رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاده.. الضرائب أعدمت إسماعيل يس

15-9-2018 | 23:59


في منتصف الستينيات بدأت دولة الكوميديا في الإنهيار بعد ظهور المؤسسة العامة للسينما وأيضاً بعدما سحب التليفزيون البساط من تحت أقدام السينما ليحتار نجومها ومنهم إسماعيل يس النجم الذي أسعد الجمهور العربي بما قدمه من أعمال كوميدية خالدة نقية تسعد قلوب الصغار قبل الكبار.

 

هالني ما سمعته في تقرير من إحدى القنوات الفضائية أن إسماعيل يس بدد ثروته في لعب القمار، وهذا خطأ جسيم في حق الرجل الذي حافظ على أخلاقيات المجتمع بأعماله الراقية التي مازالت تعرض حتى الآن دون كلمة جارحة أو لفظ خادش للحياء، فكيف يظلمه كاتب تقرير بهذا الإتهام والذي يدين القناة التي تذيعه كل فترة ، وكيف يشوه تاريخ نجم لم ير العالم العربي مثيلاً له ؟

 

أصيب إسماعيل يس بالمرض في منتصف الستينيات وشخص الأطباء مرضه بأنه ماء على الرئة، وأخذ الله بيده وشفاه وكان ذلك نتيجة إجهاد من كثرة العمل، فالرجل كان يقوم بتمثيل سبعة أفلام في الشهر الواحد علاوة على عمله الليلي بفرقته المسرحية ، وبعد أن تماثل للشفاء خرج من المستشفى معافاً ليجد عزوف المخرجين عنه وحل فرقته المسرحية بسبب مرضه .

 

ودائماً ما تأتي الكوارث مجمعة، فمع محنة المرض وحل الفرقة وتشريدها بسبب توقف العروض وعدم وجود أي تمويل أو مساعدة من الحكومة آنذاك لفرقة إسماعيل يس التي أسعدت الجماهير طوال 13 عاماً ، فقد أتت الطامة الكبرى وهي مطالبة مصلحة الضرائب لإسماعيل بمبلغ 31 ألف جنيه ، وهي حصيلة ضرائبه منذ 15 عاماً ، والتساؤل هنا أين طانت الضرائب طوال تلك الفترة كي تأتي الآتي لتقصم ظهر الرجل؟ والأشد غرابة أنه بمراجعة قائمة الأفلام المستحق عنها الضرائب وجد العديد من الأفلام مكررة ، وخصوصاً الأفلام التي تغير إسمها ، فقد وجد نفسه مطالباً بدفع ضرائب عن فيلم "إسماعيل يس دفعة"، مع أن الفيلم نفسه هو فيلم "إسماعيل يس في الجيش" .. ولم تعلم مصلحة الضرائب أنه كان هناك تكليف غير معلن من الرئيس جمال عبد الناصر لإسماعيل يس بتمثيل سلسلة أفلام عن الجيش وفروعه ومنها البحرية والطيران .

 

قامت الضرائب بالحجز على بيت اسماعيل يس وسيارته حتى الجنيهات القليلة الموجودة في البنك ، وقد سار إسماعيل في الشوارع لايحمل قرشاً واحداً بعد أن أصبح عاطلاً عن العمل لدرجة أنه فكر في الإقتراض كي يفتح محل كشري ، ولم يجد إسماعيل حلاً إلا أن يعود للعمل في الملاهي الليلة كمنولوجست .. وكانت النهاية مثل البداية وأصبح المليونير الفقير.