تفقد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، أعمال تطوير منطقة آثار صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية، الذي تقوم به البعثة الأثرية المصرية لتحويلها إلى متحف مفتوح، بعد أن استطاعت البعثة ترميم وإعادة تجميع وتركيب مسلتين أثريتين وتمثالين وعمودين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى وضع العديد من القطع الأثرية على مصاطب لحمايتها.
واكد العناني أن أعمال التطوير والترميم تتم بشكل منتظم لتثبيت مصاطب خرسانية ذات فواصل خشبية لوضع الكتل الحجرية الأثرية ذات النصوص الهيروغليفية عليها، بالإضافة إلى العديد من التماثيل واللوحات الحجرية والرحايات، فضلا عن الأعمدة التي تم الانتهاء أيضا من تجميعها وترميمها وتركيب التاج العمود الخاص بها على هيئة نباتية، موضحا أن أعمال التطوير والترميم داخل المنطقة تتم بالمجهود الذاتي لوزارة الآثار، حيث تم توفير كل المواد اللازمة في أعمال الصيانة لسرعة الانتهاء من المشروع في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أن الوزارة تعمل على عدة مشروعات هدفها الحفاظ على التاريخ المصرى القديم وافتتاح أكبر المشروعات الأثرية لزيادة معدلات الزيارة داخل المناطق الأثرية.
وقال وزير الآثار إنه سيتم نقل ١١ قطعة من الجرانيت من منطقة آثار صان الحجر بالشرقية والتي تمثل أجزاءً لثلاث مسلات وترميمها ووضعها بالمتحف المصري الكبير الذي سيفتتح في عام 2020 .
وأوضح الدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن الوزارة كانت قد بدأت منذ بضعة أشهر مشروع تطوير المنطقة الأثرية لصان الحجر لتحويلها إلى متحف مفتوح ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية، حيث تعد منطقة صان الحجر هي "طيبة الشمال" ولا تحظى بزيارة الوفود السياحية وأن معظم آثارها الضخمة كانت محطمة ومتناثرة بالموقع.
وأشار إلى أن مشروع التطوير الجاري شمل ترميم وإعادة تركيب قطع أثرية ومسلات وتماثيل وبلوكات حجرية بالمنطقة، التي كانت ملقاة على الرمال منذ قرون طويلة ورفعها على مصاطب حجرية لحمايتها حتى يتسنى لزوار الموقع رؤيتها بالشكل الأمثل.. ومن بين القطع التي تم ترميمها وإعادة تجميعها وتركيبها بالموقع مسلتان كبيرتان وعمودان وتمثالان للملك رمسيس الثاني سوف يعلن عن انتهاء العمل بها خلال أيام قليلة.
وأكد وزيري أهمية منطقة صان الحجر التي تعد واحدة من أهم المواقع الأثرية حيث كانت عاصمة مصر خلال عصر الأسرتين الـ 21 و 22.. مشيرا إلى أن مركز تسجيل الآثار المصرية بوزارة الآثار، كان قد بدأ في سبتمبر الماضي أعمال التسجيل والتوثيق الأثري لمنطقة صان الحجر وشملت التوثيق الأثري والرفع المعمار والتصوير الرقمي والرسم الخطي لآثار الموقع.
وأشار وزيرى إلى أن من بين أهم الآثار الموجودة بالمنطقة مقبرة "أوسركون الثاني" ومقبرة الملك "ششنق الثالث" ومقبرة الملك "بسوسنس الأول "وقد تم الكشف عن كنوز تانيس الشهيرة داخل أحد هذه المقابر.
وأضاف وزيري أن منطقة صان الحجر كانت تمثل عاصمة مصر القديمة خلال عصر الأسرتين 21 و23، كما كانت مقرا لدفن ملوك هاتين الأسرتين ولعبت دورا مهما فى الحياة السياسية والدينية حتى الفتح العرب وتحاكى صان الحجر فى عماراتها مدينة طيبة وكان يطلق عليها طيبة الشمال ومنذ منتصف القرن 19 شهدت المنطقةً أعمال حفائر على يد عدد من البعثات الأجنبية والتي تمكنت من الكشف عن العديد من المعابد الأثرية وأهمها معبد آمون ومعبد موت ومعبد حورس ومعبد الشرق.