الرئيس يكلف الري والمحافظات بإزالة «ورد النيل».. وخبراء: يهدر 500 مليون متر مكعب مياه سنويا.. وتوجيهات «السيسي» تدفع لمضاعفة الجهود المبذولة لمكافحته
عباس شراقي: توجيهات الرئيس تدفع
لمضاعفة الجهود لمواجهة ورد النيل
خبير: ورد
النيل يستهلك 500 مليون متر مكعب مياه سنويا.. وتوجيهات الرئيس في محلها
برلماني:
تكليفات الرئيس بشـأن إزالة ورد النيل ستؤدي للمزيد من الاهتمام
مع تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي
لوزارة الري والمحافظات بإزالة ورد النيل، أجمع خبراء على أهمية تلك الخطوة نظرا
لإهدار هذا النوع من النباتات للمياه، مؤكدين أن ورد النيل يؤدي لإهدار نحو 500
مليون متر مكعب مياه سنويا فضلا عن تسببه في إعاقة حركة الملاحة النهرية والصيد،
موضحين أن وزارة الري تعمل على مكافحته وتوجيهات الرئيس تدفع لمضاعفة الجهود.
كان
الرئيس السيسي قد وجه، اليوم، وزارة الري والمحافظات بضرورة إزالة الأعشاب
وورد النيل، الذي ينمو على سطح المياه ويستهلك كميات كبيرة منها، وذلك خلال
افتتاحه للمرحلة الأخيرة من مشروع الطريق الدائري الإقليمي، وعدد من المشروعات.
وقال
الرئيس إنه كان من المفترض أن تتم إزالته على مدار السنوات الماضية لتظل شبكة الصرف
بكفاءة عالية ولا نستهلك قدرًا كبيرًا من المياه، مضيفا أن هناك أكثر من 50 ألف كيلو
من الترع والمصارف في مصر وبالتالي لا يمكن للمحافظين والمسؤولين والمواطنين على مستوى
الدولة السماح بوجود مثل تلك الزراعات التي لا جدوى أو استفادة منها وتستهلك كميات
كبيرة من المياه نحن بحاجة لها.
مضاعفة الجهود
الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد
المائية بمعهد بحوث الدراسات الإفريقية، قال إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي
اليوم بشأن تطهير مجرى النيل والترع والمصارف من ورد النيل هو دفعة لمزيد من
الاهتمام بمشروعات التطهير من هذه الزراعات والنباتات المائية التي تستهلك كمية ضخمة
من المياه ومضاعفة الجهود المبذولة لمواجهة ورد النيل.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن ورد النيل
هو نبات مائي مرتبط بمجرى النهر موجود في مصر وكافة دول حوض النيل وهو أحد مصادر
فقد جزء كبير من مياه النيل لكون نبات شره للمياه والاستفادة منه ضعيفة، مضيفا أن
تطهير الترع والمجاري المائية منه تكون بتقليل انتشاره ومحاولة الاستفادة منه في
صناعة الأعلاف والورق.
وأكد
شراقي أن تطهير مجرى النيل منه سيعمل على توفير المياه لأنه يستهلك كمية ضخمة منها
كما أنه يعوق حركة الملاحة والنقل النهري، مضيفا أن مصر تعمل على طرق كل الأبواب
للحفاظ على المياه منها تقليل هذه النباتات بطريقة ميكانيكية وليست كيميائية
لخطورتها.
وأشار إلى
أن مصر لديها مشروعات بالفعل في هذا المجال مع دول المنابع منها مع أوغندا لتطهير
بحيرة كيوجا من ورد النيل والمعوقات بتكلفة 20 مليون دولار.
إهدار 500
مليون متر مكعب مياه
واتفق معه، الدكتور نور أحمد عبد
المنعم، الخبير بمركز مياه الشرق الأوسط، قائلا إن وزارة الري تعمل على مواجهة ورد
النيل وتطهير وتوسعة المجاري المائية لكن العائق أمامها في الميزانية والأرصدة
المالية المخصصة لهذه المشروعات، مضيفا أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم
بشأن إزالة ورد النيل جاءت في محلها وتمثل بداية لمضاعفة الميزانيات المخصصة لبذل
جهد أكبر في هذا المجال.
وأكد في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن ورد النيل نبات يستهلك سنويا نحو 500 مليون متر مكعب من المياه،
ومصر تعاني من نقص في المياه وتعمل على زيادة مواردها وليس استهلاكها، مضيفا أن
هذا النبات هو وسيلة مهدرة للمياه وتعيق حركة الملاحة النهرية والصيد وتصريف المياه
إلى القنوات والترع.
وأضاف عبد المنعم أن ورد النيل دخل
إلى مصر منذ حكم محمد علي باشا لزراعته في الجنائن والحدائق لكنه تسرب إلى المجاري
المائية، مشيرا إلى أن هذا النبات يتصف بكونه كثيف الاستهلاك للمياه وسريع النمو
والامتداد ويعمل على حجب الشمس عن أسفل سطح المياه مما يسبب في إهدار الثروة
السمكية وكذلك غلق البوابات والمنافذ للمجاري المائية وإعاقة حركة الملاحة.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل على
مقاومته وكذلك دول حوض النيل حيث تتعاون مصر مع دول حوض النيل لإزالته كما تم في
بحيرة فيكتوريا، موضحا أنه بعد أن تسبب هذا النبات في إغلاق منافذ البحيرة أرسلت
وزارة الري المصرية كراكات مصرية لتطهيرها لتسببه في هر المياه والثورة السمكية.
المزيد من
الاهتمام
ومن جانبه، قال رائف تمراز، وكيل
لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن مكافحة ورد النيل أمر ليس معقدا إنما يحتاج إلى
إستراتيجية مكملة إلى جانب عمليات التكريك التي تنفذها وزارة الري، مضيفا أن تكليف
الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزير الري والمحافظات بإزالة ورد النيل دفعة للمزيد من
الاهتمام.
وأوضح تمراز، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المجال في تطهير المجاري المائية مكلف للدولة
لكنه يحتاج إلى خطوات أخرى عن طريق تعيين عمال بحارين لإزالة ورد النيل يدويا بعد
عمل الحفارات والكراكات، مضيفا أن هذا النوع من النباتات شديد التكاثر وبقاء وردة
واحدة منه سيؤدي لإهدار كل جهود مكافحته.
وأكد أن تقسيم المصارف ومجرى النيل
إلى مساحات وتعيين عمال بأجور بسيطة على كل جزء تكون مهمته إزالة ما تبقى منه
يدويا بعد التكريك، سينهيه تماما، واصفا الافتتاحات الجديدة اليوم للدائري
الإقليمي والكباري بالمحافظات بأنها خطوات مهمة لنهوض مصر وتطوير بنيتها التحتية.