قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن أزمة لبنان لا تقتصر على عدم تشكيل حكومته حتى الآن، وإنما تشمل سوء الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، فضلا عن الانقسام السياسي العميق.. مشددا على أن الأمر يتطلب التضامن والتوافق بين الجميع والإدراك العاقل للمشكلات الوطنية والإرادة المخلصة في الوصول إلى حلول لها.

وأشار مفتي لبنان – في كلمة له اليوم بمناسبة بدء العام الهجري الجديد – إلى أن الوضع يقتضي التحلي بالمسئولية والحكمة، في ضوء أن المسئوليات كبيرة وتتسم بالخطورة إلى جانب التخلي عن حالة التشبث الشديد بالمواقف التي تصل إلى حد التعاند.. لافتا إلى أن "الإصرار الحقيقي أو الموهوم على الصلاحيات، لا يفيد، لأنه عندما يتهدد النظام لا تعود هناك قيمة للصلاحيات أو المرجعيات".

وأعرب المفتي دريان عن تخوفه من استمرار التناحر السياسي في ظل الأوضاع الراهنة التي يشهدها لبنان والتي وصفها بأنها "مخيفة".. محذرا في ذات الوقت من خطورة "الاستهتار بالمصائر الوطنية والتي بلغ حدها أن يتحدث أناس عن تغيير الموقع الاستراتيجي للبنان".

وأكد أن لبنان لديه وثيقة وفاق وطني (اتفاق الطائف) ودستور وأن اللبنانيين "ليسوا غنما لكي يتصرف هذا الفريق أو ذاك بهويتنا وانتمائنا".. مشددا على أن الوعي والإحساس بالمسئولية الوطنية ضروري جدا في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد.

وتوجه مفتي لبنان بالتحية إلى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري "لأنه لا يشارك في الصراعات الكلامية الدائرة حاليا والتي لا تفيد إلا زيادة في الشقاق".. مشيرا إلى أن الحريري ينبغي أن يظل على إصراره في تجاوز الحالة الطائفية إلى المستوى الوطني.

ودعا المفتي إلى ارتقاء جميع اللبنانيين إلى المستوى الوطني، وإلا سيصيب الضرر الجميع دون استثناء وستكون هناك خسائر كبيرة.. مؤكدا أنه يؤيد ابتعاد رئيس الوزراء المكلف عن الإثارة وسعيه إلى الوفاق والتوازن والنهوض الوطني، وهو الأمر الذي يجب أن تتشكل عليه حكومته لتكون حكومة اللبنانيين جميعا.