رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في بداية العام الهجري.. فضيلة الإمام الطيب: الأزهر على طريق التقدُّم العِلمي والثقافي.. ورسالتي لأبنائي: نشر الوعي بوسطية هذا الدِّين

11-9-2018 | 10:42


في رسالة لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر..

الإمام الأكبر:

- الأزهرَ جامعًا وجامعةً خَطَا خُطواتٍ واسعة على طريق التقدُّم العِلمي والثقافي

- عمائمُ الأزهر أصبحت حاضرةً في كافَّة المحافل لتوعية الناس وتبصيرهم بمعرفة صحيح الدِّين

- تخصيص اليوم الأول للعام الدراسي للتأكيد على قيم الوسطية والمواطنة والتعايش

- يجب أن يكون هناك تواصلٌ حقيقي فعَّال بين الأساتذة والطلاب وإتاحة مساحة كافيةٍ من حُريَّة النِّقاش

- العالم أجمع ينظرُ إلى الأزهر وأبنائه نظرةَ تقديرٍ وإجلالٍ واحترامٍ ويُعول عليهم كثيرًا في نشر رسالة التعايش والمحبَّة والسلام

وجه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء، رسالة تهنئة إلى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، والاستعداد لبداية العام الدراسي الجديد.

وأشار فضيلة الإمام الأكبر في رسالته إلى أنَّ الأزهرَ جامعًا وجامعةً خَطَا خُطواتٍ واسعة - بفضلِ الله وكرَمِه - على طريق التقدُّم العِلمي والثقافي، ومجال الوعظ والإرشاد، وإيصال رسالته السمحة التي هي رسالة الوسطية والتعايش والسلام، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وأضاف إنه "بفضل الله وبجهود أبنائه المخلصين من أمثالكم أصبحت عمائمُ الأزهر حاضرةً في كافَّة المحافل، وفي المدارس ومراكز الشباب والجامعات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، بل والمقاهي الثقافية؛ ممَّا كان له أعظمُ الأثر في توعية الناس وتبصيرهم بمعرفة صحيح الدِّين، وإحياء الشعور الصادق لديهم بالانتماءِ للوطن والتيقُّظ لما يُحاك له في الداخل والخارج".

وتابع فضيلته: "إن كان لي من نصيحةٍ لأبناء الأزهر من السادة العُمَداء وأعضاء هيئة التدريس ومُعاونيهم فهي: أن تُخصِّصوا اليومَ الأول من العام الدراسي الجديد لنشر الوعي بوسطية هذا الدِّين، وأهميَّة التسامح والسلام المجتمعي وتحمُّل الطلاب - على مختلف أعمارهم - المسئوليةَ تجاه دِينهم ووطَنِهم وأمَّتهم، والتأكيد على قِيَمِ المواطنة والتعايش المشترك في نفوس بناتنا وأبنائنا الطلاب".

وشدد الإمام الأكبر على ضرورة "أن يكون هناك تواصلٌ حقيقي فعَّال بين الأساتذة والطلاب، وإتاحة مساحة كافيةٍ من حُريَّة النِّقاش معهم والاستماع إليهم وتوعيتهم؛ حتى لا يُختَطَفون منكم إلى تيَّاراتٍ وأفكار ومذاهبَ غَرِيبةٍ عن الأزهر ومَناهجِه، تتربَّصُ بهم، وتُعِدُّ الخططَ لاصطيادهم من أوَّل يومٍ في الدِّراسة، فهؤلاء الطلابُ إخوتكم وأبناؤكم، وأمانةٌ في أعناقكم تُسألون عنها أمام الله يومَ القيامة، على أن يكون هذا منهجكم الذي تلتزمون به طوال العام الدراسي".

ودعا "إلى الحزم الشديد في التزام الأساتذة بمواعيد المحاضرة واحترام وقت هؤلاء الطلاب، والوفاء بأمانةِ الأزهر ومنهجه التعليمي والأخلاقي، واستشعار الوفاء ورد الجميل لأزهركم الشريف، الذي لم يَبخل يومًا عليكم، ولا يزال يَعملُ ليلَ نهارَ من أجل دعمِكم والرُّقي بكم، ولوطنكم العزيز الذي نفخر جميعًا بالانتماء إليه، ونسعد بتقدمه ورقيه ورفعته، ولأمتكم الإسلامية وللعالم أجمع الذي ينظرُ إلى الأزهر الشريف وعلمائه وطلابه وخرِّيجيه نظرةَ تقديرٍ وإجلالٍ واحترامٍ، ويُعول عليهم كثيرًا في نشر رسالة التعايش والمحبَّة والسلام".

وأكد الإمام الأكبر ضرورة "تدريب الطلاب على احترام المعلم والأستاذ، والالتزام بأخلاق طُلاب العلم الحقيقيِّين، وغرس الانتماء لمنهج الأزهر الذي حَفِظ اللهُ به الأمَّةَ على مَدارِ أكثر من ألفِ عام، ولا تَترُكوا الطلابَ يُستَدرَجوا للتعلُّم في مراكزَ أجنبيَّةٍ تعملُ جاهدة لهدم الأزهر واستهداف ما يَزرَعُه فيهم من قِيَمٍ حميدةٍ، واستبدالها بثقافةِ التشدُّد والتطرُّف التي هي بعيدةٌ كُلَّ البُعدِ عن رسالة الأزهر ومناهجه".

واختتم فضيلته الرسالة مطالبا أعضاء هيئة التدريس ومُعاونيهم بأن يكونوا الأنموذجَ والقُدوةَ في الالتزام والتحدُّث باللغة العربية الفُصحَى، والأمانة في شغل عقول الطلاب بالعلم والتعلُّم وحُسن الأدب والرِّفق بهم واحتضانهم.. وكونوا دائمًا لهم القُدوةَ والمثَلَ في السلوك والعمل والانضباط".