حوار: طاهــر البهــي
بدأت حياتها الصحفية مبكرا أثناء دراستها الجامعية، عملت في عدد من الصحف والمجلات، لكن حب الكاميرا سرقها من صاحبة الجلالة عندما تقدمت إلى العمل كمذيعة في قناة النيل للأخبار، استطاعت خلال سنوات قليلة أن يكون لها أسلوبها المميز، قادرة على الحوار والمراوغة كثعلب ناعم الفراء حاد الذكاء، تتميز بقدرتها الفائقة على اختيار ضيوفها والوصول إليهم مهما كانت الصعوبات.
رانيا هاشم، مذيعة نشرات الأخبار وبرنامج صباح الخير يا مصر على التليفزيون المصرى، انتقلت من ماسبيرو الذي لمعت فيه إلى شاشة العاصمة، وأكدت أنها ما زالت ممتنة لكل من ساعدوها رغم اختفائهم عن الأضواء والساحات.
وإليكم الحكاية:
تقول رانيا: كنت طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فوجئت باختياري لإجراء حوار مع وزير الداخلية وكان وقتها اللواء حسن الألفي، وكانت المفاجأة أنني نجحت في الوصول إلى مكتبه وأجريت معه حوارا غاية في الصراحة والتصريحات الحصرية، وبعد نشر الحوار في مجلة الجامعة، علمت أن له أصداء واسعة أقام عميد الكلية إثر ذلك تكريماً لى وهو نفس الشىء الذي فعلته وزارة الداخلية ما جعلنى أتذوق طعم النجاح لأول مرة في هذه السن المبكرة، وللمفارقة أنه تكريم جاء قبل أن أبدأ حياتي المهنية أو أخطو أولى خطواتي الفعلية في دنيا الصحافة والإعلام، فالطبيعي أن نتخرج ثم نعمل ثم ننجح ثم – بعد سنوات – نحصل على تقدير، ولكن معي اختصر القدر المشوار ليمنحنى النجاح مبكرا وهذا ما زاد من مشقة الخطوات التالية.. هذا ما يحدث مع من هم على موعد مع النجاح.
وتذكر رانيا دور أستاذ الصحافة اللامع د. فاروق أبوزيد الذي كانت لديه القدرة الفائقة على اكتشاف المواهب، فقد جاء موعد التدريب العملي في أحد المطبوعات الصحفية وكانت الفرصة التي تقدمها الكلية لعشرة طلاب ما بين صحف الأهرام والأخبار ومجلات روز اليوسف وصباح الخير ودون تفكير اخترت روز اليوسف، وكان أساتذتي هم: عادل حمودة ومفيد فوزي، وفوجئت بتحقيقاتي وحواراتي تنتشر على صفحات روز اليوسف، واستفدت من مصادري التي اكتسبتها من وزارة الداخلية، وتوسعت شبكة مصادري وعلاقاتي، ولم أكتف بما أنشره في "روزا " بل أصبح لي مقال في مجلة أكتوبر بعنوان "سؤال لمسئول" وكان عبارة عن أن الناس ترسل لي أسئلتها للوزراء والمسئولين، وأنا أحملها نيابة عنهم، كان فيه استجابة من الوزراء وكافة المسئولين على اختلاف مناصبهم ومواقعهم.
تدخلت متسائلاً: ولكنه شكل لبرنامج تليفزيوني ناجح؟
- قالت ضاحكة: وهذا ما فعلته في ما بعد عند عملي بالتليفزيون والفضائيات فقد نفذته كبرنامج تليفزيوني بعنوان "ولكن" على شاشة قناة المحور، ليكون منبرا بين الرأي العام والمسئول.
هل تؤمنين بالدور الخدمي للإعلام وخاصة التليفزيون بوابة الناس الغلابة؟
كأنك تقرأ أفكاري، فقد كنت وما زلت أؤمن بدور وأهمية البرامج الإنسانية ودورها في توصيل صوت الناس وأوجاعهم إلى كل من يهمه الأمر، وبالفعل بعد عملي في الفضائيات تبنيت عشر أسر فقيرة، وبمساعدة إحدى الجهات أعطيناهم معاشات مدى الحياة بعد عمل بحوث لحالاتهم.. وهذا شىء يسعدني جداً كلما تذكرته.
تليفزيــــون:
وما هي قصة انضمامك للتليفزيون الرسمي؟
كنت أعمل صحفية وأتحرك كثيراً وذات صباح كنت على موعد مع وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، وكنت ألجأ إليه طلباً لتصريحات حصرية أمد بها الصحف التي أتعامل معها وكان يحب الجرأة في السؤال، وأقترح على العمل بالتليفزيون، فعملت في البداية في الإعداد مع الإعلامية القديرة سناء منصور، وقدمنا فقرات عن دور المسنين وحالة زواج لاثنين من المسنين عمرهما فوق السبعين، وكان ذلك من خلال برنامج "دنيا المسنين"، بعد ذلك قابلت السيدة سميحة دحروج التي طلبتني لنشرات الأخبار بعد تمرينات في اللغة العربية والإلقاء، ثم جاء اختبار الكاميرا فوجدت نفسي أمام (11) خبيراً سألوني في المعلومات العامة ومخارج الألفاظ، وفوجئت بعدها بصديقة لي داخل المبنى تخبرني بأنني نجحت وكنت الأولى، وبدأت فترة تدريبات جادة إلى أن جاءت فترة اختبار بجوار مذيعي الهواء، وأثناء التدريب فوجئت بمن يقول لي: " إنتِ على الهوا".
وخلال عشر سنوات عملت بقطاع الأخبار وسط منافسة قوية كدت أن أتوقف أكثر من مرة بسبب ضراوة المنافسة ولكني صمدت وتمسكت بقوتي.
أول مرة
أذكر أول مرة ظهرت فيها على الشاشة وكنت لا أعلم أنني سأظهر مباشرة أمام الكاميرا بل كان مجرد تدريب إلى جوار مذيعة الهوا حتى أتعلم منها، إلى أن صاح مخرج التنفيذ "هوا" وتركوني وحدي أواجه الجمهور العريض لم أشعر بنفسي "رجلي كانت بتخبط في بعضها" ومر الموقف بسلام واكتسبت جرأة مواجهة الهوا، أما المطب الذي تعرضت له فكان عندما تعطل "الأوتوكيو" وهو شاشة القراءة على الهوا أثناء إذاعة بيان مهم لملك عربي، ولم أجد الكلام الذي سأقرأه فارتجلت عدة كلمات من مخزوني الصحفي إلى أن تم إصلاحه.
جـــرأة
اكتسبت جرأة من عملى فى الصحافة، فأثناء تصوير حلقة عن معاناة سكان أحد المحافظات فوجئ المحافظ بأسئلة وشهادات من أبناء محافظته لا يتوقعها، فانفعل وترك التصوير، والصدفة أنه بعد أيام غادر موقعه، هذا هو هامش الحرية الذي يغريني أن أعمل في قناة محددة، وفي النهاية فإن قوة الإعلام المصري في الشاشتين الرسمية والخاصة لكن يجب الاعتراف بأن قوة الإعلام الخاص مستمدة من ماسبيرو.
الحيـــاة الخاصـــة:
عمري ما اتكلمت عن حياتي الخاصة ولن أتكلم أبداً، أنا ست أول ما أطلع من شغلي بانسى حياتي المهنية تماماً.. أنا عايزة أعيش حياة طبيعية وأسرتي ليست ملكا لأحد وأولهم الإعلام.