كشفت وثائق عسكرية بريطانية ترجع إلى الحرب العالمية الثانية أن الاستخبارات البريطانية الداخلية "إم آي 5" كانت تستخدم الفئران لاختبار السيجار الذي كان يدخنه رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل، خوفا من مخطط نازي محتمل لتسميم السيجار، الذي كان يُهدى لتشرشل. 

ووفقا لما نقل كتاب نُشر حديثا تحت اسم "العميل جاك" للكاتب روبرت هيوتون، عن الوثائق، فقد استخدم البريطانيون أيضا هرة (قطة) من أجل التأكد من سلامة اللحوم قبل إرسالها إلى رئيس الوزراء.

وذكر الكتاب أنه كانت ثمة مخاوف لدى البريطانيين من إخفاء مواد متفجرة داخل الهدايا المرسلة إلى مقر رئاسة الحكومة البريطانية في داونينج ستريت بلندن، لا سيما مع لجوء النازيين إلى مثل تلك التكتيكات بالفعل، وإخفاء قنابل في عبوات الطعام المُعلب، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية عن الكتاب. 

لكن السيجار كان أكثر ما ركز عليه الخبراء الأمنيون عند استعراض المخاطر التي تواجه تشرشل، الذي كان مدخنا شرها للسيجار، إذ رأى رئيس قسم مكافحة التخريب في "إم آي 5" فيكتور روتشيلد أنه سيكون "من السهل للغاية" طلاء أحد طرفي السيجار بالسيانيد أو سم البوتولين، أو حتى زرع قنبلة ضئيلة الحجم داخل السيجار تنفجر بإشعاله.

وقال هيوتون إن "الشيء الأكثر أمانا كان تدميره جميعا"، في إشارة إلى السيجار المُهدى لتشرشل، مضيفا: " لكن تشرشل كان ميالا بشكل كبير لاستهلاكها"، الأمر الذي اضطر معه روتشيلد إلى إجراء أشعة إكس على عبوات السيجار، ثم أخذ عينه وطحنها في محلول ملحي وحقن الناتج في جسد الفئران لاختبارها.