قال أمينور رحمن كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، إنه قد حان الوقت كي تركز مصر على زيادة الإنتاجية والتي تعد الجيل التالي من الإصلاحات التي تنفذها الحكومة المصرية بالفعل.
وأضاف رحمن - خلال مؤتمر يورومني 2018 الذي عقد، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان (الاقتصاد المصري بين السرعة والمرونة) - : "أن هناك طريقتين لكي يصبح الاقتصاد الناشئ أكثر إنتاجية، حيث يتمثل الطريق الأول في إجراء التغيرات الهيكلية التي تنتقل فيها الموارد مثل: الوظائف لتصبح أكثر إنتاجية بعد أن كانت أقل إنتاجية، أما الطريقة الثانية فتتعلق بنمو الإنتاجية على مستوى الشركات والذي يعد مفتاح النمو المستدام للدولة".
وأوضح أن القطاع الخاص في مصر يعد من أهم الجهات الموفرة للوظائف، حيث يجب تحديد وتنفيذ الدعائم اللازمة لتحقيق الإنتاجية وتركز الفئة الأولى من هذه الدعائم على تعزيز مناخ الاستثمار بما في ذلك البيئة التنافسية، وسلاسة العمليات التشغيلية، وسهولة الحصول على مصادر التمويل المتنوعة، أما الفئة الثانية فتتعلق بالشركة على وجه الخصوص وتستهدف الارتقاء بإمكانيات المؤسسة من خلال تعزيز ممارسات الأعمال والابتكار.
وأشار إلى أن التزام مصر بالإصلاح يفتح مجالا كبيرا للحاق بالاقتصاديات المتنافسة داخل المنطقة وخارجها، مشددا على ضرورة خلق المزيد من فرص العمل والأسواق الجديدة وتقليل معدلات الفقر وزيادة معدلات الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تدخل مصر الآن عصر الجيل الرابع للثورة الصناعية.
وقال رحمن: "إن الإصلاحات الاقتصادية أدت لزيادة إمدادات الطاقة الكهربائية المتاحة للقطاع الخاص، فطبقاً لإحصائيات البنك الدولي فقد انخفضت عدد الشركات التي ترى أن الكهرباء تمثل عائقاً أمام أنشطتها لتصل إلى 18% فقط خلال العام المالي 2016 /2017 مقارنة بنسبة 39% خلال 2013 ".
وبالنسبة للإصلاحات الاقتصادية على المستوى الكلي، لفت إلى قيام الحكومة باتخاذ عدد من الإجراءات لتحسين بيئة الأعمال وجذب المزيد من الاستثمارات بما في ذلك قانون التراخيص الصناعية الجديد وقانون الاستثمار وقانون إعلان الإفلاس وتعديلات قوانين الشركات إلى جانب تأسيس وحدات لتسجيل المنقولات بما يحفز النمو وخلق فرص العمل.
وتابع رحمن: "أن قانون الاستثمار الجديد بالإضافة إلى تقديم الحوافز الاستثمارية يتضمن تقديم موافقات إلكترونية فورية من خلال الهيئة العامة للاستثمار، كما أن الإصلاحات الخاصة بقانون تسجيل الشركات وإعلان الإفلاس تستهدف تسهيل المنافسة من خلال الدخول والخروج السهل من وإلى الأسواق ويتيح قانون التراخيص الصناعية حصول الكيانات الصناعية الجديدة على الموافقات من هيئة حكومية واحدة بدلا من 11 جهة حكومية والتي كانت تستغرق 600 يوم".
وأكد أن المؤسسات الحكومية في مصر تتمتع بفرص هائلة للاعتماد على التكنولوجيا لتقديم خدمات أسرع وأكثر موثوقية لمعالجة المعوقات التي تواجه الاقتصاد مثل: البيروقراطية والفساد، حيث إن هناك أيضا حاجة لتعزيز الشفافية في القطاع العام وإدارة مخاطر الفساد.
ونوه بأن معدل الشمول المالي في مصر مازال منخفضا حيث أن 7% فقط من الشركات لديها إمكانية الوصول إلى التمويل مقارنة بنسبة 28% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقا لدراسة البنك الدولي.
وقال رحمن: "إن الاقتصاد المصري لا يزال يعتمد على المعاملات النقدية حيث إن 98% من المدفوعات تتم نقدا، لذا يجب تعزيز قدرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة على الوصول إلى التمويل..وفي الوقت ذاته، تعد التجارة الدولية والتصدير من الموضوعات الملحة للشركات من أجل تحسين مستوى إنتاجيتها ونموها".
وتابع: "أن لدينا نظرة إيجابية ومتفائلة للغاية لمصر وكذلك ننظر بكل التقدير لإمكانياتها التنافسية والإنتاجية، فالبنية التحتية القوية والتشريعات الذكية والحكومة الذكية والقوى العاملة المدربة تمثل حجر الزاوية لمستقبل مصر".