشددا على ضرورة تدعيم الديمقراطية وحكم القانون في العلاقات
الدولية ومعارضة الحمائية.
واعتبر تشيانج أن المنظمات الدولية مثل الأمم
المتحدة ومنظمة التجارة العالمية تحتاج بالفعل إلى تحسن وإصلاح، وبالرغم من ذلك، فإن
الإصلاح لا يعني التخلي عنها كلها بل يجب أن ينفذ الإصلاح على أساس حماية النظام الدولي
فيما بعد الحرب العالمية الثانية وحماية ميثاق الأمم المتحدة والمباديء الأساسية مثل
التجارة الحرة.
ومن جهتها، قالت الرئيسة المنتخبة للدورة الـ73
للجمعية العامة للأمم المتحدة "ماريا فرناندا اسبينوزا" إن الأمم المتحدة
تولي أهمية عظمى لعلاقاتها مع الصين، مشيرة إلى أن السبب في أن الصين هي أول وجهة لها
بعد انتخابها هو أنها رأت دور الصين المهم في تعزيز التعددية واسهاماتها العظيمة في
دعم عمل الأمم المتحدة.
وأضافت اسبينوزا أن الأمم المتحدة ترغب في العمل
مع الصين وبقية العالم للحفاظ على نظام دولي يعتمد على القواعد، وتدعيم التجارة الحرة
في إطار القانون الدولي ومنظمة التجارة العالمية، وتدعيم عولمة اقتصادية شاملة ونافعة
للجميع، والعمل مع كل الأطراف لمواجهة التحديات وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية
والرخاء على المستوى العالمي.
وكانت ماريا فرناندا اسبينوزا انتخبت رئيسة للدورة
الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو الماضي، وستبدأ فترة عملها التي تستمر
لعام واحد في سبتمبر القادم.