رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


75 سنة من العلاقات المصرية الروسية.. أصدقاء الأوقات الحرجة.. وخبير: يوجد تطابق وجهات نظر حول القضايا الإقليمية المركزية

26-8-2018 | 17:40


انتصاف العقد الثامن للعلاقات المصرية الروسية لا يجعلها العلاقات الأقدم في تاريخ الدبلوماسية المصرية، فلمصر علاقات أقدم مع العديد من الدول ولكن خلال تلك الفترة يمكن اعتبار روسيا خلال الـ75 عاما الماضية صديقة الأوقات الحرجة، وفقا لتقرير خاص نشرته وكالة أنباء /سبوتنيك/ الروسية.

ولفت التقرير إلى الشواهد التاريخية التي تؤكد على متانة العلاقات بين البلدين ، مستشهدا بما جاء في نص الإنذار الذي وجهه الاتحاد السوفيتي لدول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 "تجد الحكومة السوفياتية نفسها مضطرة إلى لفت نظركم إلى الحرب العدوانية التي تشنها بريطانيا وفرنسا ضد مصر والتي لها أوخم العواقب على قضية السلام ، ترى كيف كانت بريطانيا تجد نفسها إذا ما هاجمتها دولة أكثر قوة تملك كل أنواع أسلحة التدمير الحديثة ؟ هناك دولة الآن لا يلزمها إرسال أسطول أو قوة جوية إلى سواحل بريطانيا بل يمكنها استخدام وسائل أخرى مثل الصواريخ ، إننا مصممون على سحق المعتدين وإعادة السلام إلى نصابه في الشرق الأوسط عن طريق استخدام القوة ، إننا نأمل في هذه اللحظة الحاسمة أن تأخذوا حذركم، وتفكروا في العواقب المترتبة على ذلك".

الإنذار السوفيتي الذي اشتهر باسم إنذار بولجانين صدر في الخامس من نوفمبر 1956 وكان تأثيره كالسحر ، إذ أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وقف الحرب في السابع من نوفمبر أي قبل انقضاء 48 ساعة عليه بينما لم تتوقف موسكو عن تهديدها وتأكيد موقفها حيث نشرت وكالة (تاس) الرسمية بيانها الشهير الذي أكد أن قيادة الاتحاد السوفيتي تؤكد أنه في حال عدم سحب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لقواتها من الأراضي المصرية فإن الهيئات السوفيتية لن تتردد في السماح بالسفر للمتطوعين من المواطنين الروس للقتال إلى جانب الشعب المصري ودعمه في نضاله من أجل الاستقلال.

فالموقف السوفيتي بالنسبة لدولة حديثة الاستقلال تواجه قوتيين عظميين ، كان بمثابة طوق نجاة من أزمة كانت لتعيد مصر إلى ما قبل الاستقلال .. وحصل هذا فيما كانت العلاقات بين القاهرة وموسكو والتي بدأت رسميا في 26 أغسطس 1943 ، حديثة للغاية فلم يكن مر عليها 15 عاما ولكن هذا الموقف جعلها أمتن من علاقات أخرى ضاربة في القدم.

وربما كان موقف موسكو إلى جانب مصر هو الأقوى لكنه لم يكن الموقف الوحيد الذي ساندت موسكو فيه القاهرة في ظل أزماتها ، ففي كل مرة كانت تواجه مصر تعنتا وضغوطا من الغرب كان يأتي الدعم من الشرق سواء بقبول موسكو توريد السلاح لمصر مقابل القطن عام 1955، أو بتوجيه قيادة موسكو الأوامر لسفن القمح للتوجه إلى ميناء الإسكندرية لمواجهة منع القمح الأمريكي عن مصر عام 1964.

ولكن إعادة تسليح وبناء الجيش المصري في أعقاب حرب 1967 كان الأبرز في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو، فعلى مدار ست سنوات تمكن الجيش المصري من استعادة قدراته القتالية وإتمام استعداده لخوض حرب تحرير سيناء بدعم غير محدود من مخازن الجيش السوفيتي ، حتى اعتبرت حرب أكتوبر 1973 حربا ليس فقط بين مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى بل بين السلاح الروسي والسلاح الأمريكي الذي حارب به الجيش الإسرائيلي كانت الحرب علامة فارقة في دور وسائل الدفاع الجوي الروسي وخاصة صواريخ سام 6 وسام 7 في مواجهة طائرات الفانتوم الأمريكي وقتها.

وشكلت العلاقات بين القاهرة وموسكو في خمسينات وستينات القرن العشرين تحالفا صلبا في مواجهة القوى الاستعمارية، واعتبرت موسكو ملاذا للقاهرة ضد ضغوط واعتداءات الغرب.

كما شهدت زيارات السيسي منذ أن كان وزيرا للدفاع ترحيبا روسياً خفف الضغوط عن القاهرة ، واستمرت تلك الزيارات بعد توليه الرئاسة ولكن مع المزيد من التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري والذي انتقل إلى مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية مشروع بناء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة بمصر، وإنشاء منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في إشارات واضحة إلى عودة التعاون بين البلدين لمستوى التحالف الاستراتيجي.

ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق النائب في البرلمان محمد العرابي أن العلاقات المصرية الروسية تعبر بالفعل حاليا عن تحالف استراتيجي.

وقال العرابي ، في تصريح لوكالة سبوتنيك ، "يمكن بالفعل اعتبار العلاقات المصرية الروسية حاليا تحالفا استراتيجيا ، فحجم التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري يرتقي بالفعل لهذا المستوى ، كذلك تطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المركزية يعبر عن مستوى راق من التحالف، كذلك تقدير مصر لمكانة روسيا في الشرق الأوسط".

وأضاف : "أعتقد أن آفاق العلاقات المصرية الروسية حاليا أرحب حتى من فترة الستينات ، فبداية العلاقات المصرية الروسية كانت في ظل الاتحاد السوفيتي والذي كانت تتحكم في علاقاته الخارجية الاعتبارات العقائدية والإيديولوجية، أما الآن فروسيا أكثر مرونة في العلاقات الخارجية بعد أن تحررت من الاعتبارات العقائدية، وأصبحت المصالح المشتركة والتعاون والشراكة أساس العلاقات والتحالفات، وهو ما يدعم العلاقات بين بلدين يحتاج كلا منهما للآخر".