رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أسعار الفاكهة تلسع المواطنين.. التجار والفكهانية يتبادلون الاتهامات والمواطن الضحية

8-9-2018 | 14:18


- شعبة الفاكهة: الأسواق الشعبية تستغل المواطنين 

- تجار التجزئة: النقل والبنزين وراء رفع أسعار الفاكهة 

- تدشين مبادرة من "الغيط للبيت" للقضاء على الحلقات الوسيطة


من الجاني؟ .. سؤال يوجهه المواطنين إلى تجار الفاكهة بعد الزيادة غير المبررة في أسعار الفترة خلال الفترة الماضية .. الكل يتبرأ من زيادة الأسعار.. تجار الجملة يقولون نبيع بأسعار مخفظة والزيادة بسبب تجار التجزئة بينما تجار التجزئة ينفون مسئوليتهم عن الزيادة التي يعزونها الى تجاار الجملة ومصاريف النقل .. بين الطرفين يقف المواطن حائرا .. "هل أنا الجاني .. وهم المجني عليهم".

وسط هذا الأمر ظهرت دعوات لمقاطعة الفاكهة حتى تنخفض أسعارها ، فهل نجحت حملات المقاطعة في تخفيض أسعار الفاكهة أم أن الأسعار في مصر عندما ترتفع ترفض الانخفاض . 

 "الهلال اليوم" تحقق في أسباب زيادة أسعار الفاكهة بشكل مبالغ فيه، وتبحث عن المتهم في ذلك، وترصد مدى نجاح حملات مقاطعة المواطنين للفاكهة من عدمه في السطور التالية. 

قمة المثلث

اتجهنا إلى قمة المثلث، تاجر الجملة في سوق العبور الذي يعد أكبر سوق لتداول الفاكهة والخضروات في مصر لنعرف أسباب الزيادة، حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضار والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية وأحد كبار التجار في سوق العبور، أكد لنا أن المتسبب في زيادة الأسعار هو تاجر التجزئة الذي يقوم برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، في ظل عدم وجود رقابة، على السوق القطاعي.


وقال النجيب في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن أسعار الفاكهة مستقرة منذ أسبوع، ولم تشهد أي تغيرات في سوق الجملة، إلا أن تجار التجزئة يسيطرون على السوق القطاعي ويرفعون الأسعار وفقا لأهوائهم الشخصية.

وأضاف نجيب " إن الأسواق العشوائية تسيطر على السوق بشكل كبير وتتلاعب في الأسعار، لذلك يجب أن يتم إنشاء أسواق رسمية تخضع للرقابة ووزارة التموين، كما يجب أن يكون المواطن رقيب على السوق لمنع حالة الاحتكار التي يتبعها البعض.

وأشار إلى أن التجار في سوق العبور يريدون للمستهلكين والهيئات المختصة الحصول على السلع بأسعار مخفضة وبأقل بنسبة 40 إلى 50% عن تجارة الجملة.


وتابع أن هناك تراجع في حجم الفاكهة في السوق، نتيجة قلة زراعة الفاكهة في الدلتا، الأمر الذي عمل على رفع الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية، مشيرا إلى أن أبرز الفاكهة التي توجد بكميات قليلة في السوق هي الجوافة والعنب والمانجة.

وأضاف نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك سعي خلال الفترة المقبلة، إلى إنشاء منافذ، ضمن مبادرة "من الغيط للبيت"، والتي تعمل على توصيل السلع والمنتجات للمستهلكين بأسعارها وبأقل هامش ربح، مشيرا إلى أن تلك المبادرة ستضرب تجار التجزئة في مقتل.

ضلعي المثلث

فيما يرى تجار التجزئة، أن الأسعار مرتفعة عليه، حيث أنه يتحمل تكاليف نقل البضائع من أسواق الجملة وتوزيعها على السوق القطاعي، بالإضافة إلى هامش ربح، وأجرة النقل، كل هذا يكلف تاجر التجزئة ويجعله يرفع السعر عن سوق الجملة بنسبة 20%.

وقال أيمن محمد، بائع تجزئة بأحد الأسواق، إن المواطن لا يستطيع الاستغناء عن بعض أنواع الفاكهة، كالجوافة، والتي تعد فاكهة أساسية في كل منزل، رغم ارتفاع أسعارها، مشيرا إلى أن السبب الحقيقي وراء رفع الأسعار هي ارتفاع أسعار الوقود والنقل.


وعلى الجانب الأخر لضلع المثلث، بائع القطاعي، والذي وجد نفسه مظلوم في تلك الحملة، حيث أثرت بالسلب عليه، فأصبح المواطنون لا يشترون الفاكهة، حسبما قال محمد عبد العظيم، بائع فاكهة.

وأضاف عبد العظيم ، أن المواطن الفقير بالفعل لم يستطيع شراء الفاكهة، وكذلك البائع الذي يعمل "على باب الله"، أصبح لا يستطيع العيش، فكل شيء أصبح مرتفع عليه هو الأخر، مشيرا " لا نعلم من السبب في ارتفاع أسعار الفاكهة.. ولكن الذي نعلمه أن الحياة أصبحت صعبة .. فلم نرى من قبل أن يصل سعر كيلو الجوافة نحو 15 جنيها والموز 12 جنيها والتفاح البلدي 22 جنيها".

المواطن الملكوم

وأخيرا قاع المثلث والذي يمثل المواطن، فهناك جزء أصبح بالفعل لا يستطيع شراء الفاكهة، وتحولت نظرته للفاكهة كنظرته للحوم عند الجزار.. مرددا أشوفك في الجنة"، أما الجزء الثاني وهو المواطن الذي مازال يعافر من أجل ملاحقة الأسعار، فاكتفي بشراء القليل من الفاكهة..هذا ما رصدته "الهلال اليوم" في أحد الأسواق.