رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


من صفية لنونة .. أم مشهورة وحنونة

23-3-2017 | 07:54


كتبت: إيمان العمري - هدى إسماعيل

حفل التاريخ بنماذج عديدة جسدن دور الأم وأغدقن على الشعب المصرى حنانا وعطفا حتى استحقين لقب"أم" بالرغم من أن الكثيرات منهن لم ينجبن بل كان لديهن عاطفة الأمومة بالفطرة فاكتسبن محبة المصريين وتعاطفهم.

وفى السينما نجحت الكثيرات من الممثلات فى تجسيد دور الأم حتى أصبحت تلك الأدوار علامة فارقة فى تاريخهن الفنى وارتبطت بأذهان المشاهدين، فماذا لو دخلنا إلى عالم المشاهير لنختار منهن واحدة بعيدا عن كونها شخصية حقيقية أو خيالية، المهم أننا شعرنا معها بالحنان الحقيقى وليس المفتعل، فمن ستفوز بهذا اللقب؟

فى البداية تقول المخرجة والممثلة مروة رضوان: رسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ النموذج الأمثل لشخصية الأم من خلال "أمينة" زوجة سي السيد في الثلاثية، فقد كانت أما مقهورة لكنها كانت حنونة وطيبة استطاعت أن تربى أولادها على أحسن وجه، أما في دنيا الواقع فكانت الأم تريزا رمز الأمومة من خلال عطائها الفياض للجميع رغم أنها لم تكن أماً في الحقيقة لكن إحساسها بالأمومة كان قوياً جداً".

أما الكاتبة الشابة دينا أبو حلوة فترى فى شخصية د. ماجي الحلواني، عميدة كلية الإعلام السابقة نموذجا للأم المعطاءة وتفسر سبب اختيارها بأنها شخصية حنونة تتعامل باحترام مع كل الأعمار كما أنها تشجع الشباب، وفضلاً عن ذلك هي أم الكابتن حازم إمام صاحب الأخلاق الراقية التي تعكس تربية والدته الممتازة له.

من التاريخ

ترى هدى خالد، مصورة أن أم المصريين صفية زغلول نموذج للأم المثالية قائلة:"رغم أن صفية لم تنجب أطفالاً لكنني أعتبرها أماً بمعنى الكلمة، لقد كانت امرأة قوية تبنت العديد من الأفكار التحريرية التي خلصت الفتيات في تلك الفترة من أسر قيود كثيرة، فكانت لهن نعم الأم المدافعة القوية".

ويتفق معها في الرأي عاطف سيد، موظف لافتا إلى أن هناك نساء كثيرات نجحن في تقديم نموذج للأم، وذلك لما بذلن من التضحية والعطاء في ميادين متعددة، ومنهن صفية زغلول في مجال السياسة والتي اعتبرها الكثيرون أماً للمصريين، وفي مجال الفن لا تمحى من الذاكرة أسماء لأمهات عظيمات أمثال كريمة مختار وفردوس محمد، فقد قدمت كل واحدة منهما مشاعر فياضة للأمومة حتى اعتبرها المشاهد أماً له تحنو عليه دائماً.

القدوة

تقول مي محمد، طالبة في كلية الحقوق:"من وجهة نظري الأم التى دائما أرى فيها القدوة التى يحتذى بها الفنانة فردوس محمد عندما أراها على شاشة التلفزيون لا أستطيع أن أمنع نفسي من مشاهدتها وهى تدعي لأولادها أو طريقتها فى التعامل معهم، أعلم جيدا أنه تمثيل لكني متأكدة أن من تستطيع أن تفعل ذلك على الشاشة فهى تملك من الحنان والطيبة والحب فى الواقع، وأرى أنها نجحت أن تكون مثالاً جيداً لكل الأمهات".

أما منار عبد العليم، طالبة بالثانوية العامة  فتقول:"عشقت كريمة مختار فى جميع أدوارها وخاصة فى دور"ماما نونة" في مسلسل "يتربى في عزو"، فالحب الذى كانت تقدمه فى جميع الأحداث كنت أبكي منه وخاصة علاقتها الغريبة بحماده ابنها فهي أم تمتلك من القوة والحب والحنان ما يكفى الكرة الأرضية كلها".

أم معاصرة

بينما اختارت مرام صفوت، مدرسة، فنانة أخرى برعت في دور الأم وهي عبلة كامل، وترى فيها نموذجا للأم المصرية، فهي تشبه جميع الأمهات في الملامح وكل شىء تفعله، سلوكها مع أولادها وخوفها عليهم، ليس لأنها تتقن أداء دورها بل لأنها تركيبة متكاملة شكلا ومضمونا تقدم بصدق نموذجا للأمومة.

حبيبة مرسي، طالبة في المرحلة الثانوية ترى أن الفنانة منى زكي نموذج للأم المعاصرة ليس من خلال الأدوار التي تقدمها ولكن ما تقوم به في الحياة، ويظهر ذلك بوضوح عندما تتحدث عن طفليها فهي تبدو متفهمة جدا لهما وهذا شىء مهم لأي أم.

بينما يعتبر محمود محمد، محاسب، الأم المصرية أعظم أم فى العالم سواء كانت من المشاهير أو شخصية عادية، إنسانة بسيطة أو ذات منصب وجاه، مؤكدا أنها اكتسبت شهرتها من تضحيتها لأجل أفراد أسرتها دون مقابل.

***

أعظم لقب

أعظم تكريم منحه الشعب المصرى للنساء اللائى قدمن العطاء بلا حدود فى أى مجال كان لقب «الأم »، وأشهر من حصلن على ذلك اللقب فى العصر الحديث سيدتان ارتبط اسمهما برجلين واحد كرهه المصريون والآخر وقع الشعب فى حبه، هما أمينة هانم زوجة الخديوى توفيق، وصفية هانم زوجة الزعيم سعد زغلول، فما قصتهما؟!

أمينة هانم أم المحسنين

كان الخديو توفيق من أكثر الحكام الذين أثاروا الجدل لدى الشعب المصرى فى العصر الحديث ويحمله البعض مسئولية احتلال الإنجليز للبلاد، لكن رغم ذلك كان هناك فصل تام بينه وبين زوجته أمينة هانم إلهامى »1931-1858« حفيدة أحمد طوسون ابن محمد على ووالدة الخديو عباس حلمى الثانى التى اشتهرت بحب الخير والقيام بالعديد من الأنشطة التطوعية، واهتمت بالمرضى والمساكين، وأوقفت العديد من أملاكها على الأعمال الخيرية وكانت نموذجا صالحاً لأميرات فأحبها المصريون ومنحوها لقب أم المحسنين.

صفية أم المصريين..

لم تكن أم المصري ن «صفية زغلول »1946-1878« » مجرد فتاة تنتمى إلى بيت باشوات كما كان يطلق عليها، فهى ابنة مصطفى باشا فهمى ولكن بعد زواجها من سعد زغلول تبدل الحال وأصبح لها شأن سياسى ودور فى الأحداث المختلفة التى مرت بها البلاد ومن أهمها ثورة 1919 ، وهذا التحول كان نتيجة طبيعية لما أصبحت عليه، خاصة بعد أن انتسبت لعائلة زوجها زعيم الأمة فى تلك الفترة، فكان من الطبيعى أن يحبها الشعب المصري، ويتم منحها لقب أم المصريين.