أكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر،
حرصه على تحقيق التواصل المثمر مع الطلاب بمختلف الكليات بالقاهرة والأقاليم، خاصة
المقبولين الجدد، وهم يخطون أولى خطواتهم على أعتاب المرحلة الجامعية؛ لتحصيل العلوم
والمعارف بانتسابهم لأعرق جامعة إسلامية في العالم؛ من أجل فتح قنوات للحوار المباشر،
بينهم وبين عمداء الكليات والأساتذة أيضًا تُسهم في تذليل أي عقبات قد تُواجه الطلاب
داخل قاعات العلم، وتُرَّسخ في نفوسهم الانتماء للأزهر: منهجًا وعقيدة وأخلاقًا، وتُحَّصنهم
من الانزلاق لبراثن الفكر المتطرف، وتُبَّصرهم بقضايا الوطن والمؤمرات التي تُحاك بليل،
لخدمة أجندات مشبوهة تستهدف النيل من أمننا واستقرارنا وعرقلة مسيرتنا التنموية في
مصر المحروسة.
وقال، في رسالته للطلاب الجدد بمختلف الكليات
بالقاهرة والأقاليم، التي تلاها نيابة عنه الدكتور أحمد سليم، عميد كلية طب الأزهر
للبنين بالقاهرة، خلال لقائه بالطلاب المقبولين بالطب، وأولياء أمورهم: «كونوا على
قدر المسئولية، وتفرغوا لتحصيل المعرفة داخل قاعات الدرس، مُتَّحلين بأخلاق طلاب العلم،
لتظلوا خير سفراء للأزهر، تتمسكون بمنهجه الوسطى، وتنشرون ثقافة التسامح والتعايش والحوار؛
وتُسهمون بفاعلية فى تبصير الناس بأمور دينهم كما أراده الله عز وجل، وبلغه سيد الخلق
صلى الله عليه وسلم، ولا تلفتوا لأي دعوات هدامة، تستهدف اختطافكم من الأزهر، وإبعادكم
عن رسالته المقدسة فى خدمة الدين والوطن والإنسانية جمعاء».
وأضاف، في رسالة خاصة للطلاب المقبولين الجدد
بكليات الطب بالقاهرة والأقاليم للبنين والبنات،: «وطِّنوا أنفسكم على التحلى بأخلاق
الإسلام فى أداء رسالتكم الإنسانية السامية؛ لتُخّففوا أوجاع المرضى خاصة الفقراء،
لا أن تُصبحوا عبئًا إضافيًا عليهم بما تفرضون عليهم من رسوم تأخذكم بعيدًا عن أخلاق
مهنة الطب التى نريدكم أن تتسلحلوا بها، وقد راعينا تدريس مادة الفقه بكليات الطب على
أن يتضمن المنهج الدراسي القضايا المعاصرة التى تحتاجون إلى معرفتها الآن، وبعد التخرج».
أشار، في رسالة لأولياء الأمور،: «تابعوا أولادكم،
ولتعرفوا لمن يقرأون ولمن يستمعون، ومع من يجلسون، وكيف يقضون أوقاتهم، وساعدونا فى
غرس قيمة ومتعة العلم بنفوسهم؛ حتى ننجح فى صناعة جيل قادر على الإسهام الفعَّال فى
خدمة دينه ومجتمعه ووطنه وإثراء الحضارة الإنسانية».
قال الدكتور أحمد سليم، عميد كلية طب الأزهر
للبنين بالقاهرة، إنه بادر بعقد هذا اللقاء مع الطلاب المقبولين الجدد وأولياء أمورهم؛
لمد جسور الثقة وإرساء دعائم حوار جاد بين الأساتذة والدارسين، بما يُسهم فى تذليل
أى عقبات على طريق تحصيل العلم والمعرفة، وبناء شخصية الشباب، وتربيتهم على المنهج
الأزهرى الذى يُجَّسد الفهم الحقيقى للدين الحنيف بتعاليمه السمحة؛ بما يجعلهم قادرين
على المشاركة في صنع حاضر ومستقبل وطنه.
أشار الدكتور مجدى الدهشان، ود. محمود صديق،
وكيلا الكلية، أن هذا اللقاء تناول توعية الطلاب الجدد بطبيعة الدراسة بكلية الطب،
ومفاتيح التفوق العلمى، واستعراض أهم محاور اللائحة الجديدة، والتطوير المتواصل الذى
تشهده المناهج الدراسية، وقد تم التأكيد على بدء مرحلة التدريب العملى بالمستشفيات
مبكرًا؛ لتأهيل الدارسين للمنافسة بقوة في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي.